"لا أصدق أنني أُحاكم على هذا".. القضاء يعاقب نجم مانشستر سيتي السابق بالسجن 6 أشهر!

في نوفمبر الماضي، أدانت محكمة ليفربول كراون، اللاعب السابق جوي بارتون بتهمة إرسال منشورات "مسيئة للغاية" عبر منصة "X" (تويتر سابقًا)، تضمنت وصف المذيع جيريمي فاين بأنه "مهووس بالدراجات"، إضافة إلى مقارنة الناقدتين الرياضيتين لوسي وارد وإني ألوكو بالقاتلين المتسلسلين فريد وروز وست.

هيئة المحلفين رأت أن بارتون "تجاوز الخط الفاصل بين حرية التعبير والجريمة" في ست حالات، بعد أن وُجهت له تهمة إرسال 12 منشورًا إلكترونيًا مسيئًا بشكل فادح، بنية التسبب في ضيق أو قلق الآخرين خلال شهر يناير 2024.

وخلال جلسات المحاكمة، حاول بارتون الدفاع عن نفسه، قائلًا: "لم يكن القصد وصفه بأنه متحرش بالأطفال. كانت نكتة سيئة، داكنة، مراهقة. لم أحاول في أي وقت أن أتسبب في ضيق أو قلق أو أخاطر بحياته أو حياة بناته. لا أريد أن يخاف الناس على حياتهم، أنا أب. لا أستطيع تصديق أنني أُحاكم على هذا. مجرد كلمات على موقع التواصل الاجتماعي".

حكمت محكمة ليفربول كراون على المدير الفني السابق لبريستول روفرز، جوي بارتون، بعقوبة معلقة لمدة 18 شهرًا، ما يعني أنه لن يقضي عقوبة السجن إلا في حال ارتكاب جريمة جديدة خلال تلك الفترة.

وقد تضمنت العقوبة ستة أشهر عن كل من الجريمتين الموجهتين ضد إني ألوكو، وأربعة أشهر عن كل من التهم الأربع المتعلقة بجيريمي فاين ولوسي وارد.

القاضي أندرو ميناري، ألزم بارتون أيضًا بأداء 200 ساعة من العمل المجتمعي غير المدفوع الأجر، إضافة إلى دفع أكثر من 20 ألف جنيه إسترليني كتكاليف.

وعقب خروجه من المحكمة، صرح بارتون لهيئة الإذاعة البريطانية، قائلًا: "لو كان بإمكاني إعادة الزمن إلى الوراء لفعلت. لم أقصد إيذاء أحد. كانت مزحة خرجت عن السيطرة. لا أحد يريد أن يذهب إلى السجن".

أكد القاضي أندرو ميناري، أن استهداف الأفراد عبر الإنترنت بالطريقة التي انتهجها جوي بارتون يتجاوز نطاق حرية التعبير المسموح بها، موضحًا أن النقاش الجاد أو السخرية أو حتى استخدام لغة فظة قد يظل ضمن الحدود المقبولة، لكن المقارنات المسيئة مع قتلة متسلسلين أو التلميحات الكاذبة حول الاعتداء الجنسي على الأطفال تمثل تجاوزًا خطيرًا يهدف إلى الإذلال والإيذاء، وبالتالي تفقد أي حماية قانونية.

وأضاف القاضي أن ما ارتكبه بارتون لم يكن مجرد تعليقات عابرة، بل حملة مستمرة من الإساءة عبر الإنترنت اتسمت بالاستهداف والتطرف والضرر المتعمد.

ومع ذلك، أوضح أنه مقتنع بأن عقوبة الحبس الفورية ليست ضرورية في هذه المرحلة، مشيرًا إلى ثقته في قدرة بارتون على تغيير سلوكه للأفضل.

وقال ميناري إن الخطوات التي اتخذها اللاعب السابق تشير إلى وجود فرصة لإعادة التأهيل، مؤكدًا أن العقوبة المعلقة قد تشكل رادعًا فعالًا ضد أي تجاوزات مستقبلية.

أصدرت المحكمة أوامر تقييد لمدة عامين بحق جميع ضحايا جوي بارتون، تمنعه من نشر أي إشارة إليهم عبر منصات التواصل الاجتماعي أو في أي بث إعلامي.

وعقب الحكم، عبّر المذيع جيريمي فاين عن ارتياحه لانتهاء القضية، قائلًا: "أنا سعيد لأن القضية قد انتهت. لقد تم إجبار جوي بارتون على دفع الكثير بسبب أكاذيبه واعتداءاته البشعة، لكنني أخشى أنه سيستمر في الإجرام حتى يوم وفاته".

من جانبها، أوضحت شرطة شيشاير أن هذه القضية يجب أن تكون رادعًا للآخرين عن مشاركة "رسائل مسيئة وكريهة" عبر الإنترنت، مؤكدة أن منشورات بارتون كان يمكن أن تصل إلى مئات وربما آلاف الأشخاص، دون أي اعتبار لتأثيرها على الضحايا وصحتهم النفسية.

وأضاف المتحدث باسم الشرطة: "العقوبة التي تم تسليمها إليه اليوم تأتي مع عدد من الشروط الصارمة، وإذا خرق هذه الشروط بأي شكل، فقد يواجه احتمال السجن".