لماذا ذكرتُ الكرتين في مصر والسعودية على وجه التحديد، رغم أن "درس" الكرة المغربية يمكن تعميمه لكل أرجاء المنتخبات العربية؟ باختصار لأن الدولتين يمثلان نموذجين بارزين على الساحة.
الكرة المصرية
إذا تحدثتُ عن الكرة المصرية على سبيل المثال، فإنها قدمت تاريخًا كبيرًا للكرة العربية والإفريقية، إلا أن أبرز ما تتسم به في الوقت الحالي، هو الآتي..
- التغنّي بالماضي، والتحدث باستمرار عن إنجاز الفراعنة صاحب البطولات السبع في كأس أمم إفريقيا.
- الإنجاز يتوقف على نتائج الأهلي في البطولات الإفريقية والدولية، أو أرقام محمد صلاح مع ليفربول.
(في هذه النقطة، يمكن تسليط الضوء أيضًا على ما قدمه بيراميدز هذا العام، بين الفوز بدوري أبطال إفريقيا وكأس القارات الثلاث، وفوز الزمالك بالكونفدرالية والسوبر الإفريقي).
- قلة الاهتمام بالمواهب الشابّة، والتوقف عند محطة الحلم القاري و"شرف" المشاركة المونديالية، فضلًا عن بعض المشكلات الإدارية التي تطفو على السطح بين حين وآخر، مثل مطالبة لاعبي منتخب مصر بمستحقاتهم المتأخرة على مدار 8 شهور، عن مشاركتهم في أولمبياد باريس، والفوز بالمركز الرابع.
الكرة السعودية
أما عن الكرة السعودية، فإنها تملك تاريخًا لا ينسى عربيًا وآسيويًا، إلا أن هناك سمة أيضًا تطفو على اللعبة في المملكة، وهي كالآتي..
- الاهتمام بتدعيم الأندية بالصفقات العالمية بشكل أثر على مشاركة اللاعب المحلي، فبدا تأثيره واضحًا على أداء المنتخب الأول، وفق ما أوضحه المدرب هيرفي رينارد، وقبله روبرتو مانشيني.
- قلة المحترفين في أوروبا؛ وفي هذه النقطة، يمكن القول إن هناك لاعبين سعوديين تلقوا عروضًا خارجية، في الآونة الأخيرة، إلا أن أنديتهم حالوا دون احترافهم، على غرار عبد الله رديف وطلال حاجي، فصار الحل هو إعارتهم لأندية أخرى في دوري روشن، دون التفكير في "صقل" موهبتهم في القارة العجوز، أو آخرين لا يستمرون كثيرًا في الخارج، كما حدث مع عبد الملك الجابر وفيصل الغامدي.
- الإنجاز يتوقف على نتائج الهلال في البطولات الآسيوية والدولية، مع ظهور الأهلي مؤخرًا على الساحة القارية.
- التغني بإنجاز "الفوز على الأرجنتين في كأس العالم"، و"فوز الهلال على مانشستر سيتي في مونديال الأندية"، دون تقييم شامل لمسيرة الفريقين في البطولتين.