GFX Hansi Flick Pep Guardiola Getty/GOAL

هاجموهما كما شئتم .. فليك وجوارديولا غير قابلين للمس أو الإقالة في مانشستر سيتي وبرشلونة!

عندما تسوء النتائج وينهار الفريق من المتعارف عليه أن تتجه أصابع الاتهام نحو المدرب، وهذا ما قد يحدث حاليًا مع بيب جوارديولا وهانز فليك، ولكن هل يصل الأمر إلى الإقالة؟

انطلاقة صاروخية عاشها فليك في برشلونة، جعلته على صدارة الدوري الإسباني، وفي مركز مطمئن للغاية في دوري أبطال أوروبا، قبل أن يبدأ الفريق نزيف النقاط بسلسلة من النتائج المحبطة.

خسائر من لاس بالماس وريال سوسييداد وليجانيس وأخيرًا أتلتيكو مدريد، وتعادل مع سيلتا فيجو وريال بيتيس، سيناريو كارثي لم يتوقعه أحد بعد البداية المبهرة للفريق الكتالوني.

دعونا نترك كتالونيا ونذهب إلى ملعب الاتحاد، لنجد بيب جوارديولا في مانشستر سيتي يُعاني من بداية كارثية للموسم، الفريق فاز مرة واحدة فقط في آخر 12 مباراة، سقوط حُر أمام ليفربول ويوفنتوس ومانشستر يونايتد وأستون فيلا وغيرهم، ليبتعد حامل لقب البريميرليج في آخر 4 مواسم عن أي منافسة ممكنة.

ورغم كل ما يحدث لفليك وجوارديولا، سنجد أنه من الصعب الحديث عن إقالتهما، وبالتحديد الآن، ولكن لماذا؟

  • Aston Villa FC v Manchester City FC - Premier LeagueGetty Images Sport

    لا تقلق يا بيب .. رصيدك يسمح وبمسافة شاسعة

    أغلب القضايا في كرة القدم تعتمد على الآراء التي تحتمل الصواب والخطأ، ومن الصعب العثور على حقائق مطلقة فيها إلا في بعض الاستثناءات، ولعل أبرزها هي تجربة جوارديولا مع مانشستر سيتي.

    مما لا يدع أي مجال للشك فإن صاحب الـ53 سنة هو المدرب الأفضل في تاريخ النادي الإنجليزي من دون أي نقاش، من كان يحلم من عشاق الفريق أن يفوز بـ6 ألقاب دوري منذ 2016 وحتى الآن، منهم 4 مرات متتالية؟

    ومن كان يحلم أن يفوز الفريق بدوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية؟ بالإضافة إلى لقبين كأس اتحاد إنجليزي و4 رابطة المحترفين ولقب سوبر أوروبي، ولا يتعلق الأمر بتلك البطولات فقط، بل بتقديم كرة قدم ممتعة وجذابة اكتسحت الخصوم وأصبحت بمثابة العقدة لكبار إنجلترا جميعًا.

    بعد كل هذه الإنجازات وتحقيق لقب الدوري في آخر 4 نسخ، فبكل تأكيد من المسموح لجوارديولا أن يسقط ويعيد بناء فريقه من جديد، لأنها سنة الحياة، ودوام الحال من المُحال، هذه الفترة كانت ستأتي لا محالة لأنه لا يمكن لفريق أن يفوز طوال حياته.

    ربما يتعرض بيب لهجوم من بعض المُحللين بشأن قرارته بالتخلي عن كول بالمر وغيره من النجوم الشباب، وعدم تجديد الفريق بالشكل الكافي، وهذا أمر منطقي وصحي، مهما كانت نجاحاتك يجب أن يحاول البعض إيقاظك وانتقاد أفعالك لأن الجميع يخطىء.

    ولكن من الجنون أن يخرج أحدهم للحديث عن إقالة جوارديولا، لأن مانشستر سيتي لن يجد أي مدرب مثله في الوقت الحالي، ويجب أن يرحل من الباب الكبير بعد كل ما حققه لصالح النادي، ولا يتم عقابه على فترة افتقد فيها بعض اللاعبين للشغف والتعطش للفوز بالبطولات.

  • إعلان
  • Aston Villa FC v Manchester City FC - Premier LeagueGetty Images Sport

    امنحوه النهاية السعيدة

    منذ بضعة أسابيع، وتزامنًا مع توقيعه على عقد جديد لمدة عامين، خرجت بعض الأنباء حول السبب الحقيقي الذي جعل بيب جوارديولا يوافق على التجديد لسيتي رغم البداية السيئة والحالة الصعبة التي يمر بها النادي عمومًا، تزامنًا مع بدء الجلسات الاستماع في 115 تهمة موجهة للعملاق الإنجليزي بخرق قواعد اللعب المالي النظيف.

    التقارير قالت إن بيب لا يريد ترك فريقه في هذه الحالة، مجموعة فاقدة للشغف والحماس والتعطش، مع ارتفاع واضح في أعمار النجوم الذين تخطى عمرهم سن الثلاثين مثل كيفين دي بروينه، كايل ووكر، برناردو سيلفا وإلكاي جوندوجان وإيدرسون وغيرهم.

    ولو كانت هذه هي الحقيقة، فهذا أمر منطقي للغاية، أن يقوم بيب بإعادة بناء فريقه من جديد ليكون في أفضل صورة ممكنة، ويخلق لمانشستر سيتي مجموعة جديدة من النجوم يمكنها السيطرة على البريميرليج وأوروبا لسنوات قادمة.

    العديد من الصحف تحدثت عن ذلك بالفعل بعد التجديد، حول تخطيط سيتي وإدارته لبعض الصفقات المميزة في مراكز حيوية بالفريق خاصة في خط الهجوم الذي يعاني فيه إرلينج هالاند وحده دون أي مساعدة مع انهيار جاك جريليش وفيل فودين وبرناردو سيلفا.

    ولذلك يبدو السيناريو الأقرب هو عدم رحيل بيب بفريق متهالك من خلفه، مع منحه فرصة الرحيل بنهاية سعيدة تليق به وبكل الإنجازات التي حققها، لأن مغادرته للنادي الإنجليزي عمومًا قادمة لا محالة، لأنها مرة أخرى سنة الحياة.

    سبب آخر يدفع بيب للبقاء، هي شخصيته العنيدة التي لا تتقبل الهزيمة والرحيل مع أول انهيار واضح يتعرض له الفريق، وهو ما يضعنا أمام حقيقة أنه سيحاول وسيستمر في المحاولة حتى يعيد فريقه إلى الواجهة من جديد، والتاريخ يؤكد لنا أنه سيفعل ذلك وسينجح!

  • FC Barcelona Unveil New Head Coach Hansi FlickGetty Images Sport

    فليك والإرث الثقيل

    الأمور هنا تبدو مختلفة قليلًا، لأن الألماني ليس لديه ذكريات سعيدة مع برشلونة وجماهيره، ربما الذكرى الأبرز هي خسارة الفريق الكتالوني على يده بنتيجة 8/2 في دوري أبطال أوروبا عندما كان مدربًا لبايرن ميونخ.

    ولكن يجب الوضع في الاعتبار البداية المبشرة التي حققها برشلونة تحت قيادته منذ وصوله، وكرة القدم الممتعة الذي يقدمها بمجموعة من الشباب يتقدمها باو كوبارسي وأليخاندرو بالدي ومارك كاسادو وجافي وبيدري وفيرمين لوبيز ولامين يامال وغيرهم.

    فليك هو من أنهى عقدة ريال مدريد في الكلاسيكو، وفاز على الميرينجي برباعية مذلة على ملعب سانتياجو برنابيو هذا الموسم، وتغلب على بايرن ميونخ 4/1 في دوري أبطال أوروبا، ليحفظ للعملاق الكتالوني ماء وجهه أمام نظيره البافاري.

    كل هذا حدث والفريق يعاني من أزمة في التشكيل، حيث هناك نواقص واضحة في مركز الظهير الأيسر والجناح الأيسر "بعد الفشل في ضم نيكو ويليامز"، وكذلك لاعب الوسط المدافع "برشلونة لا يزال يبحث عن خليفة لسيرجيو بوسكيتس ولم يجده حتى الآن".

    ونصل كذلك إلى لاعب مهاجم مع روبرت ليفاندوفسكي، خاصة وأن البولندي فعلها مرة أخرى، بالتألق المبهر في بداية الموسم قبل السقوط في وقت حرج للغاية بإهدار كم هائل من الفرص كان آخرها في الخسارة من أتلتيكو مدريد.

    الإرث الذي يحمله فليك بهذا التشكيل ثقيل للغاية، لأن برشلونة عانى السنوات الماضية من صفقات فاشلة وهبوط في مستوى نجومه وإصابات، وكلها أمور تشير إلى براءة الألماني وخطأ تحميله المسؤولية الكاملة عن ما يحدث.

  • Xavi Barcelona 2024Getty

    "تشافي أفضل من فليك" .. أكذوبة أم حقيقة؟

    بعد سلسلة النتائج السلبية في الفترة الأخيرة، ظهرت مقارنات عديدة بين تشافي المدرب السابق لبرشلونة وهانز فليك، حيث يقول البعض إن النادي الكتالوني تسرع في إقالة نجمه السابق وكان يجب أن يمنحه الفرصة.

    في الحقيقة، هذا يبدو حكم متسرع للغاية على فليك، وتركيز واضح على العيوب وإنكار للميزات والأشياء الإيجابية التي منحها الألماني لفريق أغلبه من الشباب الذي يحتاج إلى الكثير من التطوير.

    الأمور ليست كارثية في برشلونة رغم كل النتائج الأخيرة، الفريق يحتل المركز الثالث بجدول الليجا بفارق نقطتين عن ريال مدريد و3 عن أتلتيكو، وهو أمر يمكن تعويضه بسهولة في الجولات القادمة.

    ولو ذهبنا إلى دوري أبطال أوروبا، سنجد أن الفريق يحتل كذلك المركز الثاني بمرحلة "الدوري" بـ15 نقطة، بفارق 3 نقاط فقط عن ليفربول المتصدر، والمؤشرات الحالية تؤكد أن برشلونة سيتأهل إلى دور الـ16 بشكل مباشر دون الحاجة إلى الدخول في ملحق، إذن العودة ممكنة والأمور قد يتم السيطرة عليها من جديد.

    ولو قمنا بتقييم فليك في نظرة سريعة ومقارنته بتشافي، سنجد أن الأجواء التي خلقها الألماني في الأشهر الماضية، نشرت الكثير من الإيجابية بين الفريق، بتطوير اللاعبين الشباب فنيًا وتحسين النواحي البدنية بشكل واضح للجميع ساعد اللاعبين على الظهور بصورة أكثر حدة، بالإضافة لتطوير البرازيلي رافينيا الذي تحول من صفقة فاشلة إلى أحد أفضل الأجنحة في أوروبا.

    تشافي كان يخلق الكثير من التوتر بعصبيته واعتراضه المستمر على الحكام، والخروج للتحدث بشكل عدواني في العديد من المؤتمرات الصحفية، وتلقيه الإنذارات خلال المباريات، واختلاقه المستمر للأعذار بعد كل تعثر.

    فليك عكس كل ذلك تمامًا، الألماني يتمتع بهدوء شديد ودرجة عالية من الحكمة وقدرة هائلة في السيطرة على نفسه وإدارة غرفة ملابس الفريق، كما أنه يخرج لتحمل المسؤولية الشخصية على النتائج، بدلًا من تحويل برشلونة إلى أضحوكة بخروج مدربه يلوم عشب الملعب وأشياء أخرى خارجية بعد الهزائم والتعادلات.

    وفي النهاية، سنجد أن فليك يستحق الفرصة ولا يجب الحديث عن إقالته، نعم برشلونة يعاني دفاعيًا، والألماني يبالغ في الاعتماد على مصيدة التسلل، ولكن يجب منحه فرصته الكاملة لأنه منح الكثير من المؤشرات الإيجابية التي لا يمكن تجاهلها!

0