كأس الملك | بنزيما لا يحتاج إلى ركلات الجزاء وأوباميانج طريد "الحكومة"!

كان كريم بنزيما بمثابة القوة الدافعة للهجوم الاتحادي، مُقدمًا درسًا في القيادة والفعالية على أرض الملعب، ومُبرهنًا على أنه لا يحتاج لركلات الجزاء ليصنع الفارق ولم يكتفِ بالتواجد، بل كان صانع الفارق الحقيقي.

سجل بنزيما هدف الاتحاد الأول ببراعة فائقة باستخدام صدره، مُظهرًا مهارة عالية في التحكم بالكرة والإنهاء تحت الضغط.

هذا الهدف المبكر لم يمنح الاتحاد التقدم فحسب، بل أشعل حماس الفريق وجمهوره، مُعطيًا إشارة واضحة لدوره المحوري في المباراة منذ اللحظات الأولى.

خلال أول 70 دقيقة من لعب بنزيما، سدد بنزيما 3 كرات على المرمى، جميعها كانت دقيقة وخطيرة، دون أي تسديدات خارج المرمى، وهذا يعكس تركيزه العالي ودقته في التصويب.

أصابت تسديدة قوية من بنزيما العارضة مع حلول النصف ساعة الأخيرة من عمر اللقاء، وهي فرصة كادت أن تُعزز تقدم الاتحاد وتُحسم المباراة.

كما أن ضياع فرصتين أخريين كان بسبب تدخل دفاعي موفق أو ابتعاد الكرة عنه رغماً عنه، وليس بسبب سوء تصرف منه، مما يؤكد على حضوره الدائم في مناطق الخطورة.

هذا قبل أن يسجل هدفه الثاني والثالث للاتحاد في المباراة في الوقت المحتسب بدل من الضائع ليحسم الثنائية المحلية.

قام بنزيما بـ 35 تمريرة دقيقة من أصل 39 محاولة، بنسبة نجاح بلغت 90%، هذه النسبة العالية تؤكد على دوره المحوري في ربط الخطوط وبناء الهجمات.

على الرغم من عدم تسجيله لـ "أسيست" مباشر، إلا أن بنزيما قدم "هدايا" لزملائه، أبرزها كرة الهدف الثاني التي لعبها برأسها وردها حارس القادسية قبل أن يسجلها حسام عوار، وتهيئة فرصة سانحة لديابي لتسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 73، والتي كادت أن تقتل اللقاء، هذه القدرة على صناعة اللعب تضيف بعدًا آخر لأدائه الشامل.

الأكثر إثارة، أنه بعد قرار تحكيمي مثير للجدل بحرمان الاتحاد من ركلة جزاء مؤكدة (وفقًا للخبير التحكيمي محمد كمال ريشة)، رد بنزيما في الملعب مباشرة بتسجيل الهدف الأول، مُظهرًا تركيزًا ذهنيًا وقدرة على تجاوز الظروف الصعبة وعدم الاعتماد على قرارات الحكام.

هذا الموقف يعكس شخصية القائد الذي يحول الإحباط إلى حافز، وعلى الجانب الآخر، لم يكن أداء بيير إيميريك أوباميانج مهاجم القادسية على نفس مستوى التطلعات، حيث كان "حاضرًا غائبًا" عن الصورة في أوقات حاسمة من المباراة.

سجل أوباميانج هدفًا واحدًا من ركلة جزاء، لكنه جاء ضمن سياق أداء عام باهت لم يعكس تأثيرًا كبيرًا على مجريات اللعب، هذا الهدف لم يُخفِ غيابه عن كثير من فترات المباراة، باستثناء لحظته الأخيرة التي سدد فيها كرة في القائم.

سدد أوباميانج 3 كرات على المرمى خلال 75 دقيقة، وهي نفس عدد تسديدات بنزيما في أول 70 دقيقة، لكن دون القدرة على خلق فرص إضافية لزملائه (0 تمريرات مفتاحية)، مما يظهر افتقاده لدور صانع الألعاب.

كانت أبرز لقطاته السلبية هي إهدار فرصة ذهبية لمعادلة النتيجة في الدقيقة 74، حيث سدد الكرة مباشرة في يد حارس الاتحاد رايكوفيتش، مما أثر سلبًا على معنويات فريقه قبل حصول فيرنانديز على بطاقة حمراء أنهت الأمور بشكل إكلينيكي.

فقد أوباميانج الاستحواذ على الكرة 10 مرات، مما يُشير إلى ضعف في الحفاظ على الكرة تحت الضغط، وهو رقم مرتفع بالنسبة لمهاجم يُفترض أن يكون نقطة ارتكاز في الهجوم.

بلغت نسبة دقة تمريراته 78% (14 تمريرة صحيحة من أصل 18)، وهي أقل بكثير من بنزيما، مما يعكس تأثيره المحدود في بناء الهجمات وغياب الانسجام مع زملائه.

لم يقم بأي محاولات مراوغة ناجحة، ولم يقدم عرضيات دقيقة أو كرات طويلة دقيقة. بينما فاز بـ 3 من أصل 5 التحامات أرضية، ولم يفز بأي التحامات هوائية من محاولة واحدة، مما يؤكد على قلة مساهمته البدنية في الضغط على دفاع الخصم واستخلاص الكرات.

التباين بين أداء بنزيما وأوباميانج كان واضحًا، فبينما كان بنزيما يمثل تهديدًا مستمرًا لمرمى القادسية ويساهم في بناء اللعب، كان أوباميانج ينتظر الفرص القليلة التي تُتاح له، ولم يتمكن من استغلالها بفعالية.

غياب أوباميانج عن معظم أوقات الشوط الأول يُشير إلى عدم قدرته على فرض نفسه على دفاع الاتحاد أو خلق المساحات لزملائه.

في الختام، يُمكن القول إن كريم بنزيما قدم أداءً استثنائيًا في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، يُجسد قدرته على التسجيل وصناعة اللعب والقيادة داخل الملعب، وأنه لم يكن بحاجة إلى ركلات الجزاء ليُثبت قيمته.

على الرغم من أن النتيجة النهائية للمباراة لم تكن كبيرة ولم تتناسب مع كم الفرص التي أتيحت للاتحاد، إلا أن بصمته كانت واضحة ولا يمكن إنكارها، مما يجعله واحدًا من أبرز نجوم اللقاء.

في المقابل، كان أداء أوباميانج باهتًا ومحدود التأثير، ولم يقدم الدعم الكافي لزملائه، مما ساهم في فشل القادسية في إيجاد الحلول الهجومية الكافية لمواجهة الاتحاد.