هالاند، فاتي، مبابي وجافي .. مواهب تحولت لنجوم بين عشية وضحاها!

البعض يسميه بـ"الجوهرة" والآخر بـ"الموهبة التي لم تأت منذ سنوات"، هكذا أصبح اسم إندريك فيليبي مهاجم نادي بالميراس البرازيلي واحدًا من بين أكثر الأسماء التي تتردد مؤخرًا، بعد تألقه في بطولة كوبينا دي ساو باولو، أهم بطولة للناشئين في البرازيل.

وجذب إندريك، الأنظار بشدة مؤخرًا، بفضل بعض الأهداف المذهلة التي سجلها في تلك البطولة، وارتبط بأفضل نادٍ في أوروبا، خاصة ريال مدريد الإسباني.

ويتوقع على نطاق واسع أن يحظى البالغ من العمر 15 عامًا فقط بمستقبل كبير في ظل المستوى المبهر الذي يواصل تقديمه.

الأمر قد يبدو للجميع أنه محض صدفة لكنها لم تكن لفريتز سوى فرصة.

هكذا بدأ الأمر مع فلوريان فريتز أحد نجوم فريق باير ليفركوزن الذي تم تصعيده بعد رحيل كاي هافرتز إلى تشيلسي ومنذ تلك اللحظة وبدأ نجم اللاعب الشاب باللمعان وقطعة لا يمكن الاستغناء عنها في الفريق.

الأمر الذي أجبر هانز فليك مدرب المنتخب الألماني لاستدعائه في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وتمكن أن يصنع تمريرتين خلال 4 مباريات.

وشارك صاحب الـ19 عامًا هذا الموسم مع باير ليفركوزن في 24 مباراة بقميص الفريق الأول، سجل خلالها 8 أهداف وصنع 12 آخرين.

لم يكن أحد يتوقع أن ذاك الشاب الصغير الذي دفع به المدرب سينيسيا ميهايلوفيتش في مباراة لـميلان في عام 2015 عوضًا عن الحارسين الخبرة كلاوديو وكريستيان أبياتي، يصبح بطل أوروبا ويتوج حديثًا بجائزة ياشين كأفضل حارس مرمى في العالم.

فترة ظهور دوناروما مع ميلان تصف بمثالية ذلك النجم الذي ظهر من العدم حتى وصل إلى منصات التتويج رفقة منتخب بلاده إيطاليا وانتقاله إلى باريس سان جيرمان.

كان المميز في مسيرة اللاعب كيليان مبابي أنه تفوق على سائر أقرانه مبكرًا، وأبدى في الأندية التي التحق بها موهبة كبيرة جعلته دائمًا لاعبًا أساسيًا في تشكيل الفريق.

ويعد كيليان مبابي من اللاعبين اللامعين الذين جذبوا الكثير من الانتباه في السنوات الأخيرة لأدائه شديد التميّز، فقد شهدت بدايات مبابي تسجيله 15هدفًا مع 8 تمريرات حاسمة في 29 مباراة فقط في الدوري الفرنسي، بالإضافة لعدد من الجوائز التي نالها، ويعدّ دوري أبطال أوروبا هو المسابقة التي سجل فيها مبابي الكثير من الأهداف، حيث سجل 6 أهداف في 9 مباريات، ولم يكن بوسع أي شخص يبلغ من العمر 18 عامًا أن يأمل في تقديم مباريات أفضل من التي قدمها بطل العالم.

تختلف الأسماء وتتشابه المواقف، برشلونة أخرج جيل جديد ظهر من العدم في ظروف ربما هي الأسوأ في تاريخ النادي الكتالوني. ورغم ذلك أظهروا أن لاماسيا لاتزال بخير.

عبد الصمد الزلزولي هو واحد من تلك الأسماء التي لمعت من العدم، في حين أن برشلونة كان يمر بفترة اضطراب صاحبها إقالة رونالد كومان وتعيين مدرب الرديف، سيرجي بارجوان.

الأمر الذي كان سببًا في إظهار الشاب الذي أصبح قطعة أساسية مع وصول تشافي كمدرب للفريق.

ربما الحسنة الوحيدة التي يراها عشاق البلوجرانا في فترة رونالد كومان هو الاعتناء الخاص بشباب أكاديمية الفريق وشجاعته في تصعيد وجوه جديدة، ومنها كان نيكو جونزالس.

القدرات الكبيرة التي أظهرها اللاعب منذ أن وطئت قدميه "كامب نو" كانت بمثابة موسيقى لآذان مشجعي برشلونة، نجم خط وسط محلي جديد هو بالضبط ما يتوق إليه أنصار الفريق الكتالوني.

وبالحديث عن جيل برشلونة الجديد، يعتبر جافي واحد من تلك الأسماء في الفترة الأخيرة.

والحقيقة أن أفضل ما يتعلق بجافي هو أنه يتطور بصورة كبيرة جدًا مقارنة بأقارنه ومن في نفس عمره، البالغ 16 عامًا.

وظهر جافي مع برشلونة حتى الآن هذا الموسم في 26 مباراة سجل خلالها هدف وحيد وصنع 3 آخرين.

لا شيء مجرد شاب صغير يدخل مباراة في كأس العالم يسجل 9 أهداف ويترك العالم بأكمله في حالة إندهاش.

إذا كان من الممكن وصف هالاند بكلمة واحدة فمن الممكن أن تكون "المهاجم المذهل"، هذا اللاعب الذي لا ينفك عن تسجيل الأهداف، في أول ظهور له للعالم كان عبر تسجيله 9 أهداف في بطولة كأس العالم للشباب تحت 20 عامًا والتي أقيمت في بولندا 2019.

هالاند صار أكثر من سجل أهدافًا في مباراة واحدة من عمر مونديال تحت 20 عامًا، متفوقًا على صاحب الرقم القياسي السابق أداليتون، الذي سجّل بقميص منتخب البرازيلي ستة أهداف خلال فوزهم على كوريا الجنوبية في مونديال 1997 ومنذ ذلك الحين لا يتوقف النجم النرويجي عن تسجيل الأهداف.

اقتحم أنسو فاتي المشهد بقوة في برشلونة، بعد أن صعد في الفئات السنية للنادي الكتالوني، واعتبره المراقبون خليفة الأرجنتيني ليونيل ميسي في "كامب نو".

فاتي وقع عقده الاحترافي الأول مع برشلونة في يوليو 2019، وخلال موسم 2019-20 كان يدعم الفريق الأول والفريق الرديف.

وسجل فاتي أول أهدافه مع برشلونة في مرمى أوساسونا في مباراة انتهت بالتعادل 2-2، وبعمر 16 عامًا و304 أيام أصبح أصغر لاعب يسجل للفريق الأول مع "البلوجرانا".

في موسم 2020-21، تم تصعيد فاتي رسميًا للفريق الأول، وواصل عروضه المميزة.

ربما مسيرة فاتي تبدو الآن مضطربة بسبب الإصابات التي تؤرقه بين الحين والآخر لكن لا شك أن موهبة فاتي تعد واحدة من تلك المواهب التي باغتت عالم كرة القدم بين ليلة وضحاها.