GOAL ONLY Fati Mbappe Goal AR

مفارقة موناكو السعيدة: من منبوذ برشلونة إلى مبابي الجديد.. هل يكتبون النادي باسم فاتي؟

في واحدة من أغرب مفارقات كرة القدم التي لا تخلو من الطرافة، أعلن نادي موناكو الفرنسي عن فوز لاعبه أنسو فاتي بجائزة لاعب الشهر عن شهر سبتمبر. 

الخبر في ظاهره يبدو عاديًا، لكن الشيطان يكمن في التفاصيل، فأفضل لاعب في فريق الإمارة الفرنسية هو لاعب بديل لم يلعب أي مباراة بشكل أساسي في سبتمبر ورجل لا يزال ينتمي اسميًا لنادي برشلونة، ولا يزال النادي الكتالوني يساهم في دفع جزء من راتبه. 

هذا الوضع المضحك والمبكي في آن واحد يثير سخرية لذيذة في الأوساط الرياضية، ويطرح سؤالًا طريفًا: إذا كان هذا هو تأثيره في شهره الكامل الأول، فماذا سيفعل بنهاية الموسم؟ هل سيضطر مسؤولو النادي لمنحه مفاتيح كازينو مونتي كارلو الشهير، أم ربما، سيغيرون اسم النادي إلى نادي فاتي موناكو لو قادهم بمعجزة للفوز بلقب الدوري الغائب منذ عام 2017؟ 

لكن خلف هذه النكتة اللاذعة، تكمن قصة أعمق بكثير، قصة أمل أخذت تتشكل في الأفق، وربما تكون تكرارًا لتاريخ مجيد لا يزال محفورًا في ذاكرة كل مشجع لموناكو، قصة قد تُعيد إحياء مسيرة لاعب كان على وشك أن يضيع في غياهب النسيان. 

  • FatiGetty Images

    سقوط الفتى الذهبي.. وانطفاء وريث ميسي

    قبل الغوص في حكاية موناكو، يجب أن نتذكر من هو أنسو فاتي، فلم يكن مجرد لاعب شاب، بل كان الفتى الذهبي لبرشلونة، الظاهرة التي انفجرت في الكامب نو بعمر 16 عامًا، ليسجل الأرقام القياسية ويكسرها. 

    بعد رحيل ليونيل ميسي، لم يجرؤ أحد على لمس القميص رقم 10، إلا هذا الشاب الذي منحه النادي إياه كرسالة واضحة: أنت الوريث، أنت المستقبل.

     لكن القدر كان له رأي آخر، فدخل فاتي في دوامة لعينة من الإصابات الخطيرة، خصوصًا في الركبة، سرقت منه أهم ما يميزه: سرعته الانفجارية وقدرته على المراوغة والتسجيل.

    تحول بريقه إلى انطفاء تدريجي، وثقته بنفسه تآكلت مع كل غياب جديد، حتى إعارته إلى برايتون الإنجليزي لم تنجح في إحيائه، ليعود إلى برشلونة كشبح للاعب الذي كان عليه، لاعب لا يجد له مكانًا في خطط المدرب. 

    لكن الألم الجسدي لم يكن سوى نصف المعركة، فالحرب الحقيقية كانت نفسية، وعبء القميص رقم 10، الذي يمثل العبقرية المطلقة في برشلونة، تحول إلى ثقل ساحق على كتفيه.

    كل انطلاقة فاشلة، وكل لحظة تردد في الملعب، كانت بمثابة تذكير مؤلم باللاعب الذي كان من المفترض أن يكونه. 

    همسات الجماهير المحبطة ونظرات الشك حولته من فتى مدلل في ملعبه إلى متهم في محاكمة دائمة، هذا التآكل النفسي هو ما كان يحتاج إلى الشفاء، ربما أكثر من ركبته المصابة، وهو ما لم تستطع بيئة برشلونة المليئة بالضغوط أن توفره له. 

  • إعلان
  • FBL-FRA-LIGUE1-MONACO-MARSEILLEAFP

    صدى 2017.. حين حكم مبابي فرنسا

    في المقابل، آخر مرة شعر فيها جمهور ملعب لويس الثاني بهذا النوع من الأمل الكبير كانت في موسم 2016-2017.

    في ذلك الوقت، لم يكن الأمل معلقًا على لاعب يسعى لاستعادة مسيرته، بل على شاب يافع يصنع أسطورته بنفسه وهو كيليان مبابي. 

    قاد مبابي، بسرعته الخارقة وثقته المذهلة بنفسه، جيلًا ذهبيًا من اللاعبين أمثال راداميل فالكاو، برناردو سيلفا، وفابينيو، لتحقيق المستحيل.

    لقد كسروا هيمنة باريس سان جيرمان المطلقة وفازوا بلقب الدوري الفرنسي، وقدموا كرة قدم هجومية أمتعت أوروبا كلها. 

    كان مبابي هو الشرارة، هو الظاهرة التي ولدت في موناكو وانطلقت لغزو العالم، ومنذ رحيله وتفكك هذا الفريق، دخل موناكو في حالة من التيه، يبحث عن بطل جديد، عن شرارة تعيد إليه الأمل المفقود.