Karim Benzema Didier Deschamps GFXGetty

لا تُبالغ في أحلامك يا بنزيما .. قميص منتخب فرنسا "محظور" و"التفاحة الفاسدة" تجعل عودتك مستحيلة!

بعد تصريح كريم بنزيما الأخير لصحيفة "ليكيب" الفرنسية، الذي ألمح فيه نجم ريال مدريد السابق واتحاد جدة الحالي لرغبته في العودة إلى صفوف منتخب فرنسا والمشاركة في كأس العالم 2026 بأمريكا وكندا والمكسيك، عاد الجدل مجددًا حول احتمالية عودته إلى المنتخب الذي مثّله في أكثر من 90 مباراة وسجل له 37 هدفًا.

بنزيما لم يلعب لفرنسا منذ كأس العالم 2022، إذ كان قد أعلن اعتزاله دوليًا بعد خسارة المنتخب أمام الأرجنتين في نهائي المونديال، لكنه اليوم قدّم عرضًا محرجًا للصلح مع المدرب ديدييه ديشان، مؤكدًا أنه لن يرفض دعوة المدرب للعب مع الديوك في المونديال القادم.

بنزيما قال في حديثه: "من لا يرغب في لعب كأس العالم؟ الجميع يريد المشاركة. وسأكون كاذبًا إن قلت لا حال طلبوا مني اللعب مع فرنسا"، لكن رغم القيمة الفنية والتاريخية للنجم الفائز بالكرة الذهبية 2022، فإن هناك العديد من الدلائل التي تشير إلى أن طريق العودة أصبح شبه مستحيل، لأسباب رئيسية نرصدها في السطور التالية..

  • Al Ittihad v Al Shabab: Saudi King's CupGetty Images Sport

    مضى قطار العمر يا بنزيما

    بنزيما سيبلغ عامه الثامن والثلاثين خلال الأسبوع المقبل، وهو عمر يصعب فيه مجاراة الإيقاع البدني العالي للبطولات الكبرى، خصوصًا في ظل تطور أداء المنتخبات الحديثة وسرعة لاعبيها، وذلك باستثناء نجوم خارقة للعادة مثل كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي.

    ومنذ انتقاله إلى نادي الاتحاد السعودي في صيف 2023، لم يعد بنزيما يقدم نفس الأداء الذي ظهر به مع ريال مدريد، وخصوصًا في الموسم الجاري، حيث يعاني من تراجع واضح في المعدل التهديفي ومن مشاكل عضلية متكررة أبعدته عن عدة مباريات.

    ورغم أن الدوري السعودي أصبح يضم أسماء عالمية، إلا أنه لا يقدم نفس مستوى التنافسية والانضباط التكتيكي الموجود في أوروبا، ما يعني أن بنزيما فقد الاحتكاك القوي الذي يؤهله للعب أمام منتخبات مثل الأرجنتين أو البرازيل أو إنجلترا.

    كل هذه المعطيات تجعل فكرة الاعتماد عليه في كأس العالم المقبل، مخاطرة فنية أكثر منها إضافة حقيقية، وحتى لو كان ديشان يملك الجرأة للإقدام على هذه الخطوة، فلن يستطيع الصمود أمام الهجوم الإعلامي والجماهيري الذي لا يؤيد هذه العودة على الإطلاق.

  • إعلان
  • Kylian MbappeGetty Images

    تخمة هجومية في منتخب فرنسا

    منتخب فرنسا يعيش واحدة من أفضل فتراته الهجومية منذ تتويجه بمونديال 2018، ورغم خسارته للقب في الأمتار الأخيرة 2022، إلا أنه أعاد بناء الصفوف وهو الآن أحد أقوى المنتخبات على مستوى الهجوم، بل إنه يملك "تخمة" من النجوم والهدافين.

    كيليان مبابي "ماكينة الأهداف وصاحب الحذاء الذهبي في أوروبا"، أصبح القائد والرمز الجديد للفريق، ومعه كتيبة شابة متفجرة مثل ديزيري دوي، مايكل أوليسيه، راندال كولو مواني، ماركوس تورام، بالإضافة إلى المخضرمين أنطوان جريزمان وعثمان ديمبيلي.

    حتى البدلاء في فرنسا من طراز عالمي، مما يجعل ديشان في غنى تام عن إعادة لاعب اقترب من نهاية مسيرته الدولية، على حساب اسم من هذه الأسماء التي تحمل على عاتقها أحلام جماهير فرنسا في اللقب الثالث بكأس العالم.

    والجدير بالذكر أن منتخب فرنسا سجل أكثر من 40 هدفًا في التصفيات الأخيرة المؤهلة إلى كأس العالم ودوري الأمم الأوروبية، دون الحاجة لأي مهاجم كلاسيكي مثل بنزيما، مما يثبت نجاح المنظومة الهجومية الحالية.

  • FBL-NATIONS-LEAGUE-BEL-FRAAFP

    التفاحة الفاسدة التي يتجنبها ديشان

    سجل الخلافات الطويل بين كريم بنزيما والمدير الفني ديدييه ديشان يمكن شرحه في مجلدات،  وهو ليس وليد اللحظة، بل بدأ منذ أزمة استبعاد كريم عام 2016 بسبب قضية فالبوينا، حين صرّح بنزيما بأن ديشان "رضخ لضغوط عنصرية وسياسية"، وهو ما تسبب في جرح عميق بينهما.

    ورغم عودته إلى المنتخب قبل يورو 2020، إلا أن العلاقة ظلت باردة، وبلغت ذروتها في مونديال قطر 2022 حين أعلن ديشان استبعاد بنزيما بسبب الإصابة قبل انطلاق البطولة بأيام، في حين أكد اللاعب عبر منشورات مبطنة أنه كان قادرًا على المشاركة لو أُعطي الوقت الكافي للتعافي.

    وبعد الاكتفاء بالفضية في قطر، كتب بنزيما على "إنستجرام": "لقد كتبت قصتي وانتهت"، في إشارة إلى نهاية علاقته بالمنتخب، ثم قام بإلغاء متابعة ديشان على مواقع التواصل، وهذه التراكمات تجعل أي مصالحة بين الطرفين صعبة للغاية، خصوصًا أن ديشان معروف بعناده في قراراته وتمسكه بالانضباط داخل غرف الملابس.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • بنزيما ومواقف سابقة لا تُنسى

    تاريخ بنزيما مع المنتخب الفرنسي مليء بالأزمات التي تركت آثارًا لا تُمحى في ذاكرة الجماهير والإدارة، وتجعل عودته إلى صفوف الديوك مرة أخرى شبه مستحيلة، حتى لو كان مناسبًا من النواحي الفنية والبدنية.

    فلا يمكن أن تنسى الجماهير ووسائل الإعلام الفرنسية، قضية فالبوينا عام 2015 التي أدت إلى إيقافه مؤقتًا، بخلاف تصريحات بنزيما المثيرة عام 2016 عندما قال "ديدييه ديشان خضع لضغوط من العنصريين في فرنسا"، وهو ما أشعل الرأي العام.

    ولم تتوقف انتقادات بنزيما للمدرب، بل إن لديه ثأر مع الإعلام الفرنسي واتحاد الكرة، بعد اتهامه لهم بعدم تقدير عطائه مع ريال مدريد، بخلاف توتره في بعض المعسكرات مع زملائه، إذ أُشير أكثر من مرة إلى خلافات داخلية سببها "مزاجه الصعب"، بحسب تقارير فرنسية.

    كل هذه المواقف جعلت الاتحاد الفرنسي يفضل الحفاظ على استقرار المجموعة الحالية بدلاً من المجازفة بإعادة لاعب قد يثير الانقسام من جديد.

  • FBL-WC-2014-MATCH58-FRA-GERAFP

    بيت القصيد

    تصريحات بنزيما الأخيرة قد تكون صادقة من قلب لاعب لا يزال يعشق المنافسة ويحن لقميص بلاده، لكنها جاءت متأخرة جدًا.

    فمنتخب فرنسا يعيش عصرًا جديدًا عنوانه الشباب والاستقرار والانسجام، بينما بنزيما أصبح جزءًا من الماضي الجميل، لا من المستقبل.

    العودة إلى الديوك؟ حلم جميل... لكنه انتهى مع صافرة نهائي قطر 2022.

0