نجاح مبابي وبيلينجهام معًا؟.. تجربة "ثلاثي باريس المرعب" جرس إنذار لريال مدريد!

ليس من السهل ضم مبابي، إلى فريق وتوقع منه هو وزملائه أن يزدهروا، فقد أظهر التاريخ أن هذه الفكرة ليست جيدة، وفشلت تجربة الثلاثي ليونيل ميسي ونيمار ومبابي، مع باريس سان جيرمان وولم يتألقوا أبدًا معًا في الهجوم بسبب مزيج من الإصابات والغرور والقصور الدفاعي.

ولم يكن مبابي، هو المشكلة الوحيدة فلم يرغب ميسي في التواجد مع باريس، وإصابات نيمار المتكررة لم تساعده لذلك كان من المفترض أن يكون مبابي هو محور المشروع، ونائب قائد باريس سان جيرمان، وكان ذلك أمرًا مبالغًا فيه بالنسبة للاعب كان لا يزال صغيرًا وفي بداية العشرينات.

ولم ينجح مبابي، أبدًا في أن يكون لاعبًا محوريًا، مما تسبب في خيبة أمل كبيرة لباريس سان جيرمان، ولذلك هناك بعض القلق من خطوة انتقاله لمدريد.

ورغم أن الأمر مختلف بسبب تواجد أنشيلوتي، إلا أن نفس المشاكل يمكن أن تتكرر ويفشل النجم الفرنسي في التكيف مع بيلينجهام وفينيسيوس جونيور ورودريجو.

أول شيء يجب التأكيد عليه هو طريقة لعب ريال مدريد الآن وكيف يحصل على أفضل النتائج من بيلينجهام، حيث لا يتم استخدام النجم الإنجليزي كمهاجم، ولا لاعب خط وسط مهاجم.

ووصف أنشيلوتي، بيلينجهام بأنه "مهاجم وهمي" ولكن هذا الوصف غير دقيق لأن بيلينجهام، يبدأ من الجزء الأعمق من الملعب ويركض نحو الدفاعات.

إن دور بيلينجهام، مشوه بسبب حقيقة أن ريال مدريد غالبًا ما يواجه فرقًا منخفضة في الدوري الأسباني كما أنه يتمتع بحرية التحرك إلى الأمام ورغم أنه ليس مهاجمًا قد سجل الكثير من الأهداف، والحفاظ على ذلك بموجود مبابي، لن يكون سهلًا.

قد يكون إشراك بيلينجهام، في أعلى الملعب هو أبسط وأفضل حل لتكوين فريق قوي لريال مدريد بوجود مبابي، حيث يشعر الفرنسي براحة أكبر عندما يلعب في الجانب الأيسر، كما أن بيلينجهام، أثبت أنه هداف غزير الإنتاج ولكن سيواجه فينيسيوس القليل من المشاكل في التكيف على الجانب الأيمن.

ولا يتمتع فينيسيوس، بالخبرة في اللعب على الجانب الأيمن، ويبقى أن نرى ما إذا كان بيلينجهام يمكنه أن يزدهر حقًا كمهاجم صريح أم لا.

ومن المحتمل أن يتم تجميد رودريجو، على الرغم من تألقه هذا الموسم من أجل التشكيل الأفضل لريال مدريد.

نظرًا لتعدد استخدامات بيلينجهام، هناك جدل حول تغيير مركزه من أجل مبابي، حيث اشتهر النجم الإنجليزي الشاب بقدرته على اللعب كرقم 4 و8 ورقم 10، وقد أظهر خلال مسيرته القصيرة أنه قادر على التكيف بسرعة في أي مركز.

ولعب بيلينجهام، خلال أشهره الأخيرة في بوروسيا دورتموند ومؤخرًا مع إنجلترا، في مركز رقم 8 ورقم 10 خلف ثلاثي الهجوم وتم الاعتماد عليه ليكون النجم الرئيسي للفريق، ويستخدم طاقته اللامحدودة للعودة والمساعدة دفاعيًا عند الحاجة.

ومن المؤكد أن وضعه في دور مماثل كجزء من ثلاثي خط الوسط في مدريد ليس أمرًا مستبعدًا، وهذا المركز هو الذي كان يتصور أنه سيلعب به عندما انضم، وهذا من شأنه أن يسمح لرودريجو بالمشاركة دون استبعاد، وسيسمح لفينيسيوس، أيضًا بفرصة اللعب في مركزه المفضل على اليسار، لكن هل سيكون نقل مبابي للداخل هو الخطوة الأفضل؟.

انتقد مبابي، مدربه السابق في باريس سان جيرمان كريستوف جالتييه، في أكتوبر 2022 عندما أشركه في في مركز 9، ورغم أن مبابي يمكنه تكرار إنجازات كريم بنزيما التهديفية مع ريال مدريد، فمن الواضح أنه لا يريد أن يلعب نفس الدور الذي يلعبه مع منتخب فرنسا، حيث يفضل اللاعب البالغ من العمر 25 عامًا أن يقطع الكرة وينطلق بها في مساحات واسعة.

بينما لا تزال هناك شكوك حول إذا كان مبابي سينضم رسميًا إلى مدريد في عام 2024، أم لا هناك مهاجم جديد شاب تم التعاقد معه من جانب الفريق الملكي لكي يكون مستقبل النادي.

وبعد أن قاد إندريك، فريقه بالميراس للفوز بلقب الدوري البرازيلي، سيكمل أخيرًا انتقاله إلى العاصمة الإسبانية عندما يبلغ 18 عامًا هذا الصيف، وسيتعين على أنشيلوتي إيجاد دورًا للمعجزة البرازيلية بفريقه.

ولم يحسم حتى الآن أفضل مركز لإندريك، حيث لعب كمهاجم صريح وكرقم 10 خلال مراحل مختلفة من مسيرته، ورغم أنه لا يزال يبلغ من العمر 17 عامًا، ولكنه يقدم أداءً مبهرًا والحل الأكثر أمانًا هو أن يلعب كرقم 9، مع مبابي وفينيسيوس بجانبه وسيكون هناك مساحة لكل من رودريجو وبيلينجهام.

ويفضل النجم البرازيلي المركز رقم 10 ويمكن أن يتراجع بيلينجهام إلى مركز أعمق في خط الوسط وقد يحد ذلك من تأثير الإنجليزي في الثلث الأخير، لكن هذا التشكيل الهجومي سينتج أهدافًا كافية لتعويض أي تراجع محتمل لبيلينجهام.

يسير ريال مدريد حتى الآن بشكل جيد وينافسون على أربعة ألقاب في موسم 2023-2024، وأثبت لعب بيلينجهام، خلف فينيسيوس ورودريجو، أنه قرارًا ذكيًا من أنشيلوتي.

ويبدو أن مشاركة مبابي في الفريق بدلاً من رودريجو، هو أفضل حل للحصول على أفضل النتائج من أهم لاعبين في خط هجوم ريال مدريد بالفترة القادمة.

ربما يكون أهم جزء من أهداف ريال مدريد قبل موسم 2024-25، قد اكتمل بالفعل بعد موافقة أنشيلوتي، على تمديد عقده مع النادي وهذا يعني أن مبابي سيصل إلى فريق مستقر.

أنشيلوتي، هو المدرب الذي أعاد بناء فريق ميلان الرائع الذي ضم كاكا وأندريه شيفتشينكو وهيرنان كريسبو وأندريا بيرلو، وتغلب على غرور تشيلسي وقادهم للتتويج بالألقاب، ونجاحاته في مدريد كانت مبنية على إدارته للنجوم والسيطرة عليهم وتحويلهم إلى آلة فوز.

وأصبح أنشيلوتي، المدرب الوحيد في التاريخ الذي يفوز بكل بطولة من بطولات الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا، لذلك فإن إيجاد طريقة لتألق بيلينجهام ومبابي، وباقي نجوم الريال معًا هي مشكلة ستواجه الفريق لكنهم لديهم المدرب المثالي لحل جميع المشاكل.