للمرة الأولى منذ انضمامه إلى الكرة الإيطالية، اصطدم النجم الكرواتي لوكا مودريتش بواقع مختلف داخل ملعب سان سيرو، بعدما تعرّف عن قرب على ما يمكن وصفه بـ"عقدة قطبي ميلانو ضد ساسولو" التي لاحقت قطبي مدينة ميلانو، ميلان وإنتر، في هذا الملعب عبر السنوات الماضية.
التعادل الذي انتهت به مواجهة اليوم لم يكن مجرد نتيجة عابرة، بل حلقة جديدة في سلسلة معاناة القطبين أمام الفريق ساسولو على أرضهم.
ورغم الخبرة الهائلة التي يمتلكها مودريتش، ومحاولاته المستمرة لفرض إيقاعه وقيادة ميلان نحو الفوز، إلا أن النجم الكرواتي لم ينجح في كسر هذه العقدة التاريخية، لتخرج المواجهة بتعادل إيجابي 2-2، نتيجة أعادت إلى الأذهان صعوبة مباريات ساسولو في سان سيرو، مهما اختلفت الأسماء والظروف.
الأرقام تؤكد أن ما يحدث ليس وليد الصدفة؛ إذ سبق أن التقى ساسولو وميلان في 16 مباراة على ملعب سان سيرو بمختلف المسابقات، وتمكن ميلان من الفوز في 7 مباريات فقط، مقابل 5 انتصارات لصالح ساسولو، فيما حضرت نتيجة التعادل في 4 مناسبات، ما يعكس حجم الإزعاج الذي شكّله ساسولو للروسونيري داخل عقر داره.
الأمر ذاته ينطبق على الجار اللدود إنتر، الذي لم يكن حاله أفضل كثيرًا أمام ساسولو في سان سيرو، حيث تواجه الفريقان 12 مرة على هذا الملعب، حقق خلالها ساسولو 5 انتصارات، مقابل 5 انتصارات لإنتر، بينما انتهت مباراتان بالتعادل، في سجل متوازن يعكس فقدان الإنتر لأفضلية الأرض أمام هذا الخصم تحديدًا.
وهكذا، وجد مودريتش نفسه جزءًا من حكاية قديمة متجددة، عنوانها صعوبة كسر شوكة ساسولو في سان سيرو، لتبقى العقدة قائمة، ويظل ملعب ميلانو الشهير شاهدًا على معاناة مستمرة لقطبيه أمام فريق اعتاد أن يظهر بشخصية قوية في أصعب الملاعب.