هافيرتس ظهير أيسر؟ فكرة ناجلسمان المجنونة مفتاح أرتيتا لإنقاذ الألماني!

على الرغم من ثقة مدرب بايرن ميونخ السابق، في قراره كان انتقال هافيرتس، إلى الجناح الأيسر مثيرًا للدهشة ولكنه بعد خمس دقائق فقط، سجل هدفًا من عرضية ليروي ساني، وكانت لحظة مميزة بسبب معاناة هافيرتس، وفشله في التسجيل منذ انضمامه إلى الجانرز.

ومع تقدم المباراة، ظهرت بعض العلامات الواعدة، على هافرتس،في هذا المركز فكان يندفع إلى الأمام في كل مرة تستحوذ فيها ألمانيا على الكرة، ولم يكن مسؤولاً عن أهداف تركيا في الشوط الأول، حيث لعب بشكل جيد ولكن الهدف الثالث لتركيا كان بخطأ منه بسبب لمسه الكرة بيده داخل منطقة الجزاء.

وبعيدًا عن هذا الخطأ، استمتع هافيرتس، بأول ظهور قوي له في دوره الجديد وعلى الرغم من أن تمركزه الدفاعي كان مشكوكًا فيه ولكنه قام بإبعاد الكرة خمس مرات واستحوذ على الكرة بشكل متكرر وسجل 63 لمسة.

وكان ناجلسمان منبهرًا، وقال: "كاي يريد القيام بذلك، ويريد التجربة ولا أرى أن هذا يمثل مخاطرة بالنسبة له، ولكنه فرصة كبيرة جدًا للعب دور رئيسي في بطولة أوروبا للمرة الأولى في مركز غير مألوف، وكان أداؤه جيدًا للغاية وربما كان أفضل لاعب لدينا".

لم يكن الجميع متحمس لهذه التجربة، وعلق لوثار ماتيوس، أسطورة ألمانيا السابق على قرار ناجلسمان وكتب في عموده: "لا يمكن أن يكون حلاً دائمًا إذا سمحنا فجأة لأحد أفضل لاعبي الهجوم في ألمانيا بالسنوات الأخيرة باللعب في مركز الظهير، هذا ضربة موجعة لنا حتى لو كان هناك مشاكل في الجانب الأيسر من الدفاع".

وتجاهل ناجلسمان، هذه الانتقادات وأشرك هافرتس، مرة أخرى في مركز الظهير الأيسر خلال مواجهة النمسا وتأخرت ألمانيا بهدف في أول نصف ساعة، وساءت الأمور في بداية الشوط الثاني عندما تعرض ليروي ساني، للطرد مما أدى إلى إنهاء تجربة هافيرتس، حيث تحول إلى دور مهاجم على الجانب الأيمن ثم تم استبداله قبل 13 دقيقة من نهاية المباراة.

وعندما لعب هافيرتس في مركز الظهير الأيسر، كان جيد دفاعيًا وصنع بعض الفرص لزملائه في الفريق أيضًا، ولكن لم يجد الاهتمام بمركزه الجديد بسبب جذب استسلام ألمانيا للهزائم المتتالية الاهتمام الأكبر.

وتشير نتائج ألمانيا السلبية الأخيرة إلى زوالهم كقوة عظمى في كرة القدم، مع خروج المنتخب الأول للرجال والسيدات من كأس العالم الأخيرة من دور المجموعات.

وليست المشكلة فقط في النتائج على أرض الملعب ولكن هناك أزمة واضحة في التواصل بين المنتخب والمشجعين، حيث اختار العديد من الجماهير مقاطعة الفريق في مونديال قطر 2022، وقال هافيرتس تعليقًا على ذلك: "لم يكن لدينا أي دعم ونحن نتفهم أسباب ذلك لكن فيما يتعلق بكرة القدم كنا وحدنا".

وكان من المفترض أن يحقق هانسي فليك، بعض النظام لكنه فشل وأصبح أول مدرب ألماني يتم إقالته بعد سلسلة نتائج سيئة، وبث ناجلسمان، بعض الأمل في فترة التوقف الدولي السابقة، حيث قاد الفريق إلى نتائج إيجابية أمام الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك، لكن هزيمتي تركيا والنمسا جعلت الأحلام تتلاشى.

ومن الواضح أن المدرب الجديد لا يزال غير متأكد من تشكيل الفريق واختيار لعب هافيرتس، في دور جديد يدل على ذلك، وحاول ناجلسمان شرح أسلوبه بعد مباراة النمسا، قائلاً: "نحن لسنا وحوشًا دفاعية ولن نكون كذلك في الصيف المقبل أيضًا هذا ليس نحن لاعبونا يلعبون في أندية حيث يتعين عليهم التركيز بشكل أقل في الدفاع وأكثر في الهجوم".

من المحتمل أن تكون فترة التوقف الدولي الأخيرة جيدة للاعب الذي تبلغ قيمته 65 مليون جنيه إسترليني، فأرقام اللاعب منذ انضمامه إلى آرسنال كانت سيئة فقد تمكن من تسجيل هدف واحد فقط وتمريرة حاسمة واحدة في 19 مباراة حتى الآن، واستمر أدائه الكارثي من الموسم الماضي مع تشيلسي، حتى الموسم الجارى مع الجانرز وليس فقط افتقاره إلى القدرة الهجومية هو ما يثير القلق ولكن أيضًا صعوبة إثبات نفسه.

وهناك شعور بأن هافيرتس، يبدو ضائعًا لقد كان أداؤه أقل من أداء لاعبي الدوري الإنجليزي بفارق 1.2 نقطة هذا الموسم ولا يصنع الكثير من الفرص أيضًا و14 لاعبًا من آرسنال يحققون متوسط أكثر منه في التسديد هذا الموسم.

من الواضح أن هافيرتس فاقد للثقة وهناك مخاوف متزايدة من عدم قدرته على اللعب في المركز الذي يريدخ أرتيتا منه، لقد استخدمه المدرب الإسباني بشكل أساسي باعتباره اللاعب رقم 8 على الجانب الأيمن من ديكلان رايس.

وفي الحقيقة، لم يكن هافيرتس، مؤثرًا في المباريات ولن يكون من المفاجئ رؤيته يجلس على مقاعد البدلاء، في المواجهات القادمة، وقد يبدو الأمر جنونيًا، ولكن إذا كان هناك مدرب شجاع بما يكفي ليسير على خطى ناجلسمان ويمنح هافرتس، فرصة اللعب في مركز الظهير الأيسر فهو أرتيتا.

وأدت الإصابات في فريق آرسنال الأخيرة إلى بعض الخلل في مركز الظهير الأيسر، ويعتبر أولكسندر زينتشيكو، اللاعب الأساسي عندما يكون متاحًا.

ومن الناحية النظرية، قد يكون هافيرتس، مناسبًا لهذا الدور ويتميز الألماني بالهدوء والاستحواذ على الكرة ومن المحتمل أن يقدم مساهمات أكثر من تاكيهيرو تومياسو، الذي كان بديل زينتشيكو مؤحرًا.

وكما أشار ظهوره القصير مع ألمانيا، فإن هافيرتس لا يتمتع بالتراخي الدفاعي و مع مرور الوقت قد يتكيف مع متطلبات مركزه عندما لا يمتلك فريقه الكرة.

من الصعب قيام أرتيتا بتقليد ناجلسمان، لأن المخاطر ستكون كبيرة للغاية بالنسبة لآرسنال بعد خروج الفريق من كأس كاراباو، وعدم ضمان تأهلهم للأدوار الحاسمة في دوري أبطال أوروبا واشتعال الصراع على لقب الدوري الإنجليزي، وقد يتم الاستعانة بهافيرتس في هذا المركز عند إصابة دفاعية أو في كأس الاتحاد الإنجليزي.

وفي الوقت الحالي، هافيرتس بحاجة ماسة إلى استعادة مستواه والتألق الهجومي، ودعم أرتيتا اللاعب وقال عن البداية السيئة له: "نحن فريق وليس فرد واحد" ورأى قائد آرسنال السابق ويليام جالاس، أن هافرتس سيكون فاشلًا مع الجانرز ووصفه الناقد كريس ساتون مؤخرا بأنه "رجل مكسور".

وتابع ساتون:"يبدو هافيرتس رجلاً مكسورًا، لاعبًا لا يتمتع بثقة مطلقة وبما أنني كنت هناك بنفسي، فهذا ليس مكانًا للتواجد فيه الجهد المبذول موجود لكنه يبدو مشوشًا، واتخاذ القرارات ليس جيدًا، إنه يحتاج إلى استراحة، وليس التعاطف كما حدث في وقت سابق من الموسم".

ويحتاج هافيرتس، بشدة إلى الدفاع عن نفسه وقد تكون مواجهة اليوم ضد برينتفورد واحتمال حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا أمام لانس، فرصة مميزة له.