لا ميسي لا مشكلة .. رسالة قوية من الأرجنتين وسكالوني في ثلاثية "تأكيد العقدة" أمام تشيلي

قمة تشيلي والأرجنتين بدأت بلحظات خاصة للغاية، بسبب ظهور أنخيل دي ماريا الذي أعلن اعتزاله اللعب الدولي في ملعب المونيمونتال، وذلك من أجل إلقاء خطاب وداعي أمام الجماهير التي هتفت باسمه واحتفت به تقديرًا لكل ما قام به مع منتخب بلاده.

الفريق دخل المباراة وكأنه يريد توجيه رسالتين، الأولى عن طريق جعل الليلة سعيدة في وداع دي ماريا والفوز من أجله، والثانية هي إثبات حقيقة أن الأرجنتين لم تعد فريق ميسي و"العشر خشبات".

الطريقة التي فازت بها الأرجنتين تثبت هذه الحقيقة، وهي أن سكالوني وضع يده على منظومة لن تنهار في غياب ميسي، وهذا ما افتقده منتخب التانجو على مدار السنوات الماضية.

الفريق لعب الشوط الأول بصورة قوية للغاية، ولكن المنتخب التشيلي لم يكن الخصم السهل الذي تهتز شباكه بسهولة، ليذهب الفريقان إلى استراحة وتعود الأرجنتين بصورة أقوى من أول 45 دقيقة.

أليكسيس ماك أليستر استغل تمريرة حاسمة من خوليان ألفاريز، الذي سجل بنفسه الهدف الثاني بتسديدة صاروخية في شباك الفريق الخصم، قبل أن يأتي ديبالا من على الدكة بالرقم "10" الخاص بميسي ويسدد كرة أخرى قوية في الشباك لتكتمل الثلاثية في شباك الخصم العنيد.

رغم البداية البطيئة لخوليان ألفاريز مع أتلتيكو مدريد بعد انتقاله للفريق قادمًا من مانشستر سيتي، إلا أن الأرجنتيني كان بطل الليلة بدون منازع، بسبب تأثيره الواضح على حسم النتيجة.

ألفاريز صنع الهدف الأول لماك أليستر، وفي الدقيقة 84 سجل هدفه الشخصي بطريقة رائعة من تسديدة بعيدة المدى، ليؤكد أنه حتى لو غاب ميسي، سيكون هناك من يصنع الفارق بدلًا منه.

ماك أليستر كذلك يعتبر من نجوم المباراة بسبب تسجيله الهدف الذي أدى إلى تفكك تشيلي تمامًا، بالإضافة إلى دوره المميز في التواصل مع خط الهجوم وتسهيل المهمة على لاوتارو مارتينيز وألفاريز.

رودريجو دي بول ظهر كذلك على أن مصدر قوة الأرجنتين في خط وسطها، بسبب قيادته لمن حوله بصورة مميزة ومجهوده البدني الذي لا يتوقف بجوار إنزو وماك أليستر.

ونجح إيميليانو مارتينيز كذلك في صناعة الفارق، ليؤكد أنه يمكنه لعب دور البطل في وجود ميسي أو بدونه، حيث تصدى للعديد من الكرات الصعبة، وحرم تشيلي من العودة للمباراة خاصة قبل تسجيل بلاده الهدفين الثاني والثالث.

العديد من اللاعبين الآخرين ظهروا بصورة جيدة مثل ليساندرو مارتينيز ونيكولاس أوتاميندي وغيرهما، حتى أليخاندرو جارناتشو البديل ظهر في حالة من التعطش والرغبة في إثبات قدراته.

وفي ظل كل ذلك، كانت هناك لقطة واحدة تكفي لاوتارو مارتينيز، الذي صنع ببراعة الهدف الأول لماك أليستر، وذلك من خلال تفويت الكرة ليسمح بزميله للتسجيل، كما قام ببعض اللقطات المميزة في صناعة اللعب عندما كافح لاختراق دفاعات تشيلي.

ولكن بعيدًا عن ذلك، الأرجنتين فازت، لتؤكد عقدتها لتشيلي في تصفيات المونديال، حيث لعب الفريقان 36 مباراة على أرض الأرجنتين، فازت فيها الأخيرة في 29 مباراة وتعادلا في 7 ولم تفز تشيلي في أي مواجهة.

ولم تحقق تشيلي أي فوز على الأرجنتين في تاريخها سوى في 3 مباريات فقط، ولسوء حظ الألبيسيلستي أن الانتصارين جاءا في المباراتين النهائيتين لكوبا 2015 و2016.

وبالنسبة لموقف الأرجنتين في تصفيات المونديال الحالية، الفريق سيلعب أمام كولومبيا يوم 10 سبتمبر الجاري، وهو على صدارة الترتيب بـ18 نقطة بفارق 5 نقاط عن أوروجواي صاحبة المركز الثاني.