قاد لوكا مودريتش فريقه ميلان للفوز على بولونيا بهدف نظيف في الجولة الثالثة من الدوري الإيطالي، ليرفع رصيده إلى 6 نقاط.
GOALوجد أمام بولونيا بعض ما اعتاده في ريال مدريد .. لوكا مودريتش يتمرد ويُذكر ميلان بأهداف رايندرز
هدف من أهداف رايندرز
سجل مودريتش هدفه الأول في الدوري الإيطالي منذ انضمامه إلى ميلان، بعد انتهاء عقده مع ريال مدريد وعدم تجديده، وأظهر فرحة كبيرة وواضحة أثارت دهشة البعض، خاصة في ظل الإنجازات العديدة التي حققها خلال مسيرته الاحترافية.
وجاء هدف مودريتش ليذكر جمهور الروسونيري بأسلوب الراحل تيجاني رايندرز، الذي كان يشتهر بالتقدم من الخلف إلى الأمام واغتنام التمريرات الأرضية العرضية وتحويلها إلى أهداف دقيقة، وهو ما فعله مودريتش ببراعة اليوم.
لوكا يجد بعض ما اعتاده
لا يمكن إنكار أن لوكا مودريتش يعيش تجربة مختلفة تمامًا في ميلان مقارنة بما اعتاده في ريال مدريد. هناك، كان محاطًا بنجوم من الطراز العالمي وحكام يمنحونه الحد الأدنى من الحماية، بينما تبدو الأمور في إيطاليا أكثر صعوبة، خاصة على صعيد جودة الزملاء، وهو ما ظهر جليًا في أول مباراتين له بقميص الروسونيري.
لكن الصورة اختلفت نسبيًا اليوم؛ إذ قدم لاعبو ميلان أداءً جيدًا جدًا، وتألّق بعضهم بشكل لافت مثل أليكسيس ساليميكرز، فيكايو توموري، أدريان رابيو، روبن لوفتس تشيك، وبيرفس إستوبينان.
صحيح أن المستوى لم يرتقِ بعد إلى جودة أسماء بحجم توني كروس، كريستيانو رونالدو، كريم بنزيما، مارسيلو وغيرهم من رفاقه السابقين في مدريد، لكنه كان تحسنًا واضحًا وأفضل بكثير مما ظهر في المباراتين الماضيتين.
حالة من التمرد!
منذ اللحظة التي ظهرت فيها أنباء رغبة ميلان في ضم صاحب الـ40 عامًا، انقسمت الآراء حول جدوى الخطوة. فهناك من اعتبر أنه سيكون “رجل غرفة الملابس” والعقل المفكر في أرض الملعب، بينما حذّر آخرون من أن عمره المتقدم قد يجعله عبئًا بدنيًا على زملائه، وأنه لن يتمكن من تقديم الجهد المطلوب.
لكن مودريتش تمرد اليوم على هذه الصورة النمطية، خصوصًا وصفه بـ"العقل" فقط وحصر دوره في التمريرات الدقيقة وتوزيع اللعب. فقد قدّم درسًا عالميًا في التحركات من دون كرة، وفرض ضغطًا إيجابيًا مثاليًا على المنافس، ليبرهن أنه لا يزال لاعبًا مؤثرًا على أعلى مستوى.
أوجد الكرواتي حلولًا متكررة لحاملي الكرة من زملائه بذكاء ظهوره في المساحات الخالية وفتحه زوايا تمرير ذهبية، وهو ما بلغ ذروته في لقطة الهدف، حين انطلق من العمق إلى الأمام ليمنح ساليميكرز خيارًا جديدًا أنهى الهجمة بتمريرة عرضية أرضية مثالية.
رغبة مودريتش في النجاح مع ميلان بدت جلية، وحماسه وروحه القتالية على أرض الملعب أكدت أنه لم يأتِ إلى ميلانو ليجعلها محطة اعتزال، بل ليكتب فصلاً جديدًا في مسيرته الأسطورية.
إلى أليجري ..
عظمة مودريتش التي أظهرها خلال الـ270 دقيقة مع ميلان هذا الموسم تفرض على المدرب ماسيميليانو أليجري معاملته فنيًا وبدنيًا بشكل خاص جدًا للحفاظ عليه طوال الموسم وحتى المراحل الحاسمة خلال شهري مارس وإبريل القادمين.
نرى الكرواتي حاليًا مكلف بواجبات دفاعية مرهقة، كما أنه يقوم بالأدوار الهجومية لمساعدة الفريق، ليس بالتمريرات فقط بل بالتحرك والجري الكثير أيضًا، وهذا سيعرضه لإرهاق قد يكون ضارًا جدًا في المستقبل القريب والبعيد.
المدرب الإيطالي عليه اتباع حلين لا ثالث لهما، إما منحه فترات راحة مناسبة في المباريات التي يستطيع فيها ذلك، أو منحه أدوار دفاعية أقل والاستفادة من قدراته الهجومية لأنها مؤثرة جدًا مع الفريق.



