Abderrazak Hamdallah - Karim Benzema - Walid Regragui - MoroccoGOAL AR

من كريم بنزيما إلى المغرب .. شكرًا لتهذيب وإصلاح عبد الرزاق حمد الله!

"إياك أن تيأس من إصلاح نفسك" عبارة وعظية شهيرة، مرت علينا جميعًا، لكن قلة من فعلوا بها، ومن بين هذه القلة يظهر لنا المهاجم المغربي عبد الرزاق حمد الله..

شهر كامل والجميع يقف مترصدًا ومتربصًا له منذ إعلان الاتحاد تعاقده مع المهاجم الفرنسي كريم بنزيما، الجميع يراقب حسابات الساطي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لعله يهمز أو يلمز بعبارة أو كلمة أو حتى رمز تعبيري، يكشف عن غضبه من قدوم الفرنسي، لكن لم يحدث!

إذًا الأمل في انتهاء الإجازة وعودة اللاعبين للتدريبات، حيث لقاء السحاب بين بنزيما وحمد الله، فقد وقع السوري عمر السومة في فخ فيديو "مجتزأ" مع الوافد الجديد للأهلي البرازيلي روبيرتو فيرمينو، ربما الفيديوهات تنتشر والكل يتبادل الصور، وإذا بالساطي يظهر مازحًا ضاحكًا مع بنزيما!

لحظة! أعلم أنك إن كنت اتحاديًا ستلقي باللوم على من نتحدث عنهم، لكن مؤكد أنه لا يخفى عليك أن ممن كانوا يتوقعون رد فعل غاضب من المغربي، هناك اتحاديين أيضًا، ليس تشكيكًا في انتمائهم للعميد، إنما عدم ثقة في شخصية حمد الله، صاحبة الصولات والجولات حول "الأنا العليا".

"كن صامتًا ولا تخبرهم بأي شيء، حتى يكون العرض مرعبًا" .. هكذا كتب الساطي اليوم، عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، مرفقًا رسالته بصورة له من تدريبات العميد، في إشارة غير مباشرة لإعلانه تحدي نفسه في الموسم الجديد، لمنافسة صاحب جائزة الكرة الذهبية 2022م.

والآن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف تحول حمد الله من حالة "الثور الهائج" إلى لاعب يعشق التحديات وينخرط في المنظومة؟

المغرب للتهذيب والإصلاح:

الجميع اتفق على عظمته بعد إنجاز المغرب في كأس العالم قطر 2022م، كأول منتخب عربي يحقق المركز الرابع في تاريخ المونديال، لكن لم يأخذ وليد الركراكي حقه في حديث الإعلام عن عظمته القيادية في "لم شمل" لاعبيه على قلب رجل.

مع المغرب، شاهدنا حمد الله مبتسمًا رغم ملازمته لمقاعد البدلاء طوال المونديال باستثناء 64 دقيقة في سبع مباريات مجتمعة، وهو الثائر في النصر عندما يتم استبداله فقط، وليس عند عدم البدء به كأساسي، بل والغاضب عند عدم تمرير زملائه للكرة له داخل أرض الملعب سواء في التدريبات أو المباريات.

مع أسود الأطلس، تابعنا الساطي وكأنه تخصص احتفالات عقب المباريات، إذ يتراقص في غرف خلع الملابس بانسجام كبير، ويحمل لزملائه المذياع الذي يردد الأغاني، لتشتعل الغرف والحافلات احتفالًا بكتيبة وليد الركراكي، وهو الذي ترك معسكر منتخب بلاده قبل أيام من انطلاق كأس أمم إفريقيا مصر 2019م، لمجرد عدم السماح له بتنفيذ ضربة جزاء في مجرد مباراة ودية.

بفضل الركراكي، لم يجد المغربي أي مشكلة في الخروج معتذرًا عقب المونديال، معلنًا اتفاقه مع الجماهير حول تقديمه أداء متواضع للغاية، خلال الدقائق التي شارك بها.

من وراء احتواء وليد له، تعلم عبد الرزاق في غضون أيام، كيف تكون "الجماعة فوق الفرد"، وألغى من قاموسة "أنا فوق الجميع".

تظن أن الاتحاد من أجبر حمد الله على الانخراط في منظومته ولائحته الانضباطية على عكس بيئة النصر؟، لا! لم يضع العميد الساطي تحت الضغط الذي وُضع به خلال معسكر المغرب في مونديال قطر، فلقد هذبت المغرب ولدها بنجاح، وأن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي أبدًا!

فمن كريم بنزيما والاتحاديين: شكرًا للمغرب ووليد الركراكي على تهذيب وإصلاح عبد الرزاق حمد الله، كي نرى وجهه الذي تمنى الجميع أن يراه، فالساطي على قدر التحدي، ولو كان أمام أفضل لاعب في العالم!

إعلان