أجرى جييرمو كوبولا، مدير أعمال النجم الراحل دييجو أرماندو مارادونا، مقابلة مطولة، من أجل الحديث عن كواليس مسيرة الأسطورة الأرجنتينية، الذي أثار الجدل أكثر من مرة في مشواره الكروي.
Getty"كأس العالم ليس لحظته الأفضل" .. وكيل مارادونا: لن أتهم أحد بقتله وعلاقتي به لم ينقصها سوى الجنس
ماذا حدث؟
كوبولا بدأ المقابلة مع صحيفة "لاجازيتا ديلو سبورت" بالحديث عن نفسه وكيل لاعبين، وقال إنه ترك العديد من النجوم حتى يُكرس نفسه للتركيز بشكل حصري على مارادونا.
وقال خلال حديثه:"أنا أساس هذه المهنة كما يقال في إحدى المسلسلات التلفزيونية، أنا الرجل الذي جعل من هذا النشاط وظيفة في بلدي".
وأضاف:"أنا رجل غير كامل، عاشق للجمال، مررت بفترات صعود وهبوط مثل كثيرين غيري، وحظيت بامتياز فريد وهو مشاركة جزءًا من حياتي مع أعظم اللاعبين".

من هو مارادونا؟
كوبولا قال عنه:"كان عبقريًا، يعطيك النشوة العذاب في نفس الوقت، إله كرة القدم والترفيه بشكل عام، وعندما نتحدث عنه يجب التطرق إلى نابولي، أجمل مدينة في العالم، لأنها هي التي ستشرح من هو مارادونا للجميع".
وأضاف:"الأمة انحنت بأكملها من أجل مارادونا، في وقت من الأوقات دي ستيفانو كان الأعظم، وبفترة أخرى ظهر بيليه، واليوم لا يزال ميسي موجودًا، لكن دييجو كان فريدًا ومختلفًا في كل شيء، لقد قال له البابا يوحنا بولس الثاني ذات مرة:"أنت أكثر شهرة مني".
Hulton Archiveعلاقة لم ينقصها سوى الجنس
وتطرق الوكيل الأرجنتيني إلى قربه من مارادونا متابعًا:"كنت أنا ومارادونا ثنائيًا حقيقيًا، والشيء الوحيد الذي كان ينقص علاقتنا كان الجنس، من عام 1985 إلى 1990 كانت علاقتنا مهنية بحتة، ثم انفصلنا فجأةً، 1994، ومنذ ذلك الحين، تغير كل شيء، ولدت علاقة رومانسية ورغبة مستمرة في التواجد معًا".
وأوضح:"حبي لمارادونا يكاد يكون جسديًا، تبادلنا القبلات وتعانقنا وتشاركنا كل شيء، العنصر الوحيد الذي كان ينقصنا هو الجنس، هذا صحيح، ولكن لو حدث لاعترفت به فورًا".
وأما عن خلافاتهما قال صاحب الـ76 سنة:"عندما التقينا مجددًا قال دييجو إني ملجأ قلبه، والده وأخيه وصديقه، وأخبرني أنني مثل كرة القدم في حياته، والجميع يعلم مدى تعلقه باللعبة، ولكن في لحظة ماء أصبحت فيه ألد أعدائه، اتهمني بسرق أموال بناته، وكان ردي أنه لم ينقص دولار واحد من الأموال".
أيامه في السجن
جييرمو كوبولا قضى 97 يومًا في السجن بتهمة الإتجار في المخدرات، وقال عن هذا الأمر:"سُجنت ظلمًا عن طريق قاضٍ وضباط شرطة، وانتهى بي الأمر لاحقًا في السجن من دون أي سبب، لم يكن هناك أي دليل يتعلق بالإتجار في المخدرات، وقتها دييجو وعائلته كانا حصني المنيع، لم يتركني وحدي أبدًا".
وعن أسعد لحظات مارادونا:"كان يشعر بسعادة هائلة كلما لعب كرة القدم، سواء في الوحل أو بنهائي كأس العالم، كان سعيدًا عند ذهابه إلى نابولي وبعد ولادة ابنتاه وزواجه من كلوديا، وعندما قال لي قبل خمسة أشهر من نهائيات كأس العالم 1986 إن الأرجنتين ستفوز باللقب".
اللحظة الأعظم:"الجميع قد يفكر مونديال 1986 ويظن أنه الأفضل، ولكني أعتقد أن الإنجاز الأهم كان في الموسم التالي، عندما حصل على أول لقب دوري إيطالي مع نابولي، بالإضافة إلى بداياته مع أرجنتينوس جونيور".
وعن اللحظة الأكثر حزنًا:"كانت في بداية عام 2000 في بوتنا ديل إستي، عندما كان على وشك الموت بعد أيام من الإفراط في التعاطي، عانى من الإدمان ولكنه امتلك قوة هائلة لمحاربته والعودة إلى الحياة من جديد".
الجدل حول وفاته:"هل قُتل؟ ليس لدي دليل عن هذه القصة ولا أستطيع اتهام أحد، العدالة ستقرر ما إذا كان فعل أي شيء، كل ما أعرفه هو أنه مات بطريقة حزينة للغاية".
أزمة وفاة مارادونا
كشفت محاكمة الفريق الطبي المسؤول عن رعاية أسطورة كرة القدم دييجو مارادونا عن تفاصيل صادمة حول الظروف غير الصحية التي كان يعيش فيها قبل وفاته في 25 نوفمبر 2020.
وفقًا لتقارير RMC، أكد الأطباء الأوائل الذين وصلوا إلى مكان الحادث أن الغرفة التي كان يقيم فيها مارادونا كانت "شديدة القذارة"، "غير مرتبة تمامًا"، وغير مناسبة إطلاقًا للتعافي بعد الجراحة، حيث افتقرت إلى المعدات الطبية الأساسية لإنعاشه في حالة الطوارئ.
صرّح الطبيب كولين كامبل، أحد أول الأطباء الذين وصلوا إلى المنزل، قائلاً: "المنزل كان شديد القذارة، والفوضى تعمّ المكان، وخاصة الغرفة التي لم تكن تحتوي على الحد الأدنى من الترتيب أو النظافة، وهو أمر ضروري لاستقبال شخص خضع لجراحة حديثة".
وتشير الشهادات إلى أن مارادونا لم يكن يتلقى العناية الطبية اللائقة بعد خضوعه لجراحة في الدماغ، وهو ما يزيد من الشكوك حول وجود إهمال جسيم أدى إلى وفاته.
أحد الأطباء الذين عاينوا مارادونا فور وصوله أكد أنه لم تكن هناك أي علامات على الحياة لمدة ساعتين على الأقل قبل وصول فرق الإسعاف.