GOAL ONLY MBAPPE TORRES GFXGoal AR

خدعة الهداف.. من هو الملك الحقيقي لليجا؟ حينما يصفع "قرش" برشلونة وجه نجوم مدريد ومبابي!

في ليلة كئيبة أخرى عاشتها جماهير سانتياجو برنابيو، لم تكن النتيجة الصادمة بخسارة ريال مدريد بهدفين نظيفين أمام سيلتا فيجو هي العنوان الوحيد للكارثة التي حلت بالفريق الملكي مساء الأحد. 

بل كان العنوان الأبرز والأكثر إيلاماً هو تلك المفارقة الرقمية والفنية التي تضرب كبرياء المشروع المدريدي في مقتل، وتجعلنا نطرح سؤالاً كان يبدو قبل أشهر قليلة ضرباً من الجنون أو الخيال العلمي: هل يعقل أن يكون فيران توريس، اللاعب الذي طالما نال قسطاً وافراً من الانتقادات، أكثر فاعلية وحسمًا وتأثيراً من كيليان مبابي، أفضل لاعب في العالم؟ الإجابة المؤلمة تأتينا من لغة الأرقام التي لا تعرف المجاملة، ومن واقع الميدان الذي كشف عورة الفريق الأبيض.

  • Real Betis Balompie v FC Barcelona - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    مفارقة توريس ومبابي.. عندما تتفوق المنظومة على الفرد

    سامحني يا رب على هذه المقارنة التي قد تبدو ظالمة للوهلة الأولى، ولكن الحقائق تفرض نفسها بقوة لا يمكن تجاهلها.

    بينما كان فيران توريس يحتفل بالأمس خارج دياره بتسجيل هاتريك تاريخي، مستفيدًا من منظومة هانزي فليك التي تعمل كالساعة السويسرية لتخدمه وتضعه أمام المرمى والمرمى خالٍ، كان كيليان مبابي اليوم يغرق في بحر من العزلة والفوضى التكتيكية أمام سيلتا فيجو.

    لغة الأرقام هنا قاسية جداً فقد وصل فيران توريس إلى أحد عشر هدفاً جميعها جاءت من اللعب المفتوح ودون الحاجة لكرات ثابتة، بينما يتربع مبابي على صدارة الهدافين بستة عشر هدفاً، ربعها أي أربعة أهداف كاملة جاءت من علامة الجزاء. 

    هذا التقارب المرعب في المعدل التهديفي الفعلي من اللعب المفتوح بين لاعب كان مادة للسخرية في فترات سابقة وبين النجم الأول لمشروع الجلاكتيكوس الجديد، ليس إدانة للفرنسي بقدر ما هو وثيقة إدانة دامغة للمنظومة المدريدية التي تتركه وحيداً يصارع الطواحين، بينما حولت منظومة برشلونة توريس إلى سفاح لا يرحم أمام الشباك.

  • إعلان
  • FBL-ESP-LIGA-REAL MADRID-CELTA VIGOAFP

    كيليان مبابي.. صانع ألعاب برتبة "مظلوم" في جزيرة معزولة

    بالغوص في تفاصيل ما حدث في مباراة سيلتا فيجو الكارثية، نجد أن مبابي كان ضحية لزملائه أكثر من كونه مقصراً في أداء واجباته.

    النجم الفرنسي لمس الكرة خمس وأربعين مرة فقط طوال تسعين دقيقة كاملة، وهو رقم جيد في المطلق لكنه هزيل جداً لنجم الفريق الأول ومحرك هجومه، ويعكس بوضوح مدى عزله عن مناطق الخطورة وعدم قدرة زملائه على إيصال الكرة إليه في المناطق المؤثرة. 

    ورغم هذا الشح الشديد في الإمداد، كان مبابي يحاول لعب دور المنقذ الذي يصنع الحلول لغيره بدلاً من أن يصنعوا له هم الفرص. 

    كيليان لم يكتفِ بالوقوف وانتظار الكرات، بل قدم أربع تمريرات مفتاحية لزملائه وضعتهم في مواقف تسجيل، وصنع فرصة محققة للتسجيل بلمسة سحرية، ونجح في خمس مراوغات من أصل ست محاولات، مما يثبت أنه كان الحلقة الوحيدة التي تعمل في سلسلة صدئة، كان هو المحرك الذي يحاول دفع العربة المعطلة للأمام، ولكن يبدو أن من حوله كانوا يشدونها للخلف.

  • Arda Guler Real Madrid GFXGetty/GOAL

    خذلان الرفاق.. أردا جولر والفرص الضائعة برعونة

    خلف مبابي، تواجد رباعي خط وسط وهجوم من المفترض أنهم نخبة لاعبي العالم، وهم جود بيلينجهام وفيدي فالفيردي وأردا جولر وأوريلين تشواميني، لكنهم جميعاً فشلوا في ترجمة الهدايا التي قدمها لهم مبابي أو حتى تخفيف الضغط عنه. 

    وكان التركي الشاب أردا جولر هو عنوان هذا الخذلان، حيث لعب دور مضيع الفرص بامتياز في هذه الليلة.

    لقطة الدقيقة الثامنة والثلاثين تختصر قصة المباراة بأكملها، حينما مرر مبابي كرة حريرية ضربت دفاع سيلتا فيجو ووضعت جولر منفرداً تقريباً وبحاجة فقط لتوجيه الكرة للشباك، لكنه سدد برعونة غريبة بجوار القائم الأيسر مهدراً مجهود زميله.

    ولم يكتفِ جولر بذلك، بل أهدر انفراداً آخر في الدقيقة السادسة عشرة بعد مجهود فردي انتهى بتسديدة في يد الحارس.

    ورغم أن جولر لمس الكرة تسعاً وسبعين مرة أي ما يقارب ضعف لمسات مبابي، إلا أن فاعليته كانت صفراً كبيراً، وكان عبئاً في إنهاء الهجمات بدلاً من أن يكون عوناً.

  • Real Madrid CF v RC Celta de Vigo - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    استحواذ سلبي وفوضى انضباطية تنهي اللقاء

    لم يكن جولر وحده في قفص الاتهام، بل شاركه جود بيلينجهام الذي كان حاضراً غائباً، فرغم كثرة لمساته التي بلغت سبعين لمسة، إلا أن خطورته تلاشت، وأهدر هو الآخر فرصة محققة برأسية سهلة في الدقيقة السابعة عشرة سلمها ليد الحارس. 

    أما فيدي فالفيردي، الدينامو الذي تعطل محركه، فقد أهدر فرصة ذهبية في الدقيقة السابعة والأربعين مع بداية الشوط الثاني كان يمكن أن تقلب موازين المباراة قبل أن يسجل الضيوف هدفهم الأول. 

    هذه الرعونة الهجومية قابلها عقاب قاسٍ من سيلتا فيجو، حيث سجل ويليوت سويدبيرج الهدف الأول في الدقيقة الثالثة والخمسين مستغلاً الفوضى الدفاعية، قبل أن يعود اللاعب نفسه ليطلق رصاصة الرحمة في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع ويسجل الهدف الثاني بعد انفراد صريح.

    ولم تكن الخسارة فنية فقط، بل كانت أخلاقية وانضباطية أيضاً، حيث شهدت الدقائق الأخيرة انهياراً تاماً لأعصاب لاعبي الريال، تمثل في طرد ألفارو كاريراس وفران جارسيا، وحصول فالفيردي ورودريجو على إنذارات مجانية بسبب الاعتراض على الحكم، في مشهد يعكس العجز التام واليأس الذي وصل إليه الفريق.

  • Real Madrid CF v RC Celta de Vigo - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    بيت القصيد

    إن المقارنة بين مبابي وتوريس في هذا التوقيت ليست تقليلاً من شأن النجم الفرنسي ولا تعظيماً مبالغاً فيه لقدرات مهاجم برشلونة، بل هي جرس إنذار عالي الصوت يصرخ في أروقة الفالديبيباس. 

    الحقيقة المرة هي أن فيران توريس ليس أفضل من مبابي فردياً ولن يكون، لكن المنظومة الكتالونية بقيادة هانزي فليك جعلت من توريس ترساً فعالاً وفتاكاً في آلة لا ترحم الخصوم، وتخلق له الفرص السهلة للتسجيل وتلميع أرقامه. 

    في المقابل، يقف تشابي ألونسو ولاعبو ريال مدريد متفرجين على مبابي وهو يحاول حل الألغاز الدفاعية بمفرده، ثم يلومونه إذا لم يسجل، بينما يهدرون هم بغرابة ما يصنعه لهم من فرص محققة. 

    إذا استمر الحال هكذا، قد نجد أنفسنا في نهاية الموسم أمام كارثة حقيقية نرى فيها توريس ينافس على لقب الهداف بأهداف من اللعب المفتوح تعكس قوة الجماعة، بينما يظل مبابي يبحث يائساً عمن يمرر له كرة صحيحة في البرنابيو أو يسجل الفرص التي يصنعها بمهارة فردية نادرة تضيع هباءً.

0