2013 Summer TCA Tour - Day 12Getty Images Entertainment

مأساة في "من سيربح المليون": سؤال عن كأس العالم كلف المتسابق 125 ألف يورو.. هل كنت لتجيب بشكل صحيح؟!

في ليلة كان من الممكن أن تغير مسار حياته إلى الأبد، جلس المتسابق الألماني مارك أوفنباخر على الكرسي الشهير في برنامج "من سيربح المليون؟" بنسخته الألمانية، بينما كانت الأضواء مسلطة عليه، وقلوب الملايين تتابع أنفاسه.

لقد كان يؤدي أداءً استثنائيًا، ويتنقل بسلاسة عبر أسئلة في التاريخ والجغرافيا والعلوم، مظهراً ثقافة واسعة جعلت الجميع يعتقد أنه في طريقه بثبات نحو الجائزة الكبرى.

لكن عالم برامج المسابقات قاسٍ ومتقلب، ففي لحظة واحدة، يمكن لسؤال واحد أن يبني ثروة أو يهدمها.

بعد أن وصل إلى السؤال الحاسم الذي تبلغ قيمته 125 ألف يورو (ما يعادل حوالي 108 آلاف جنيه إسترليني)، وهو المبلغ الذي يفصل بين الحياة العادية والرخاء المالي، ظهر على الشاشة سؤال لم يكن في الحسبان؛ سؤال رياضي بحت، سيتحول إلى كابوس يطارده طويلاً.

  • السؤال الذي حطم الأحلام

    بصوت يملأه الترقب، طرح مقدم البرنامج الشهير جونتر ياوخ السؤال الذي بدا بسيطًا في ظاهره ولكنه كان يخفي فخًا تاريخيًا:

    "ما هي النتيجة الأكثر تكرارًا في المباريات النهائية لكأس العالم للرجال؟"

    وكانت الخيارات:

    أ) 1-0

    ب) 2-1

    ج) 3-1

    د) 4-2

    على الفور، تجمدت ملامح مارك الواثقة، وحلت محلها نظرة من الحيرة المطلقة، واعترف بصراحة وشفافية أنه لا يعرف شيئًا عن كرة القدم، وأن هذا السؤال هو نقطة ضعفه الوحيدة. 

    وأمام هذا المأزق، لم يكن أمامه خيار سوى اللجوء إلى وسيلة مساعدة فريدة وهي "سؤال شخص محدد من الجمهور" يعتقد أنه يمتلك المعرفة اللازمة.

  • إعلان
  • مساعدة الجمهور.. التي كلفت الكثير

    في لحظة بدت كأنها تدخل إلهي، رفع أحد الحاضرين في الاستوديو يده بحماس وثقة، مشيرًا إلى أنه من عشاق كرة القدم ويمكنه المساعدة.

    استدعاه مارك، وبدا الأمل يلوح في الأفق، بدأ الرجلان في التشاور، وبدا "الخبير" واثقًا من تحليله، حيث أشار إلى أن نتيجة 4-2 تبدو نادرة جدًا وغير محتملة الحدوث في نهائي متوتر، بينما نتيجة 2-1 تبدو منطقية أكثر.

    كانت هذه هي اللحظة الفاصلة؛ اتفاق تم إبرامه بناءً على ثقة زائفة، قرار وُلد من جهل رجل ويقين رجل آخر في غير محله، وبناءً على هذه النصيحة التي قدمت له بثقة مطلقة، شعر مارك بالاطمئنان، وأعلن إجابته النهائية بصوت عالٍ: "2-1".

    ساد صمت رهيب في الاستوديو، بينما بدأ المقدم في بناء التشويق بطريقته المعهودة، قائلًا: "دعنا نحلل الأمر... ثلاث نهائيات انتهت بنتيجة 1-0، وثلاث أخرى انتهت 3-1...". ثم توقف للحظة، ونظر مباشرة إلى مارك وأضاف ببطء: "بين النتيجتين المتبقيتين، واحدة منهما حدثت أربع مرات في نهائي كأس العالم، والأخرى مرتين فقط...".

    وهنا جاءت الكلمات التي سقطت كالصاعقة: "النتيجة التي تكررت أربع مرات في النهائي كانت... 4-2".

  • FBL-WC-2018-MATCH64-FRA-CROAFP

    خلفية الإجابة الصحيحة: أربعة نهائيات تاريخية لا تُنسى

    لم تكن الإجابة مجرد معلومة عابرة، بل كانت تحمل في طياتها تاريخًا طويلًا من اللحظات الدرامية في تاريخ المونديال، حيث تكررت هذه النتيجة المثيرة في أربعة نهائيات كبرى:

    نهائي 1930: في النهائي الأول على الإطلاق، الذي جمع بين الخصمين اللدودين الأوروجواي والأرجنتين، حسمت الأوروجواي اللقب على أرضها بنتيجة 4-2 في مباراة تاريخية.

    نهائي 1938: في آخر نسخة قبل توقف دام 12 عامًا بسبب الحرب العالمية الثانية، أثبتت إيطاليا هيمنتها على كرة القدم العالمية بفوزها على المجر 4-2 في فرنسا.

    نهائي 1966: النهائي الأكثر شهرة في تاريخ إنجلترا، عندما فازت على ألمانيا الغربية 4-2 على ملعب ويمبلي الأسطوري، في مباراة امتدت للوقت الإضافي وشهدت "هدف ويمبلي" المثير للجدل.

    نهائي 2018: في العصر الحديث، قدمت فرنسا بقيادة جيلها الذهبي أداءً هجوميًا ساحرًا لتفوز على كرواتيا 4-2 في روسيا، في نهائي شهد تألق كيليان مبابي واستخدام تقنية الفيديو لأول مرة.

  • السقوط المأساوي من القمة إلى القاع

    لم تكن الكارثة في خسارة السؤال بحد ذاتها، بل في حجم الخسارة المالية التي تبعتها، كان مارك قد ضمن مبلغ 64 ألف يورو في جيبه، وكان بإمكانه الانسحاب مكتفيًا بهذا المبلغ الذي يغير حياة أي شخص، لكنه، مدفوعًا بالأمل والثقة التي زرعها فيه "خبير الجمهور"، قرر المخاطرة بكل شيء.

    بسبب إجابته الخاطئة، لم يخسر فرصة الفوز بـ 125 ألف يورو فقط، بل تبخر أيضًا المبلغ المضمون الذي كافح من أجله طوال الحلقة. 

    في لحظة واحدة، تحول من رابح محتمل لثروة إلى خاسر لكل شيء تقريبًا، حيث انهار رصيده من 64 ألف يورو إلى مبلغ المواساة البالغ 500 يورو فقط.

    غادر مارك أوفنباخر المسرح بوجه شاحب، وقد ارتسمت على ملامحه صدمة لا توصف، تاركًا وراءه قصة ستُروى طويلًا عن كيف يمكن لسؤال واحد، ومساعدة خاطئة، وثقة في غير محلها، أن تفصل بين الحلم والكابوس، وتطرح سؤالاً أخيرًا على كل من شاهد قصته: هل كنت ستعرف الإجابة الصحيحة لو كنت مكانه؟