يورو 2024 | بعد معجزة اليونان والدنمارك .. فرق مرشحة للعب دور "الحصان الأسود" في ألمانيا

أصبح المنتخب السويسري دائم الحضور في المناسبات الكبرى في الألفية الجديدة، فقط غاب عن يورو 2012.

في النسخة الماضية فجر مفاجأة كبرى بإقصاء فرنسا من ربع النهائي، وفي المونديال الماضي عبر إلى الدور ال16، ولا ننسى أنه من كان وراء إقصاء إيطاليا وعدم تأهلها للبطولة.

يملك المنتخب الحالي مزيجاً من الخبرة ممثلاً في أمثال حارس إنتر يان سومر ونجم ليفركوزن جرانيت جاكا وقلب دفاع نيوكاسل فابيان شير وزميله في البريميرليج مع سيتي مانويل أكانجي، وبدأت عناصر شابة تجد طريقها للفريق وتثبت أقدامها مثل روبن فارجاس، نجم أوجسبورج، ونوح أوكافور مهاجم ميلان.

بلغ الجيل الحالي لسويسرا مرحلة من النضج قد تجعله مرشحاً للذهاب بعيداً في اليورو الحالي، خصوصاً وأن مجموعته الأولى تبدو في المتناول، إذ تضم إلى جوار المستضيف ألمانيا كلاً من المجر وإسكتلندا.

اكتسح المنتخب المجري مجموعته بالتصفيات، جمع 18 نقطة من 5 انتصارات و3 تعادلات ولم يخسر، وفاز على صربيا أبرز منافسيه ذهاباً وإياباً.

في اليورو الماضية أشفق الجميع على رجال ماركو روسي بسبب تواجدهم بمجموعة الموت بجوار ألمانيا، فرنسا، والبرتغال، ونفس الأمر في دوري الأمم الأوروبية عندما وقعت مع إنجلترا، إيطاليا، وألمانيا، ليخرج بتعادلين مع المانشافت والديوك في الأولى، ويحل ثانياً في الثانية خلف إيطاليا بعد انتصارات تاريخية على ألمانيا في أرضها ورباعية على إنجلترا بملعبها!

لا تملك المجر نجوماً كباراً باستثناء متوسط ميدان ليفربول دومينيك سوبوسلاي، ولكن يشعر الإيطالي روسي، مدرب المنتخب، أن فريقه قادر على التقدم وتحقيق ما هو أفضل من مشاركاته الأخيرة بالمسابقات القارية بفضل مجموعة شابة ومتجانسة.

لم يكن مشوار الدنمارك نحو اليورو ممهداً رغم غياب الكبار عن مجموعتها، ولكن عانت حتى المحطات الأخيرة هي وسلوفينيا لخطف البطاقة من كازخستان وفنلندا، وقبل ذلك عاشت فضيحة بالخروج من الدور الأول بمونديال قطر، في تراجع كبير لرفقاء كريستيان إريكسن.

سيبحث الدنمارك عن التعافي سريعاً وتكرار إنجاز النسخة الماضية عندما بلغ نصف النهائي، ويملك الأدوات من كريستيان إريكسن إلى راسموس هويلوند والبقية لشق طريقه على الأقل من مجموعة إنجلترا، صربيا، وسلوفينيا، ولما لا الذهاب لما هو أبعد.

منذ تفكك الاتحاد اليوغوسلافي وظهور صربيا كدولة مستقلة ووريث شرعي للوصيف السابق في نسختين، وفشل الفريق في تحقيق المنتظر منه رغم دوماً امتلاكه تشكيل مميز من النجوم وليس فقط اللاعبين الجيدين.

ولا يختلف الوضع بالجيل الحالي، إذ تملك صربيا نجوم بحجم دوشان فلاهوفيتش، سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، أليكساندر ميتروفيتش، ودوشان داتيدش من باب ضرب المثل فقط.

خيب هذا الفريق الآمال في كأس العالم الماضية وودع من مجموعة البرازيل، الكاميرون، وسويسرا، ولكن كسر قاعدة تواجده بالمونديال وغيابه عن اليورو، ويبدو فريق دراجان ستويكوفيتش قد تعلم الدرس، على الأقل في التصفيات حيث تغلب على الجارة مونتينجرو، وإذا نجح الصرب أخيراً في تقديم المستوى الذي يتماشى مع ما تملك من نجوم، لا يوجد ما يمنعها من الوصول لأبعد الحدود في ألمانيا.

لا تملك النسما تاريخاً كروياً مجيداً، خصوصاً في العصر الحديث، ولكن الفريق الذي تأهل دون معاناة تذكر وأقصى السويد يستحق الاحترام.

يملك المنتخب النمساوي مدرباً مميزاً في صورة رالف رانجنيك الذي رفض بايرن ميونخ للاستمرار مع البلاد، وفريقاً يضم لاعبين مثل مارسيل سابيتزر الذي لعب نهائي الأبطال مع دورتموند، وكونراد لايمر، لاعب خط وسط بايرن ميونخ، ويقود الهجوم ماركو أرناوتوفيتش، مهاجم إنتر، الذي يبحث عن تتويج مسيرته الدولية بمشاركة موفقة في ألمانيا، وإن كان سيفتقد الفريق قائده المصاب ونجم ريال مدريد دافيد ألابا.

تبدو مجموعة النسما صعبة بتواجد هولندا وفرنسا وبولندا، ولكن ما يقدمه فريق رانجنيك بالشهور الماضية وتواجد فرصة أحسن ثوالث قد تكون فرصة الفريق لتحقيق إنجاز لم يحدث من قبل باليورو.

قبل بداية يونيو، كان فريق الإيطالي فيتشينزو مونتيلا مرشحاً بارزاً لدي الكثيرين ليكون الحصان الأسود في ألمانيا بسبب التشكيل المميز الذي يضم أمثال هاكان تشالهان أوغلو، كينان يلديز، زكي سيليك، وزمرة من المحترفين في أوروبا، ونجوم جلطة سراي وفنربخشه.

ولكن حمى الإصابات ضربت الفريق بقوة، ففقد مدافع أتلتيكو المُعار إلى فنربخشه شالار سويونشو، مهاجم خيتافي إينيس أونال، وأخيراً مدافع هوفنهايم أوزان كاباك بودية إيطاليا، ليتحول حلم تكرار إنجاز 2008 إلى كابوس يهدد المشاركة الحالية قبل بدايتها، ولكن يبقى الفريق الذي صنعه مونتيلا بالتصفيات وتصدر على حساب كرواتيا وأقصى ويلز مرشحاً لتقديم عروض قوية، والمجموعة التي تضم فقط البرتغال من الكبار، ومعهما تشيكيا وجورجيا، في المتناول.

لا يبدو اختيار جورجيا منطقياً بالنظر إلى أن الفريق يلعب للمرة الأولى في بطولة كبرى، ويتواجد بالأساس فقط بفضل ملحق دوري الأمم، ولكن مثل تلك الظروف دائماً ما تصنع المعجزات!

لا تملك جورجياً نجوماً كبار باستثناء بالتأكيد نجم نابولي خفيتشا كفاراتسخيليا وحارس فالنسيا جيورجي ماماردشفيلي، ولا يمكن مقارنتها بأي من فرق مجموعتها السادسة البرتغال، تركيا، وتشيكيا، ولكن لا ننسى أن اليونان قبل 2004 كانت شاركت في مناسبة وحيدة باليورو ومثلها بالمونديال، ويمكن أن نقول إن ترشيج جورجيا هو رهان جامح يخالف التوقعات!