مطلوب منذ سن الـ16: تصريح هالاند لخص كل شيء.. ديربي مانشستر يعلن بداية عصر دوناروما

كل إنقاذ قام به دوناروما كان يُقابل بشغف هائل من زملائه والجماهير، هذه الاحتفالية لم تكن فقط بسبب أهمية التصديات في حسم الديربي، بل لأنها أعادت شعوراً بدأ جمهور السيتي ينساه. 

فبعد سنوات من الاعتماد على إيدرسون، البارع بقدميه، بدأت الجماهير تشعر بأنها نسيت معنى أن يكون لديك حارس مرمى يتصدى للكرات المستحيلة، أو حتى العادية، تصدي دوناروما المذهل لكرة مبيومو كان بمثابة إعلان صريح: لقد عاد الحارس الحقيقي لعرين السيتي..

بعيداً عن العاطفة، حسمت لغة الأرقام الجدل حول هوية الحارس الأفضل في الديربي، على الرغم من أن ألتاي بايندير قام بتصديات أكثر، إلا أن الإحصائية الأهم الأهداف المتوقع منعها كشفت القصة الكاملة.

خرج دوناروما برصيد إيجابي (+0.14)، مؤكداً أنه أنقذ فريقه من أهداف محققة، بينما سجل بايندير رقماً سلبياً كارثياً (-0.60)، مما يعني أنه تلقى أهدافاً كان من المفترض التصدي لها.

في مشهد يلخص قيمة دوناروما في المباراة، وأثناء تسلمه جائزة رجل اللقاء، رفض إيرلينج هالاند أن ينسب الفضل لنفسه.

أمسك الميكروفون وأمام العالم أجمع صرح بوضوح: "في الواقع، دوناروما يستحق جائزة رجل المباراة، لقد كان لا يُصدّق اليوم".

هذه الشهادة من هداف الفريق لم تكن مجاملة، بل إقراراً بأن الأهداف لم تكن لتأتي لولا الأمان الذي زرعه الحارس الإيطالي.

أداء دوناروما يفسر تماماً لماذا كان جوارديولا يريده وهو مجرد مراهق لم يلعب مباراته الأولى مع فريق ميلان الأول، لم يكن الأمر يتعلق فقط باستبدال حارس بآخر، بل بتغيير هوية المركز نفسه.

جوارديولا أراد استعادة التوازن بإضافة حارس يمتلك قدرات استثنائية في التصدي، بجانب قدرة معقولة على اللعب بقدميه، لقد كان يريد جدارًا يمكنه حسم المباريات بتصدٍ واحد، وهو ما أثبته دوناروما في ظهوره الأول.

في نهاية ليلة الديربي، لم يفز مانشستر سيتي بمجرد ثلاث نقاط، بل ربما فاز بحارس سيعيد تعريف مفهوم الأمان في الفريق لسنوات قادمة.

دوناروما لم يأتِ ليكمل منظومة بيب جوارديولا، بل أتى ليجعلها مثالية، وليثبت أن انتظار المدرب الإسباني لسنوات طويلة لم يذهب سدى.