Socialطُرحت في الأيام الأخيرة عديد السيناريوهات من أجل استكمال منافسات الكرة الإيطالية، فما بين لعب دورة رباعية أو خوض المنافسات في الصيف، حتى الآن لا أحد يعرف كيف سينتهي الموسم الجاري.
وعلى مدار السنوات، كانت الكرة الإيطالية دائماً مسرحاً للإثارة والجدل في الأسابيع الأخيرة للسيري آ، ودوماً كان ختام صراع السكوديتو مشوقاً، ونستعرض في هذا التقرير بعضاً من تلك البطولات التي حتى الآن تثير الجدل وتشغل الجمهور.
Miguel Medinaفي ذلك الموسم، 2017-2018، كان نابولي قاب قوسين أو أدنى من تحقيق لقب غائب منذ يفوق العشرين عاماً، وكسر هيمنة السيدة العجوز، ولكن كل شيء انهار في الأسابيع الأخيرة.
استمر صراع القط والفأر بين الفريقين طوال المسابقة، وتبارى النادييان في أطول سلاسل الانتصارات، وصولاً للقاء الجولة الرابعة والثلاثين عندما ارتقى كاليدو كوليبالي عالياً في الدقيقة 90 وسجل هدف الانتصار في تورينو على يوفنتوس، وقتها ظن رجال ماوريتسيو ساري أن اللقب ذاهب لا محالة إلى نابولي.
الأسبوع التالي شهد قمتين، نابولي حل ضيفاً على فيورنتينا الذي لا ناقة ولا جمل له في الدوري، ويوفنتوس على إنتر الباحث عن بطاقة الأبطال، البيانكونيري انتزع انتصاراً بنتيجة 3-2 بالأنفاس الأخيرة بفضل هدف جونزالو هيجواين في مباراة سيطرت عليها القرارات التحكيمية الجدلية، بينما سقط نابولي بثلاثية نظيفة في فلورنسا، وتم الكشف أن لاعبي البارتينوبي أمضوا سهرة ليلة المباراة يحتفلون بلقب السكوديتو!
بعد تلك الأحداث، أحكم يوفنتوس قبضته على الصدارة، وذهب ليتوج باللقب ويستمر في سلسلة بطولاته المتتالية، وأصبح مصطلح "فندق ساري" نكتة وموضح سخرية بين الجماهير.
Diego Milito y Massimo Morattiمثل 2008، بدأ إنتر في الأسابيع الأخيرة من المسابقة في التراجع، ولكن بسبب صراعه على الجبهات الثلاث، واستغل روما الأمر وقلص الفارق، بل واعتلى الصدارة بعد تعادل النيراتزوري في كاتانيا وفلورنسا.
ولعب سامبدوريا وقتها دوراً محورياً في تحويل دفة اللقب بعد أن فاز على روما في "الأوليمبيكو" بالجولة 35 بهدفين مقابل واحد بفضل ثنائية جيامباولو باتزيني، ليضرب نهاية مثيرة للمسابقة.
ودخل إنتر الجولة الأخيرة وهو يعرف أن الانتصار سيكون كافي أمام سيينا الذي تأكد هبوطه، ولكن الشائعات ذكرت أن لاعبوه تم وعدهم بمكافأة قدرها مليون يورو لكل منهم حال تعطيل المتصدر، وبالفعل، لعب البيانكونيري الصغير مباراة دفاعية أحبطت نجوم النيراتزوري، حتى نجح دييجو ميليتو في كسر التعادل مع انطلاق الشوط الثاني، ومنح إنتر الانتصار الغالي واللقب الخامس على التوالي، محققاً اللقب الثاني من ثلاثية اكتملت بدوري الأبطال.
Gettyفي موسم 2007-2008 هيمن إنتر على البطولة منذ البداية، ولكن استقالة روبرتو مانشيني وإجبار موراتي له بإكمال الموسم بعد توديع دوري الأبطال أدخل النيراتزوري نفقاً مظلماً هدد بإضاعة اللقب لصالح روما.
تراجع إنتر وتألق روما جعل مصير الدوري معلقاً للجولة الأخيرة، وأصبح إنتر يحتاج للانتصار في ميدان بارما الباحث عن الثلاث نقاط هو الآخر لضمان البقاء.
عانى إنتر طوال ستين دقيقة، ولكن جاء دخول إبراهيموفيتش العائد من الإصابة ليقلب الطاولة، هدفاً من تسديدة بعيدة المدى، وآخر بعد تحويل عرضية مايكون إلى الشباك منحت النيراتزوري سكوديتو ثالث على التوالي، بغض النظر عن تعثر روما في ميدان كاتانيا بالتعادل.
كان موسم 2001-2002 من الأكثر إثارة في الكرة الإيطالية، فالصراع كان ثلاثياً بين حامل اللقب روما، يوفنتوس الباحث عن استعادة بطولته المفضلة، وإنتر العائد بعد سنوات من الغياب.
تسلح إنتر بالأرجنتيني كوبر والعائد رونالدو، فبسط سيطرته على المسابقة في معظم جولاتها، وصولاً للجولة الأخيرة التي احتاج فيها لانتصار على لاتسيو في العاصمة لضمان الفوز، ولكن الأمور انقلبت لتصبح كابوساً.
سقط إنتر بأربعة أهداف مقابل هدفين أمام نسور العاصمة، بينما فاز يوفنتوس على أودينيزي بأريحية بهدفين نظيفين، وحتى روما انتصر على تورينو بهدف، لينتهي الموسم بتصدر يوفنتوس واستعادته السكوديتو، ويكتفي إنتر بمركز ثالث لم يؤهله حتى مباشرة إلى دوري الأبطال.
هذه المرة لم ينجح يوفنتوس في حسم اللقب في الجولة الأخيرة، بل وكان ضحية ظروفاً وُصفت بالمريبة في ملعب "ريناتو كوري".
في الجولات الأخيرة، فرط يوفنتوس في فارق تسع نقاط عن ملاحقه لاتسيو، ولكن سلسلة من التعثرات وخسارة المواجهة المباشرة أمام النسور بهدف سيميوني في "الأوليمبيكو" مهدت لجولة أخيرة مثيرة.
حل يوفنتوس ضيفاً على بيروجيا وسط أمطار غزيرة هددت بإقامة اللقاء، بينما كان لاتسيو يكتسح ريجينا بثلاثية في نفس التوقيت ويتخطى فارق النقطتين إلى قمة الترتيب.
صمم الحكم كولينا على لُعب اللقاء رغم الأحوال الجوية وسوء أرضية الملعب، ورغم توقف اللقاء لقرابة الساعة في الشوط الثاني، ولكن بعد العودة سجل كالوري ومنح بيروجيا انتصاراً معنوياً، ولاتسيو لقباً غائباً منذ أكثر من عشرين عاماً، وسط احتجاجات يوفنتوس على ظروف لعب اللقاء الفاصل.
Socialمجدداً الجدل عنواناً للأسابيع الأخيرة، ومجدداً يوفنتوس تحت ضوء الاتهامات، ولكن هذه المرة في صراعه مع فيورنتينا بموسم 1981-1982.
وصل الفريقان للأسبوع الأخير من المسابقة متساويان في النقاط، الفيولا حل ضيفاً على كالياري الباحث عن نقطة للبقاء في الدرجة الأولى، بينما قابل يوفنتوس كاتانزارو صاحب المركز السابع.
في ساردينيا، سجل جرازياني للفيولا، ولكن تم إلغاء الهدف بداعي وجود دفعة على حارس كالياري، بينما في تورينو احتج الضيوف لعدم احتساب ركلة جزاء لهم واحتساب أخرى عليهم سجل منها يوفنتوس هدف المباراة الوحيد، والذي منحه اللقب والنجمة الثانية على قميصه.
نجم الفيولا جرازياني خرج بعد المباراتين وقال: "تم سرقة اللقب، أفضل أن أحل ثانياً بدل من السرقة"، ليبدأ الفصل الأول في واحدة من أشرس العداوات في الكرة الإيطالية.
في موسم 1980-1981، كان الصراع ملتهباً حتى الجولات الأخيرة بين الثلاثي يوفنتوس، روما، ونابولي، الأخير، ورغم سهولة مبارياته في الأسابيع الأخيرة، ولكن خرج مبكراً لسوء النتائج من السباق، ليترك الفريقين الآخرين ليتصارعا في مواجهة مباشرة بينهما قبل جولتين من النهاية.
انتهى اللقاء بين يوفنتوس وروما بالتعادل السلبي، ولكن عنوانه كان هدفًا ماوريتسيو توروني، مدافع روما، في شباك دينو زوف، والذي تم إلغاءه بداعي التسلل، وهو ما يرفضه جمهور الجيالوروسي حتى وقتنا هذا بداعي عدم صحة القرار، وأن حتى الإعادات التلفازية فشلت في إثبات الأمر، ليشتهر بالهدف الشبح في إيطاليا.
ولكن خسارة روما للقب كانت في الجولة الأخيرة بعد أن تعادل مع أفيلينو بهدف لكل جانب، وفوز يوفنتوس في فلورنسا على الفيولا بهدف نظيف.
Socialفي موسم 1972-1973، ذهب الصراع للأسبوع الأخير من المسابقة بين يوفنتوس، ميلان، ولاتسيو العائد من الدرجة الثانية، الأول استضاف روما، والثاني قابل فيرونا، والثالث اصطدم بنابولي.
فجر نابولي المفاجأة وفاز في "الأوليمبيكو" بهدف نظيف، بينما قدم فيرونا هدية ثمينة ليوفي بالفوز على ميلان بنتيجة قوامها خمسة أهداف مقابل ثلاثة، بينما انتصر البيانكونيري على روما بنتيجة 2-1، وسط اتهامات من جماهير لاتسيو لخصمها في العاصمة بالتساهل لضمان خسارة النسور للقب.