GOAL ONLY Flick GFXGoal AR

كفوا أيديكم عن فليك | اكتسح بيتيس وأنقذ برشلونة.. وأسرار الغرف المغلقة تدافع عن أفضل المدربين!

بمجرد أن أعلن الحساب الرسمي لنادي برشلونة عن التشكيلة الأساسية لمواجهة ريال بيتيس، اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بموجة عارمة من الغضب والاستغراب.

تساؤلات لا حصر لها حول جلوس روبرت ليفاندوفسكي ورافينيا النجم الأول طوال شهور على مقاعد البدلاء. 

كيف يقرر المدرب الدفع بأسماء مهزوزة وصفقات لم تتأقلم كلياً بعد في مواجهة كروية صعبة على ملعب بينيتو فيامارين؟

رد الفعل الجماهيري الأولي يبدو مبرراً بدافع الخوف على الفريق، ولكن إذا نحينا العاطفة جانباً ونظرنا للصورة الكاملة بعين العقل والمنطق، سنكتشف أن هانز فليك ليس مدرباً مقامراً، بل هو قائد محنك يدير أزماته بذكاء استراتيجي يحسد عليه. 

ما يحدث اليوم ليس ارتجالاً ولا استخفافاً بالخصم، بل هو فقه الضرورة لمدرب يحمل على عاتقه جبلاً من المسؤوليات، ويحاول العبور بسفينة الفريق إلى بر الأمان خلال أصعب أسبوع في الموسم.

في السطور التالية، سنحلل الموقف بدقة لنفهم لماذا كان قرار فليك هو الأصوب، ولماذا يجب على جماهير برشلونة دعمه بدلًا من التشكيك فيه.

  • FC Barcelona v Atletico de Madrid - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    العبء النفسي والمسؤولية.. فليك بشر وليس آلة

    قبل الخوض في الجوانب الفنية، علينا أن نتوقف قليلاً عند الجانب الإنساني والنفسي لهذا الرجل، لقد لاحظ الجميع ملامح هانز فليك خلال الفترة الماضية، وتحديداً عقب المباراة التي فاز بها على ديبورتيفو ألافيس.

     كان واضحاً للعيان حجم الحزن والضغط النفسي الهائل الذي يعتصر ملامحه، فليك ليس مجرد موظف يؤدي ساعات عمله ويرحل، بل هو مدرب يضع سمعته وتاريخه ومستقبل مشروع رياضي كامل على كاهله.

    الجمهور يرى التسعين دقيقة فقط، لكن لا أحد يرى الكواليس، الضغط الإعلامي في محيط برشلونة كفيل بأن يفقد أي شخص اتزانه، لكن فليك أثبت صلابته الذهنية وقدرته على الفصل والرد في الملعب.

    ذلك الحزن والقلق اللذان ظهرا عليه سابقاً لم يكونا سوى دليل قاطع على شعوره العظيم بالمسؤولية، وأنه يواصل الليل بالنهار للوصول إلى التوليفة المثالية للفوز.

    حينما يتخذ مدرب بهذه الحالة الذهنية قراراً جريئاً مثل تشكيلة اليوم، فمن المؤكد أن هذا القرار نبع من تفكير عميق ودراسة مستفيضة، وليس وليد الصدفة أو الرعونة.

  • إعلان
  • FBL-ESP-LIGA-BARCELONA-ATLETICO MADRIDAFP

    أهل مكة أدرى بشعابها.. كواليس الغرف المغلقة

    القاعدة الذهبية في عالم كرة القدم تقول إن المدرب هو الوحيد الذي يرى اللاعبين يومياً، نحن نحكم بما نراه خلف الشاشات، لكن فليك يمتلك بيانات الأداء الرقمية، والقياسات البدنية الدقيقة، وتقارير الجهاز الطبي التي توضع على مكتبه كل صباح.

    عندما يقرر فليك إراحة رافينيا، فهذا ليس من باب الرفاهية أو التجريب، بل لأن التقرير الطبي -وفقاً لمصادر موثوقة مثل الصحفي خافي ميجيل- يشير إلى وصول اللاعب لمرحلة الخطر البدني بدخوله دائرة الإجهاد العضلي. 

    التقارير الصحفية أكدت معاناة رافينيا من انزعاج في العضلة الضامة، مما يعني أن مشاركته اليوم كانت ستكون بمثابة قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة وتغيبه لشهور طويلة وهو قد عاد لتوه من إصابة طويلة.

    هل كنا حينها سنشيد بقرار فليك بالبدء بالأساسيين؟ أم كنا سننصب له المشانق لأنه فرط في نجم الفريق الأول؟

    فليك هو الأدرى بحال جنوده، وهو يعلم جيداً من يمتلك الطاقة للركض طوال المباراة، ومن استنفد مخزونه البدني، وقراره بحماية نجومه هو قمة الاحترافية، حتى لو كان الثمن مغامرة محسوبة في مباراة معقدة.

  • Hansi FlickGetty

    الرهان على الشغف.. فليك يثق في قدرة البدلاء على الحسم

    النقطة الجوهرية التي تغيب عن الكثيرين هي أن فليك لا ينوي الخسارة، ولم يلقِ بالمنديل، على العكس تماماً، هذه التشكيلة تحمل في طياتها مكراً كروياً عالياً.

    فريق ريال بيتيس يلعب كرة قدم مفتوحة وهجومية، مما يخلق مساحات شاسعة في خطوطه الخلفية.

    وهنا يبرز السؤال: من الأنسب لاستغلال هذه المساحات؟ هل هو ليفاندوفسكي بأسلوبه التقليدي؟ أم السرعات الفائقة التي يمتلكها ماركوس راشفورد والانطلاقات الحادة لفيران توريس؟ إضافة إلى ذلك، وجود دماء شابة مثل روني بردغجي يضمن حيوية وشغفاً لإثبات الذات.

    فليك يراهن هنا على رغبة البدلاء الجامحة، هو يدرك أن راشفورد يقاتل لإثبات أنه صفقة ناجحة، ويعلم أن جيرارد مارتين سيتمسك بالفرصة ليثبت جدارته بمركز قلب الدفاع مرة أخرى.

    المدرب الذكي هو من يعرف متى يستخدم أوراقه، وهو واثق تماماً أن هذه المجموعة تملك القدرة الهجومية لدك شباك بيتيس وخطف النقاط الثلاث في نصف ساعة لعب فقط، وربما بفاعلية وحركية أكبر من الأساسيين الذين أثقلت أقدامهم توالي المباريات.

  • FBL-ESP-LIGA-REAL BETIS-BARCELONAAFP

    جحيم الرزنامة لا يرحم أحداً

    لنكن واقعيين، الجدول الذي وضع فيه برشلونة هو جحيم كروي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فقد خاض الفريق قمة بدنية طاحنة أمام أتلتيكو مدريد يوم الثلاثاء، واليوم السبت يواجه بيتيس في ملعبه الصعب، وبعد ساعات قليلة (يوم الثلاثاء المقبل) تنتظره مواجهة مصيرية أمام آينتراخت فرانكفورت في دوري أبطال أوروبا.

    لا يوجد فريق في العالم يستطيع خوض هذه المباريات الثلاث بنفس التشكيلة وبنفس الكفاءة البدنية، سياسة التدوير هنا ليست خياراً ترفيهياً، بل هي فرض عين. 

    لو لم يقم فليك بإراحة هؤلاء النجوم اليوم، لاضطر للدفع بهم أمام فرانكفورت وهم في حالة إنهاك تام، في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين أوروبياً. 

    لقد اختار المدرب الألماني أخف الضررين، وفضل المجازفة في الدوري -الذي لا يزال طويلاً وفيه مجال للتعويض- من أجل الحفاظ على جاهزية فريقه الكاملة للمعركة الأوروبية، هذا تفكير استراتيجي لمدرب ينظر لنهاية الموسم، ولا ينظر تحت قدميه.

  • Hansi FlickGetty

    بيت القصيد

    في الختام، يجب أن ندرك أن كرة القدم ليست مجرد وضع أفضل اللاعبين مهارة داخل المستطيل الأخضر، كرة القدم هي فن إدارة موسم كامل. 

    هانز فليك أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه مدرب من الطراز الرفيع، وانتشال الفريق من حالة الإحباط السابق للمنافسة الشرسة حالياً يتطلب قرارات صعبة وشجاعة مثل هذه.

    هذا الرجل تحمل المسؤولية في ظروف قاسية، والحزن الذي بدا عليه سابقاً كان خوفاً على مصلحة الفريق وليس ضعفاً في الشخصية.

    اليوم، هو يتخذ قرار الأب الذي يحمي لاعبيه من شبح الإصابات، وقرار القائد الذي يثق في جنوده البدلاء ويمنحهم الفرصة للقتال.

    سواء كانت المباراة قد انتهت بالفوز أو حتى بالتعثر، فإن فليك فعل الصواب بمنطق كرة القدم والطب الرياضي. 

    هذه التشكيلة قادرة على الفوز، وقادرة على التسجيل، والرهان على ذكاء فليك لم يكن يوماً خاسراً، ادعموا المدرب وانتظروا صافرة النهاية، وحينها ستدركون أنه كان يرى ما لم نكن نراه.