Kylian Mbappe France 2025Getty Images

بعد تلقيه تبرعات من مبابي .. الشرطي "مومو" يواصل عمله مع منتخب فرنسا رغم التحقيقات!

لا يزال محمد س.، المعروف بلقب "مومو"، يعمل ضمن طاقم المنتخب الفرنسي لكرة القدم، رغم خضوعه لتحقيقات إدارية وقضائية على خلفية تلقيه تبرعًا ماليًا من نجم المنتخب كيليان مبابي، بلغت قيمته 60,300 يورو في عام 2023.

ويشغل محمد س. منصب ضابط الاتصال والأمن للمنتخب الفرنسي منذ عام 2004، ويُعد من الشخصيات الثابتة في الجهاز الفني بقيادة المدرب ديدييه ديشان.

هذه القضية أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية الفرنسية، وطرحت تساؤلات حول العلاقة بين الرياضيين ورجال الأمن، وحدود التبرعات الشخصية داخل المؤسسات العامة، خاصة عندما يتعلق الأمر بشخصيات تعمل في مواقع حساسة مثل الأمن الوطني.

  • جدل إعلامي يصاحب ظهور "مومو"

    في بداية فترة التوقف الدولي الحالية، ظهر "مومو" مجددًا في مركز كليرفونتين، حيث استقبل لاعبي المنتخب الفرنسي على درج المبنى الرئيسي، كما جرت العادة منذ سنوات.

    إلا أن ظهوره هذه المرة جاء وسط جدل إعلامي واسع، بعد الكشف عن التبرعات التي تلقاها من مبابي، والتي شملت أيضًا أربعة من كبار ضباط الشرطة المكلفين بأمن المنتخب، حيث حصل كل منهم على شيك بقيمة 30 ألف يورو.

    وبحسب ما أوردته صحيفتا "لوموند" و"نوفيل أوبسرفاتور"، فإن محمد س. خضع لجلسة استماع أمام مجلس تأديبي يوم الثلاثاء الماضي، في إطار تحقيقات أجرتها المفتشية العامة للشرطة الوطنية (IGPN).

  • إعلان
  • Kylian Mbappe Real Madrid 2025-26Getty

    اتهامات تلاحق الضابط الفرنسي

    تضمنت الاتهامات الموجهة إليه "الإخلال بواجب النزاهة"، و"الولاء"، و"عدم التبليغ" عن التبرع الذي تلقاه إلى رؤسائه في الشرطة.

    التحقيقات الإدارية طرحت تساؤلات حول طبيعة التبرع، وما إذا كان مقابل خدمات أمنية خاصة قدمها محمد س. لمبابي، خصوصًا بعد ظهوره إلى جانب اللاعب في رحلاته الخاصة إلى الكاميرون ومنطقة فوكلوز خلال صيف 2023.

    ومع ذلك، لم تُفرض عليه أي عقوبة حتى الآن، ويواصل أداء مهامه مع المنتخب الفرنسي، في انتظار القرار النهائي من المديرية العامة للشرطة الوطنية (DGPN) خلال الأشهر المقبلة.

  • التبرعات معتادة من مبابي في منتخب فرنسا

    من جهته، نفى محامي مبابي، جان-باتيست سوفرون، وجود أي مخالفة قانونية، مؤكدًا أن "كل شيء تم وفقًا للقواعد"، وأن التبرع "تم دون أي مقابل"، مشيرًا إلى أن مبابي اعتاد منذ انضمامه إلى المنتخب الفرنسي على التبرع بكامل مكافآته المالية.

    وأضاف أن "التبرع الذي قُدم بعد كأس العالم 2022 كان قانونيًا، وتم عبر شيك مصرفي، ولا يتطلب التصريح به"، معتبرًا أن "الربط بين هذا التبرع وتدخلات محمد س. في رحلات مبابي الخاصة لا أساس له".

  • FBL-WC-2026-EUR-QUALIFIERS-FRA-TRAININGAFP

    ما التالي لمنتخب فرنسا؟

    في الوقت الراهن، يستعد المنتخب الفرنسي لخوض مباراتين ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث يواجه منتخب أذربيجان يوم الجمعة على ملعب بارك دي برانس، قبل أن يسافر إلى آيسلندا يوم الإثنين المقبل.

    يدخل منتخب فرنسا لقاء أذربيجان وهو يتصدر ترتيب المجموعة الرابعة بالعلامة الكاملة برصيد 6 نقاط من فوزين على أوكرانيا وأيسلندا، ويسعى لمواصلة انتصاراته للاقتراب خطوة أكبر من التأهل للمونديال.

    في المقابل، يحتل منتخب أذربيجان المركز الأخير في المجموعة بنقطة واحدة، حصدها من تعادل مع أوكرانيا وهزيمة من أيسلندا، ويأمل في تحقيق مفاجأة وخطف نتيجة إيجابية من بطل العالم السابق.

    ومن المتوقع أن يواصل "مومو" مهامه الأمنية المعتادة خلال هذه المباريات، في ظل عدم صدور أي قرار تأديبي بحقه حتى الآن.

  • مبابي عمود أساس منتخب فرنسا

    منذ انضمامه إلى صفوف المنتخب الفرنسي الأول عام 2017، أصبح كيليان مبابي أحد الأعمدة الأساسية في تشكيلة "الديوك"، حيث لعب دورًا محوريًا في تحقيق العديد من الإنجازات الكبرى، أبرزها التتويج بكأس العالم 2018 في روسيا، والوصول إلى نهائي مونديال 2022 في قطر.

    ولعب مبابي مع منتخب فرنسا 92 مباراة سجل خلالها 52 هدفًا، كما يتميز بسرعته الفائقة ومهاراته الهجومية الحاسمة، مما جعله قائدًا فنيًا داخل الملعب، وقائدًا معنويًا خارجه، خاصة بعد توليه شارة القيادة في عام 2023.

    وعلى المستوى الفني، يُعد مصدر تهديد دائم لدفاعات الخصوم، بفضل قدرته على التسجيل وصناعة الأهداف، كما يُظهر نضجًا تكتيكيًا متزايدًا في قيادة الهجوم الفرنسي.

    أما خارج الملعب، فقد برز بدوره الإنساني والقيادي، من خلال دعمه لزملائه وتواصله المستمر مع الجهاز الفني، إضافة إلى مبادراته الخيرية التي شملت التبرع بمكافآته المالية لصالح العاملين في الجهاز الأمني للمنتخب.

    ويُنظر إلى مبابي اليوم ليس فقط كنجم عالمي، بل كرمز لجيل جديد من اللاعبين الفرنسيين الذين يجمعون بين الأداء الرياضي العالي والمسؤولية الاجتماعية، مما يعزز مكانته كقائد حقيقي للمنتخب الوطني في طريقه نحو كأس العالم 2026.