في عالم تتوه به كل تلك الحقائق الواضحة بشكل فج، وصل السعار وادعاء الحماقة إلى حد أن تأتي تلك التغريدة من حساب منظمة "الأمم المتحدة"، عن "أحدهم" الذي يتقاضى ضعف ما يتقاضاه كل نساء الدوريات السبعة الكبار، كديباجة لاستقطاب المناصرين نحو حملة المطالبة بمساواة الأجور لنساء الرياضة، وطبعاً يحق لك تخيل الردود التي أتت من الذكور والإناث على حد سواء..
سنختار منها فقط تغريدة الأستاذ جاد سعد:"هل تعلمون أن ليدي جاجا (مغنية أمريكية) تجني أسبوعياً أكثر مما أجنيه كل عام؟ لقد كنت أستاذاً لمدة 25 عاماً، رجاء تحدثوا عن هذا التمييز الجنسي المعادي للسامية".
العلم يرجع الأمر إلى فوارق هرمونية بحتة، نساء أمريكا بطلات العالم في 2015 لاقوا هزيمة مخجلة على يد فريق مدرسة تحت 15 عاماً من الذكور بخمسة أهداف مقابل هدفين.. التاريخ يخبرك أن الانتصار الوحيد للمرأة على الرجل في لعبة مثل التنس سجلته بيلي كينج (29 عاماً) على بوبي ريجز (55 عاماً)! وذلك بعد أيام قليلة من لهو ريجز بالمصنفة الأولى والفائزة بـ3 ألقاب للجراند سلام عام 1973 مارجاريت كوري (6-2 و6-1) فيما عُرف إعلامياً بمذبحة عيد الأم.
تاريخ قديم؟ إلى العام 1998 وكلمات الشقيقتين سيرينا وفينوس ويليامز أنه لا يوجد رجل خارج أول 200 في التصنيف يمكنه هزيمتهما، ليخرج الألماني كارستن براش المصنف 203 في ذلك الوقت، ساحقاً سيرينا (6-1) ثم فينوس (6-2)، قبل أن يؤكد أنه لا فرصة للشقيقتين في الانتصار ضد أي من الـ500 الأوائل، مؤكداً أنه لعب بمستوى المنصف 600 حتى يحافظ على المتعة! سيرينا نفسها اعترفت:"لم أعرف أن الأمر سيكون بتلك الصعوبة، لقد لعبت كرات كانت لتضمن الفوز في منافسات السيدات ولكنه تصدى لها بمنتهى السهولة".
اختصاراً نحن لا نملك سوى مطلباً وحيداً تجاه قادة هذا السعار سواء عن جهل أو ادعاء للجهل: هل يمكنكم رجاء أن تتوقفوا عن إدارة واحدة من أكبر عمليات النصب الواضح باستغلال القضايا؟ هل يمكنكم التوقف عن الإضرار بقضية حقوق المرأة والذي لا تفعلوا سواه الآن بإلباس المرأة رداء الغاصب؟ شكراً جزيلاً.. رحلة سعيدة إلى الجحيم.