نشر المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية، توضيحًا عبر حسابه الرسمي على منصة "X" (تويتر سابقًا)، بشأن منشوره السابق المتعلق بإمكانية بيع نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي.
المصدر: https://flic.kr/p/2prMEGP"المفاوضات في مرحلة متقدمة ولكن!" .. تركي آل الشيخ يوضح موقف السعودية من صفقة بيع مانشستر يونايتد!
ماذا قال تركي آل الشيخ؟
قال آل الشيخ في تغريدته الجديدة: "منشوري بالأمس حول صفقة بيع مانشستر يونايتد كان له معنى واحد فقط: النادي في مرحلة متقدمة من المفاوضات مع مستثمر جديد".
وأضاف موضحًا: "للتوضيح، أنا لست المستثمر، ولا المستثمر من بلدي. أنا فقط مشجع أتمنى أن تتم الصفقة، رغم أنها قد لا تتم في النهاية".
gettyالصورة كاملة
يأتي هذا التصريح بعد موجة من التكهنات التي أُثيرت عقب منشوره السابق، حيث ربط البعض بينه وبين احتمالية وجود استثمار سعودي في النادي الإنجليزي العريق.
إلا أن آل الشيخ حرص على نفي أي علاقة مباشرة له بالصفقة، مؤكدًا أن اهتمامه نابع من حبه لكرة القدم ورغبته كمشجع في رؤية تطورات إيجابية للنادي.
ويُعد مانشستر يونايتد من أبرز الأندية العالمية التي شهدت في السنوات الأخيرة جدلاً واسعًا حول ملكيتها، وسط تقارير متكررة عن رغبة مجموعة "جليزر" المالكة في بيع النادي أو جزء من أسهمه لمستثمرين جدد، وفي نفس الوقت تصريحات آل الشيخ الأخيرة تضيف بعدًا جديدًا للنقاش الدائر حول مستقبل النادي، لكنها في الوقت ذاته تنفي أي دور رسمي له في العملية الجارية.
عائلة جليزر وحقبة الجدل في مانشستر يونايتد
منذ استحواذ عائلة جليزر الأمريكية على نادي مانشستر يونايتد في عام 2005، دخل النادي مرحلة مثيرة للجدل امتدت لأكثر من عقدين، شهدت خلالها الجماهير حالة من الانقسام والغضب بسبب السياسات الإدارية والمالية التي اتبعتها العائلة المالكة.
ورغم أن السنوات الأولى من الملكية شهدت نجاحات رياضية تحت قيادة المدرب الأسطوري السير أليكس فيرجسون، بما في ذلك الفوز بدوري أبطال أوروبا عام 2008 والتتويج بالدوري الإنجليزي الممتاز عدة مرات، إلا أن هذه الإنجازات لم تُخفِ القلق المتزايد بشأن الديون الضخمة التي تراكمت على النادي نتيجة صفقة الاستحواذ الممولة بالقروض.
فبعد اعتزال فيرجسون في عام 2013، دخل مانشستر يونايتد في دوامة من التراجع الفني والإداري، حيث تعاقب على تدريب الفريق عدد من المدربين دون تحقيق الاستقرار أو العودة إلى المنافسة الحقيقية على البطولات الكبرى، كما تراجعت مكانة النادي في دوري الأبطال، وغابت الهوية الفنية التي طالما ميزت الفريق.
الجماهير، من جانبها، لم تتوقف عن التعبير عن غضبها، حيث شهدت السنوات الأخيرة احتجاجات واسعة ضد عائلة جليزر، وصلت إلى حد اقتحام ملعب "أولد ترافورد" في مايو 2021 قبل مباراة الفريق أمام ليفربول، في رسالة واضحة برفض استمرار الملكية الأمريكية.
وتركزت الانتقادات على غياب الاستثمار الحقيقي في البنية التحتية الرياضية، وسوء إدارة سوق الانتقالات، فضلاً عن التركيز على العوائد التجارية على حساب الطموحات الرياضية.
ورغم محاولات العائلة لتخفيف حدة التوتر عبر تعيين إداريين جدد وتقديم وعود بالتطوير، إلا أن الثقة بين الجماهير والإدارة ظلت مهزوزة، ما دفع الكثيرين للمطالبة ببيع النادي لمستثمر جديد يعيد له مكانته التاريخية ويضع مصلحة الفريق فوق الحسابات المالية.
تركي آل الشيخ ومسيرته الاستثمارية في كرة القدم
برز المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية، كأحد أبرز المستثمرين في مجال كرة القدم خلال السنوات الأخيرة، حيث خاض تجارب لافتة في ملكية وإدارة أندية داخل مصر وأوروبا، عكست اهتمامه العميق بتطوير اللعبة وتعزيز حضورها على المستويين المحلي والدولي.
في عام 2018، دخل آل الشيخ الساحة الكروية المصرية من خلال شراء نادي بيراميدز - الأسيوطي وقتها -، الذي شكّل نقلة نوعية في الدوري المصري الممتاز، حيث اعتمد النادي على إستراتيجية استثمارية جريئة، تضمنت التعاقد مع لاعبين دوليين ومدربين أجانب، إلى جانب تطوير البنية التحتية الإعلامية والتسويقية للنادي، قبل أن يبيع أسهمه في النادي إلى مستثمر إماراتي.
ورغم الجدل الذي صاحب هذه التجربة، إلا أن بيراميدز نجح في فرض نفسه كمنافس قوي على البطولات المحلية، وغيّر من شكل المنافسة التقليدية في الكرة المصرية، كما توج مؤخرًا بلقب دوري أبطال أفريقيا.
لاحقًا، وسّع آل الشيخ نشاطه إلى أوروبا، حيث استحوذ في عام 2019 على نادي ألميريا الإسباني الذي ينشط في دوري الدرجة الثانية آنذاك.
ومنذ توليه رئاسة النادي، بدأ مشروعًا طموحًا لتطوير الفريق على كافة المستويات، شمل تحديث المنشآت الرياضية، وتعيين طواقم فنية وإدارية ذات خبرة، بالإضافة إلى تعزيز أكاديمية النادي لاكتشاف المواهب الشابة. وقد أثمرت هذه الجهود عن صعود ألميريا إلى دوري الدرجة الأولى الإسباني "لا ليجا"، مما اعتُبر إنجازًا مهمًا في مسيرة النادي تحت قيادته.

