يورو 2024 | نجم إسبانيا ينقذ دي لا فوينتي من سيناريو تشافي الأسود .. و"بكاء" تحول إلى لعنة على ألمانيا

في الدقيقة 51.. تقدّم منتخب إسبانيا الأول لكرة القدم، بهدف مقابل لا شيء أمام ألمانيا، في قمة ربع نهائي كأس أمم أوروبا "يورو 2024".

بعد هذا الهدف.. اندفع نجوم منتخب ألمانيا إلى الهجوم، مع ترك مساحات كبيرة في "الخلف"؛ وذلك لرغبتهم في معادلة النتيجة، وعدم الخروج من البطولة المقامة على أراضيهم.

ومع امتلاك المنتخب الإسباني، ثنائي مهاري وسريع "لامين يامال ونيكو ويليامز"؛ كانت التوقعات تشير إلى استغلال المساحات الواسعة في الدفاعات الألمانية، ومضاعفة النتيجة.

لكن في مفاجأة كبرى.. قام لويس دي لا فوينتي، المدير الفني للمنتخب الإسباني، بـ"إخراج" يامال من أرضية الملعب في الدقيقة 63؛ وهو وقت مبكر للغاية، بالمقارنة مع سير المباراة، مع إدخال لاعب أقل سرعة ومهارة، وهو فران توريس.

دي لا فوينتي لم يكتفِ بذلك؛ بل قام بعدها بـ"سحب" نيكو من أرضية الملعب، مع إدخال وسط ميدان إضافي؛ ما دمر الجانب الهجومي للمنتخب الإسباني بالكامل.

هذا الأمر استغله المنتخب الألماني بـ"نجاح"؛ حيث لم يجد ما يتعبه في الخلف؛ مع تركيزه على الهجوم فقط، حتى سجل هدف التعادل في الدقيقة 89، لتذهب المباراة إلى "الشوطين الإضافيين".

لا يُمكن لعاشق الساحرة المستديرة أن ينسى سيناريو مباراة برشلونة الإسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي، في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، للموسم الرياضي 2023-2024.

وقتها.. تلقى الأوروجوياني رونالد أراوخو، قلب دفاع نادي برشلونة، طرد مباشر في الدقيقة 29، عندما كان فريقه متقدمًا (1-0)؛ ليقوم المدير الفني - الذي تم إقالته فيما بعد - تشافي هيرنانديز، بإخراج لامين يامال من أرضية الملعب، لإدخال مدافع آخر.

إخراج يامال من أرضية الملعب، كان خطأ كبيرًا، خاصة مع المساحات التي تركها الفريق الباريسي في الخلف؛ لتنقلب النتيجة بعد ذلك، ويفوز أبناء العاصمة الفرنسية (4-1)، ويتأهلون إلى نصف النهائي.

هذا السيناريو.. كاد أن يتكرر في مباراة إسبانيا وألمانيا؛ عندما أخرج دي لا فوينتي، جوهرته الشابة من أرضية الملعب، في الدقيقة 63؛ حيث عاد الألمان في النتيجة (1-1)، وكانوا الطرف الأقرب للفوز والتأهل.

بالطبع.. سحب أفضل لاعبي الهجوم في المنتخب الإسباني، قضى على أي خطورة على مرمى الألمان، مع منح المنافس فرصة للتقدم إلى الأمام بكل أريحية.

لكن.. القدر كان رحيمًا بمنتخب إسبانيا ومدربه؛ عندما سجل متوسط الميدان ميكيل ميرينو، هدف التأهل القاتل في الشوط الإضافي الثاني، على عكس سير اللعب تمامًا.

في الشوط الأول من القمة الأوروبية الكبرى أمام إسبانيا؛ قدّم جوهرة الألمان جمال موسيالا، مستوى سيئ للغاية، لا يتناسب أبدًا مع إمكانياته الفنية الكبيرة.

لكن.. خلال الـ45 دقيقة الثانية أمام إسبانيا؛ بدأ موسيالا يستعيد مستواه الرائع تدريجيًا، حتى وصل إلى القمة في الشوطين الإضافيين.

السر في عودة موسيالا إلى مستواه؛ هو "التغييرات" التي أجراها يوليان ناجلسمان، المدير الفني لمنتخب ألمانيا، مع مطلع الشوط الثاني؛ وخاصة عندما أدخل فلوريان فيرتس، بدلًا من ليروا ساني.

دخول فيرتس حرر موسيالا داخل أرضية الملعب؛ ما تسبب في العديد من المشاكل للدفاعات الإسبانية، التي ظلت صامدة لمدة 89 دقيقة، حتى استقبلت شباكهم، هدف التعادل.

هدف التعادل سجله فيرتس نفسه، الذي كاد مع موسيالا، أن يحرز العديد من الأهداف الأخرى؛ لولا سوء الحظ وتألق الحارس الإسباني أوناي سيمون.

لكن.. ريمونتادا الألمان بعد تغييرات ناجلسمان الناجحة، لم تكتمل إلى النهاية؛ حيث تلقى المانشافت هدفًا قاتلًا؛ جعلهم يودعون البطولة القارية الكبرى، من دور ربع النهائي.

في الدقيقة الثامنة من عمر الشوط الأول أمام ألمانيا.. اضطر لويس دي لا فوينتي، المدير الفني لمنتخب إسبانيا؛ لـ"إخراج" نجمه الشاب بيدري رودريجيز، من أرضية الملعب.

"إخراج" بيدري من أرضية الملعب؛ جاء بعد تعرضه للإصابة، عقب تدخل عنيف من النجم توني كروس، متوسط ميدان منتخب ألمانيا الأول؛ حيث لم يستطع اللاعب إكمال المباراة، رغم محاولات إسعافه.

بديل بيدري - الذي خرج من أرضية الملعب وهو يبكي -؛ كان داني أولمو الذي تختلف خصائصه عن زميله المصاب؛ على الرغم من اللعب في نفس المركز.

أولمو يعتمد في طريقة لعبه؛ على ضرب دفاعات الخصم، من خلال تحركه بدون كرة، من الخلف إلى قلب الهجوم؛ مع الذهاب إلى الجناحين في بعض الأحيان، والتسديد القوي من خارج منطقة الـ18.

من ناحيته.. بيدري رودريجيز يستخدم "عقله" أكثر داخل أرضية الملعب، مع التنويع في إيصال الكرة إلى زملائه على الجناحين وفي قلب الهجوم؛ وذلك بتمريرات خلف المدافعين.

لذلك.. إصابة بيدري أفادت منتخب إسبانيا كثيرًا؛ خاصة أن خصائص أولمو تتناسب مع نقاط ضعف الألمان، والذين اتضح معاناتهم الكبيرة في مراقبة اللاعبين الذين يأتون من الخلف إلى عمق الهجوم.

ومن إحدى هذه اللعبات.. سجل أولمو هدف إسبانيا "الأول" في الشباك الألمانية؛ حيث استغل تمريرة لامين يامال، ليسدد الكرة أثناء اندفاعه من الخلف إلى الأمام، قبل أن يصنع هدف التأهل "القاتل" إلى زميله ميكيل ميرينو، في الشوط الإضافي الثاني.