قبل فترة، كانت كلمات أسطورة برشلونة وزميل مايكل لاودروب السابق، يوزيبيو ساكريستان، تتردد في الأذهان: "بيدري يذكرني بلاودروب في قدرته على إيجاد الحلول".
لم تكن مجرد مجاملة، بل كانت شهادة ثقيلة حملها بيدري معه إلى أرض الملعب، وخلال 74 دقيقة، لم يثبت بيدري صحة هذه المقولة فحسب، بل قدم أداءً كان بمثابة تكريم حي لروح الساحر الدنماركي.
في مواجهة منتخب جورجيا المتكتل دفاعياً، كانت إسبانيا بحاجة إلى تلك اللمسة غير المتوقعة، تماماً كما كان احتاجها فريق الأحلام في التسعينيات حين واجه الحصون الدفاعية.
سيطر بيدري على إيقاع اللعب، لمس الكرة 94 مرة، وقدم 5 تمريرات مفتاحية كانت بمثابة إنذارات مستمرة للدفاع الجورجي.
لكن اللحظة التي ستُخلد في الذاكرة جاءت في الدقيقة 24، في تلك اللحظة، توقف الزمن، وبلمسة حريرية، أرسل بيدري تمريرة ساقطة علت رؤوس المدافعين وسقطت بدقة ميليمترية أمام زميله.
لم تكن مجرد تمريرة، بل كانت قطعة فنية "لاودروبية" خالصة؛ رؤية ثاقبة، تنفيذ أنيق، وقدرة على رؤية ما لا يراه الآخرون.
هذه اللمسة وحدها كانت مسؤولة بنسبة 90% عن الهدف الأول، فقد حولت موقفاً عادياً إلى فرصة لا يمكن إهدارها، وفكت شفرة دفاع بدا منظماً.
هذا الإبداع الخارق لم يأت على حساب الواجب الدفاعي، حيث أظهرت المباراة التزامه الكبير بـ3 تدخلات ناجحة و5 عمليات استعادة للكرة، ليثبت أنه لاعب وسط حديث يجمع بين الفن والقتالية، قبل أن يخرج مستبدلاً في الدقيقة 75 وقد أدى مهمته على أكمل وجه.