Fall of Kyle Walker GFXGetty/GOAL

أصبح رمزًا لتدمير جوارديولا.. رحيل ووكر نبأ سعيد لمانشستر سيتي!

بعد سيطرة مطلقة دامت تسع سنوات، بدأت شمس مانشستر سيتي في الأفول، وكشف تراجع أداء الفريق عن حقيقة أن بيب جوارديولا، رغم عبقريته، يبقى بشرًا. يبدو أن الاحتفال باللقب الخامس على التوالي في مايو بات مستبعدًا ما لم تحدث معجزة كروية.

فبعد أن ذاق سيتي مرارة الهزيمة خمس مرات فقط في الموسم الماضي، تجرّعها تسع مرات هذا الموسم في مختلف البطولات، مُسجلاً سلسلة نتائج كارثية تمثلت بفوز وحيد في 13 مباراة بين أكتوبر وديسمبر. لم يشهد جوارديولا فترة أسوأ من هذه طوال مسيرته التدريبية، كما لم يمرّ على سيتي مثل هذا التراجع منذ عام 2003، قبل خمس سنوات من استحواذ الشيخ منصور على النادي.

تُعد هذه الأزمة الأولى من نوعها التي تواجه جوارديولا، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان قادرًا على انتشال سيتي من هذا المأزق. صحيح أن الفريق حقق ثلاثة انتصارات متتالية، لكنه لا يزال بعيدًا عن استعادة هيبته المخيفة. لم يعد المنافسون يخشون مواجهة سيتي، ولعلّ أحد أبرز أسباب هذا التراجع هو تواجد كايل ووكر في مركز الظهير الأيمن.

لقد تحوّل "السيد الموثوق" إلى عبء على الفريق. فرغم أنه لا يزال يحمل شارة القيادة رسميًا، إلا أنه فقد دوره القيادي كقدوة لزملائه. وبات اللاعب البالغ من العمر 34 عامًا يرتكب أخطاءً فادحة، حيث تستهدفه الفرق المنافسة كحلقة ضعيفة في دفاع سيتي. لذا، جاء قراره بطلب الرحيل في يناير في الوقت المناسب.

  • Kyle Walker Man City 2024-25Getty

    أسوأ لاعب في سيتي

    تجدر الإشارة إلى أن ووكر عانى من سلسلة إصابات طفيفة أثرت على مستواه. وقد لعب ريكو لويس بدلاً منه في بداية الموسم، مما أوحى بقرب تغيير الحراسة في مركز الظهير الأيمن.

    إلا أن ووكر عاد إلى التشكيلة الأساسية بعد تعافيه من إصابة في الركبة تعرض لها أثناء اللعب مع منتخب إنجلترا في أكتوبر، حيث شارك في سبع مباريات من أصل 12 حتى منتصف ديسمبر. ورغم غيابه عن مباراتي سبورتنج لشبونة وفينورد في دوري أبطال أوروبا، ودخوله كبديل في مباراة نوتنجهام فوريست، إلا أنه كان حاضرًا بشكل أساسي في أغلب المباريات، وكان - للأسف - أضعف لاعبي الفريق.

    فقد ظهر ووكر بمستوى متواضع للغاية أمام تيمو فيرنر في المباراة التي خسرها سيتي على أرضه أمام توتنهام بنتيجة 4-0، كما كان مسؤولاً عن هدفي كريستال بالاس في المباراة التي انتهت بالتعادل 2-2. وفي آخر مباراة لسيتي في دوري الأبطال ضد يوفنتوس، تسبب تقاعسه عن العودة في ترك مساحة واسعة لويستون مكيني ليسجل هدفًا ويؤكد فوز يوفنتوس 2-0.

    أما في ديربي مانشستر، فقد تصدر ووكر عناوين الصحف بسبب أدائه الدفاعي المتذبذب وسلوكه غير الرياضي. فقد خسر سيتي المباراة بنتيجة 2-1 على أرضه، وكانت النتيجة لتكون أسوأ لولا عدم استغلال يونايتد لضعف ووكر، ولو أن الحكم اتخذ قرارًا صارمًا بمعاقبته على محاولته خداع الحكم.

  • إعلان
  • Rasmus Hojlund Kyle WalkerGetty Images

    عار الديربي

    منح موقع "سوفا سكور" ووكر تقييمًا متدنيًا بلغ 6.3 في الديربي - وهو الأقل بين لاعبي الفريقين، مُناصفةً مع ديوغو دالوت لاعب يونايتد - وكان هذا التقييم مُنصفًا. فقد أضاع قائد سيتي الكرة 20 مرة، ونجح في تمريرتين طويلتين فقط من أصل 11، وخسر نصف المواجهات الأرضية.

    وكان ووكر محظوظًا بالبقاء في الملعب بعد إشعاله شجارًا مع راسموس هويلوند في الشوط الأول. فبينما كان هويلوند يُحاول اللحاق بتمريرة طويلة من حارس يونايتد، أندريه أونانا، عرقله ووكر بتهور ودفعه أرضًا عمدًا.

    اندفع هويلوند - غاضبًا - نحو ووكر ليُعبر عن استيائه، وتلامست رأساهما لبرهة قصيرة. كان الاحتكاك طفيفًا، وأظهرت الإعادة التلفزيونية أن هويلوند لم يستخدم أي قوة، لكن ووكر قرر السقوط أرضًا والتدحرج وكأنه تعرض لاعتداء عنيف.

    وفي استوديو "سكاي سبورت" بين الشوطين، عبّر روي كين، أسطورة يونايتد، عن رأي الجميع في تصرف ووكر قائلًا: "يجب أن يشعر بالخجل. أنا لا أعرفه، لكنني أشعر بالخجل نيابة عنه". كما أشار كين إلى أن ووكر كان يستحق الطرد، بدلًا من البطاقة الصفراء التي حصل عليها هويلوند أيضًا، حيث اختار الحكم أنتوني تايلور الحل الأسهل.

    لقد بالغ ووكر في ردة فعله محاولًا التسبب في طرد هويلوند، وكان كين مُحقًا في قوله: "ألا يجب أن يكون العقاب مُناسبًا للجرم؟". قد يُبرر البعض تصرف ووكر بأنه مُجرد حيلة للحصول على ميزة، لكن الخداع هو الوصف الأدق. لقد أضاع تايلور فرصة ذهبية ليعاقب ووكر في وقتٍ يُسيء فيه التمثيل إلى رياضتنا، كما قال فرانك دي بوير، مدرب كريستال بالاس السابق، أثناء تحليله للمباراة على التلفزيون الهولندي.

  • Crystal Palace FC v Manchester City FC - Premier LeagueGetty Images Sport

    "هادئ ومتحفظ"

    لم يسبق لووكر أن أحرج نفسه بالطريقة التي فعلها في الديربي. فقد كان مثالًا للثبات مع النادي والمنتخب على مرّ السنين، ويُعتبر على نطاق واسع أحد أفضل ظهيري جيله.

    لكن يبدو أن هناك أمرًا مختلفًا هذا الموسم. فرغم أنه لم يفقد سرعته أو لياقته البدنية، إلا أن مستويات تركيزه قد تراجعت، ولم يعد يقرأ المباراة كما كان يفعل سابقًا.

    لم يعد ووكر يُلاحق خصومه أو يقوم بالتدخلات الحاسمة عند الضغط على سيتي. ولم يُحقق الفريق الفوز إلا في مباراتين فقط شارك فيهما ووكر أساسيًا هذا الموسم، وهذا ليس مُجرد صدفة.

    لم يكن يؤدي دوره كظهير أيمن كما يجب، ولهذا السبب تم استبعاده من التشكيلة الأساسية لجوارديولا لخمس مباريات متتالية. ووفقًا لصحيفة ديلي ميل، فإنه يقصر أيضًا في دوره كقائد للفريق. حيث يُقال إنه أصبح شخصية "هادئة ومنطوية" في التدريبات، بدلًا من الشخصية القيادية والمؤثرة التي يحتاجها سيتي.

    تُشير التقارير أيضًا إلى أن ووكر كان يُعاني من إصابة ولعب وهو مُتألم في ديسمبر، لكن هذا لا يُفسر لغة جسده أو موقفه العام. يبدو أن ووكر مشتت الذهن، وربما يكون ذلك بسبب مشاكل خارج الملعب.

  • Kyle Walker Annie Kilner Lauryn Goodman 2024Getty/GOAL

    قصة الخيانة الزوجية

    في منتصف أكتوبر، تلقى ووكر صدمة كبيرة عندما تقدمت آني كيلنر، زوجته وأم أولاده الأربعة، بطلب الطلاق. ورغم محاولات الزوجين حلّ مشاكلهما الزوجية بعد علاقة ووكر العلنية مع لورين جودمان، إلا أن كيلنر قررت في النهاية اللجوء إلى القضاء، وفقًا لصحيفة "ذا صن".

    قد تكون إجراءات الطلاق طويلة ومؤلمة، حيث تُطالب كيلنر بنصف ثروة ووكر التي تُقدر بـ 27 مليون جنيه إسترليني (34 مليون دولار). يُذكر أن ووكر أنجب طفلًا من جودمان عام 2020 أثناء انفصاله عن كيلنر، كما كُشف عن إنجابه طفلًا ثانيًا منها عام 2022 بعد عودته إلى زوجته.

    وزُعم أن ووكر أخفى أمر الطفل الثاني عن زوجته لمدة عام، مما أدى إلى طرده من منزلهما الذي تبلغ قيمته 3.5 مليون جنيه إسترليني في تشيشير. وفي يناير، قال ووكر لصحيفة "ذا صن": "ما فعلته كان فظيعًا، وأنا أتحمل المسؤولية الكاملة. لقد اتخذت قرارات غبية". وأضاف: "لا أستطيع تخيّل ما تمرّ به آني. لقد تسببت أفعالي بألم كبير للكثيرين. أنا آسف، فلا يُفترض أن تحدث مثل هذه الأمور".

    وتابع: "أنا إنسان، وقد ارتكبت أخطاءً داخل وخارج الملعب. لكن الأخطاء خارج الملعب كانت مؤلمة أكثر. كرة القدم هي حياتي منذ كنت في السادسة من عمري، لكن عائلتي أهم من أي شيء آخر".

    بعد أحد عشر شهرًا، لا يزال ووكر يعاني من تبعات خيانته. فقد تشتت تركيزه عن كرة القدم بسبب هذه الأحداث، رغم أنباء تأجيل كيلنر لإجراءات الطلاق وسط تكهنات حول مستقبله في مانشستر سيتي.

  • Crystal Palace FC v Manchester City FC - Premier LeagueGetty Images Sport

    خارج نطاق الانتقاد

    كما تعرّض ووكر لإساءات عنصرية عبر الإنترنت بعد أدائه ضد يوفنتوس. وطالب باتخاذ إجراءات صارمة ضد هذه التصرفات على وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر صورة لإحدى الرسائل البغيضة التي تلقاها، وكتب: "يجب على إنستغرام والسلطات وضع حدّ لهذه الإساءات من أجل جميع الذين يعانون منها. هذا أمر غير مقبول على الإطلاق".

    لا يجب أن يتعرض أي لاعب للعنصرية مهما كانت الأسباب، وقد أظهر ووكر شجاعة كبيرة بالتحدث عن هذه الإساءات. كما وعد الجماهير بأن سيتي "سيواصل العمل كفريق لتحسين أدائه وتغيير مساره وتجاوز الأزمة معًا" في ظلّ الانتقادات الكثيرة التي يتعرض لها.

    لا يزال أمام سيتي وقت لإنقاذ موسمه، حتى لو كان الفوز بالدوري بات أمرًا صعبًا. سيُركز الفريق على دوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الإنجليزي، خاصةً إذا نجح جوارديولا في التعاقد مع بديل لرودري قبل إغلاق نافذة الانتقالات الشتوية.

    وقد اتخذ المدرب الكتالوني قرارًا صائبًا بإبعاد ووكر عن ضغط المباريات. فقد اكتفى بالمشاركة كبديل في مباريات أستون فيلا وليستر سيتي ووست هام، بينما تم استبعاده تمامًا من مباراة سالزبورغ في كأس الاتحاد الإنجليزي بعد إبلاغه جوارديولا برغبته في الرحيل.

    وبعيدًا عن رغبته في الرحيل، لم يكن ووكر في الحالة الذهنية المناسبة ليكون لاعبًا أساسيًا في سيتي. ومع عودة لويس وأكانجي من الإصابة، لم يعد لدى جوارديولا أيّ سبب لإعادة ووكر إلى التشكيلة الأساسية.

  • Kyle Walker Man CityGetty

    محطم نفسياً

    ربما أخطأ سيتي بمنح ووكر تمديدًا لعامين في سبتمبر الماضي. فبعد فوزه بلقبه السادس في الدوري الإنجليزي الممتاز، كان بإمكانه إنهاء مسيرته مع سيتي كبطل في الصيف.

    لكن من المرجح الآن أنه سيُغادر النادي بعد نهاية موسم سيئة قد تُشوّه إرثه في ملعب الاتحاد. وقد فاجأ جوارديولا الصحفيين في مؤتمره الصحفي الأخير بقوله إن ووكر "طلب استكشاف خيارات للعب في الخارج في نهاية مسيرته"، ويُعتقد أن إيه سي ميلان هو وجهته المُحتملة.

    وبحسب صحيفة التلغراف، يُحاول العملاق الإيطالي التعاقد مع ووكر هذا الأسبوع، حيث يلعب زلاتان إبراهيموفيتش دورًا رئيسيًا في المفاوضات. ووعد ميلان ووكر بمكان أساسي في الفريق، لكنه ليس الخيار الوحيد أمام اللاعب. حيث أشارت تقارير ديلي ستار إلى أن الهلال السعودي مستعدّ لمضاعفة راتب ووكر الذي يبلغ 200 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا، كما تُشير بعض التقارير إلى إمكانية عودته إلى شيفيلد يونايتد.

    وقد عبّر ووكر عن رأيه في العودة إلى شيفيلد قائلًا في مارس الماضي: "لا أُريد اللعب في درجة أدنى بكثير، لأنني أعتقد أنه كلما انخفض المستوى، زادت الصعوبة. هناك بعض الأمور التي تُوفرها الأندية الكبيرة مثل سيتي، سواء كانت المرافق أو التغذية. لكنني أودّ إنهاء مسيرتي في شيفيلد يونايتد".

    وقد يعود شيفيلد إلى الدوري الإنجليزي الممتاز قريبًا، حيث يُنافس على صدارة دوري الدرجة الأولى. وبالتالي، لن يضطر ووكر إلى "اللعب في درجة أدنى بكثير" سواء اختار شيفيلد أو ميلان أو الهلال، لكن من الواضح أن مسيرته في قمة مستواه تقترب من نهايتها.

    لا يزال ووكر يملك القدرات البدنية، لكنه يبدو أنه مُحطّم نفسيًا، ولا يُمكن لأيّ شيء يُقدمه سيتي أن يُغير ذلك.