GOAL ONLY KANE GFXGoal AR

درس الأستاذ كين أمام التلميذ جيراسي.. الأمير هاري يحكم الكلاسيكير ويخاطب برشلونة!

في ليلة كلاسيكير مشتعلة على ملعب أليانز أرينا، لم تكن الأنظار موجهة فقط نحو الصراع الأزلي بين بايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند على البوندسليجا، بل كانت هناك مباراة داخل المباراة يراقبها الجميع، وتحديداً من مكاتب كامب نو والمدير الفني هانز فليك، فالمواجهة كانت بين هدفين رئيسيين لبرشلونة: المخضرم هاري كين، والمهاجم المتفجر سيرهو جيراسي.

انتهى الكلاسيكير بفوز بايرن ميونخ (2-1)، لكن النتيجة الأهم في الاختبار غير الرسمي كانت حاسمة: هاري كين لم يكتفِ بتسجيل هدف الحسم، بل قدم أداءً شاملاً كمهاجم متكامل، بينما ظهر جيراسي كضيف شرف معزول، وفشل في ترك بصمته قبل استبداله في الدقيقة 84، والأرقام التفصيلية للمباراة تكشف قصة التفوق الكاسح للمهاجم الإنجليزي.

  • FC Bayern München v Borussia Dortmund - BundesligaGetty Images Sport

    كين: حسم القناص ومساهمة اللاعب رقم 10

    منذ الدقيقة 22، أثبت هاري كين لماذا يُعتبر ضمانًا للفرق الكبرى، ارتقى فوق الجميع ليحول ركنية كيميتش برأسية متقنة داخل الشباك، مسجلاً الهدف الأول. 

    هذه اللقطة، التي سجلت هدفه الوحيد من تسديدته الوحيدة على المرمى، تلخص فاعليته كقناص، أرقام كين الرائعة لم تأتِ من هذا الهدف فقط، بل من دوره المحوري في منظومة اللعب طوال 90 دقيقة.

    بعكس المهاجم الصريح التقليدي، كان كين محطة هجومية متحركة، تكشف الأرقام عن مشاركته المذهلة في اللعب؛ فبينما كان جيراسي معزولاً، لمس كين الكرة 70 مرة. 

    لم يكتفِ بالبقاء في الأمام، بل كان ينزل لوسط الملعب لربط الخطوط، وهو ما يفسر دقة تمريراته الطويلة المذهلة 11 تمريرة صحيحة من 12، بنسبة 92%.

    كان كين لاعبًا شاملاً في التالي: صنع اللعب (10 تمريرات صحيحة في الثلث الأخير)، وكان قوياً في الالتحامات (فاز بـ 8 من 11 التحامًا أرضيًا)، ونجح في كل التحاماته الهوائية (2/2)، والأهم أنه كان مخرجًا لفريقه، حيث نجح في الحصول على 6 أخطاء، مما منح فريقه مساحات للتنفس وإعادة التنظيم، لقد كان مهاجمًا، صانع ألعاب، ومحطة في آن واحد.

  • إعلان
  • FC Bayern München v Borussia Dortmund - BundesligaGetty Images Sport

    جيراسي: عزلة تامة وفرصة واحدة ضائعة

    على الجانب الآخر، عاش سيرهو جيراسي ليلة للنسيان، فالمهاجم الغيني الذي يعتمد عليه دورتموند كبوليصة تأمين هجومية، بدا معزولاً تماماً وسط دفاع بايرن المنظم.

    الأرقام ترسم صورة قاتمة لمشاركته: خلال 84 دقيقة، لم يلمس جيراسي الكرة سوى 24 مرة فقط، أي أقل من ثلث لمسات هاري كين.

    هذه العزلة أثرت على كل مساهماته، ففي الثلث الهجومي، كانت أرقامه شبه معدومة بتمريرة واحدة صحيحة فقط من أصل 8 محاولات (بنسبة 13%).

    وعندما تخلت عنه المنظومة، كان عليه أن يستغل أنصاف الفرص، الفرصة الحقيقية الوحيدة التي أتيحت له كانت في الدقيقة 59، عندما وصلته تمريرة داخل المنطقة، لكنه أطاح بالكرة بعيداً فوق العارضة، ملخصاً ليلته المحبطة.

    تسديدته الوحيدة كانت خارج المرمى، ولم يلمس الكرة داخل منطقة جزاء الخصم سوى مرتين، ورغم فوزه بـ 3 من 3 التحامات أرضية، إلا أن تأثيره كان محدوداً لدرجة أن مدربه اضطر لاستبداله في الدقيقة 84 بحثاً عن أي حلول هجومية أخرى.

  • لغة الأرقام: معركة اللمسات والفاعلية

    عند وضع أرقام المهاجمين وجهاً لوجه، يتضح الفارق في نوعية المهاجم، هاري كين كان قلب هجوم فريقه، بينما كان جيراسي طرفاً معزولاً.

    المشاركة: 70 لمسة لكين مقابل 24 لجيراسي.

    بناء اللعب (تمريرات صحيحة): 38 لكين (79%) مقابل 8 لجيراسي (47%).

    التأثير في الثلث الأخير (تمريرات صحيحة): 10 لكين مقابل 1 لجيراسي.

    الحسم (تسديدات على المرمى): 1 لكين (أسفرت عن هدف) مقابل 0 لجيراسي.

    الضغط على الدفاع (أخطاء مكتسبة): 6 لكين مقابل 3 لجيراسي.

    الفارق الأبرز كان في دقة التمرير الطويل، حيث أظهر كين بدقة تمرير (92%) قدرته على تغيير الملعب وهو رقم لم يقترب منه جيراسي الذي لم يكمل أي تمريرة طويلة.

  • Hansi Flick 2025getty

    بيت القصيد.. الرسالة إلى برشلونة

    إذا كان هانز فليك يراقب الكلاسيكير لاختيار خليفة ليفاندوفسكي، فقد أرسل له هاري كين رسالة واضحة: إنه الضمان، وأثبت كين أنه ليس مجرد هداف بل منظومة كاملة، إنه المهاجم الذي يمكنه النزول لوسط الملعب للمساعدة في بناء اللعب، ويحتفظ بقوته البدنية لحماية الكرة، وفي نفس الوقت يمتلك حسم القناص لإنهاء الهجمة من لمسة واحدة.

    في المقابل، أظهر جيراسي أنه مخاطرة كبيرة، إنه قناص صندوق ممتاز، ولكن عندما يعاني فريقه مثلما عانى دورتموند اليوم، فإنه يختفي تماماً عن المشهد.

    في برشلونة، حيث الضغط دائم والحاجة لمهاجم يخلق لنفسه الفرص، بدا أداء جيراسي باهتاً ومخيباً للآمال، خاصة مع إهداره فرصته الوحيدة في المباراة.