Salah MessiGoal Ar Only GFX

استمع لميسي لأنه لم يكذب يا صلاح .. "سبب علمي" يمنعك من اللعب كجناح وحل وحيد يمكنه إنقاذ مسيرتك!

"الجسد لا يرحم" .. قالها ليونيل ميسي وعلى محمد صلاح إدراكها قبل فوات الأوان، حتى يتمكن من الاستمتاع بالسنوات الأخيرة من مسيرته على أعلى مستوى ممكن.

نتفهم جيدًا أن الكبرياء قد يقاوم فكرة الاستسلام بأن التقدم في العمر قد نال منك أخيرًا، ولكنها قد تكون مفتاحًا لأبواب أخرى أمامك لا تبعدك عن تحقيق أمنياتك والحفاظ على مكانتك.

هذا ما يجب أن يفعله صلاح، في الوقت الذي أصبحت مسيرته مهددة بعد الأزمة الأخيرة التي عاشها في ليفربول، بهبوط مستواه ودخوله في مناوشات وحرب تصريحات مع مدربه أرني سلوت.

الكثيرون يقولون إن تصريح ميسي الذي أطلقه بعد الفوز بجائزة "ذا بيست" في عام 2019 عندما كان عمره وقتها حوالي 32 سنة، هو الأكثر كذبًا في مسيرته، لأنه حصل بعدها على كأس العالم مع الأرجنتين وكوبا أمريكا.

ولكن بالنظر إلى سياق ما حدث بعدها، سندرك أن ليو قام بتغيير طريقة لعبه تدريجيًا مع تقدمه في العمر، وأصبح لا يدخل في "سباقات ركض" مثلما كان يفعل في الماضي، وركز أسلوبه على الدخول في منتصف الملعب كثيرًا بدلًا من قضاء معظم الوقت في الجناح، كما أصبح أكثر اهتمامًا بصناعة اللعب وتوزيع الكرة في أماكن خطيرة مع تهديد مرمى الخصم بأقصر الطرق.

نعم ميسي يلعب في إنتر ميامي وهو مكان لا يريده صلاح، ولكن ليو بدأ يسير في هذا الطريق قبل الانتقال إلى الفريق الأمريكي، ويبدو أن نجم الريدز عليه السير خلفه..

  • Salah Slot LiverpoolGetty

    الأزمة لم تبدأ هذا الموسم

    صلاح بدأ الموسم الماضي بصورة خيالية كانت هي السبب في حصد ليفربول للقب الدوري الإنجليزي، أرقامه ومستوياته وتأثيره جعل الجميع يعتقد أنه يغرد وحيدًا في سباق الحصول على جائزة الكرة الذهبية التي حصدها عثمان ديمبيلي في النهاية.

    ولكن مردود صاحب الـ33 سنة بدأ ينخفض تدريجيًا مع نهاية الموسم، لم يعد بنفس الحدة والتأثير، البعض برر ذلك بأن الدوري الإنجليزي قد حُسم بالفعل، ولا توجد ضرورة للقتال على أي شيء آخر بعد الخروج بالفعل من دوري أبطال أوروبا أمام باريس.

    تم حسم مستقبله وإعلان تجديده للنادي الإنجليزي، ليدخل موسم 2025/2026 بتوقعات عالية، وطموحات من جمهور الفريق بالاستمرار على نفس المنوال بعد تأمين بقائه في ملعب أنفيلد براتب ضخم وهو استثناء لا يحصل عليه أي لاعب.

    للمرة الأولى منذ قدومه في 2017، وبعد سنوات من الاستمرارية والتأثير وتألق وتسجيل الأهداف وكسر الأرقام القياسية، أصبح صلاح المتهم الأول وراء النتائج السيئة لليفربول، بل جلس على دكة البدلاء أكثر من مرة مما جعله يخرج بتصريحاته الشهيرة بعد التعادل مع ليدز يونايتد.

    "ملك أنفيلد" لم يعد هو الشخص الذي نعرفه وأدخلناه في مقارنات مع عظماء البريميرليج مثل تييري هنري وواين روني وديدييه دروجبا وغيرهم، لم يعد بنفس السرعة والمرونة والرشاقة والقدرة على المرور ومراوغة اللاعبين مثلما اعتاد.

    نعم ليس هو السبب وراء أزمات ليفربول، لأن النادي قام بتغييرات جذرية في التشكيل بصفقات الصيف، التي لم تثبت نفسها حتى الآن، مثل فلوريان فيرتس وألكساندر إيزاك المصاب لفترة طويلة وجيريمي فريمبونج وميلوش كيركيز، ويعتبر هوجو إيكيتيكي هو الاستثناء من بين كل هؤلاء.

    ولكن يتم الهجوم على صلاح بسبب حجم التوقعات منه، إنه المسؤول عن إنقاذ ليفربول في مثل هذه الفترة الحرجة، قد تبدو وظيفة ظالمة لأن الفريق عليه إيجاد حلولًا أخرى، ولكنه أداها بنجاح قبل هذا الموسم.

  • إعلان
  • Liverpool v Brighton & Hove Albion - Premier LeagueGetty Images Sport

    سبب علمي

    مركز الجناح على وجه التحديد يحتاج لصفات مُحددة للنجاح على أعلى مستوى ممكن، على رأسها السرعة والمرونة واللياقة البدنية والقدرة على المساندة الدفاعية، بالإضافة إلى تغيير الاتجاهات بسرعة لخداع الخصم.

    موقع "PubMed Central" سبق أن تحدث عن هذا الأمر وفقًا لأبحاث علمية، كشفت عن تأثر العضلات والأوتار لأي شخص يتخطى عمره 30 سنة، وأن الرياضي يفقد كثيرًا من سرعته وقوته الانفجارية في هذا السن.

    الدراسات تؤكد ما لا يحب أن يسمعه صلاح، مرونة وأنسجة العضلات تتأثر بالتقدم في السن، وتقلل من نطاق الحركة للشخص مع حدوث زيادة في زمن الاستجابة للقرارات لأسباب متعلقة بالأعصاب.

    الأمر بشكل مبسط يعني .. لو أراد اللاعب تغيير اتجاهه بشكل مفاجىء واتخذ هذا القرار في عقله، قد يتمكن من تطبيق ذلك عمليًا على أرض الملعب بصورة أبطأ من الماضي، لأن جسده لم يعد بنفس المرونة.

    من ضمن أسباب حدوث ذلك هو انخفاض الألياف العضلية السريعة "Fast Twitch" وهو أمر طبيعي يحدث في التقدم بالعمر، ويظهر على الرياضي أسرع وأوضح من الشخص العادي.

    ولا يتوقف الأمر عند المرونة وسرعة رد الفعل والقوة الانفجارية لكل لاعب، حيث يكون أكثر عرضه للمشاكل البدنية، بل يصبح تتأثر سرعة تعافيه من الإصابات ويحتاج لأطول من الذي اعتاد عليه في مراحل عمرية أصغر، ولدينا الكثير من الأمثلة على ذلك مثل إيدين هازارد وسيرخيو أجويرو وغيرهما.

    وبالنسبة للنماذج التي فقدت مرونتها وسرعتها بعد سن الثلاثين فهناك قائمة طويلة، لعل أبرزها هازارد الذي اضطر للاعتزال المبكر بسبب الإصابات، رياض محرز، ساديو ماني، رحيم ستيرلينج، أليكسيس سانشيز الذي انهار تمامًا بعد انتقاله إلى مانشستر يونايتد وتقدمه في العمر.

    آريين روبين كذلك انخفضت سرعته وتعرض للكثير من الإصابات، وحتى كايل ووكر لاعب مانشستر سيتي السابق الذي كان مثل "النفاثة" بسبب سرعته، تحول إلى واحد من أبطأ وأسوأ اللاعبين من الناحية البدنية والمرونة في إنجلترا وفشلت تجربته في ميلان ليعود للبريميرليج منتقلًا إلى بيرنلي.

    وعلى الجانب الآخر، سنجد أن الأمر يقل تأثيره على المدافعين والمراكز الأخرى التي تحتاج إلى نفس القدر من المرونة، لأن الجناح من ضمن المراكز التي تحتاج إلى سمات خاصة جدًا.

    الأسماء التي ذكرناها كانت من عمالقة مراكزها خاصة في النجاح، وأغلب التحولات في مسيرتهم كانت مفاجئة وغريبة لأنهم استمروا في اللعب بنفس المراكز والأدوار التي تحتاج لصفات هم لا يمتلكونها.

  • FBL-AFR-2025-MATCH 03-EGY-ZWEAFP

    لقد حان الوقت يا صلاح

    دعونا نعود بالخلف قليلًا، ونتحدث عن كريستيانو رونالدو، صاحب الـ40 سنة الذي تحول من جناح مهاري سريع إلى مهاجم صريح في موسم 2014/2015 مع ريال مدريد، حيث أدرك وقتها أن عمره والكتلة العضلية لجسده ستمنعه من اللعب بنفس الطريقة التي اعتاد عليها كلاعب شاب في مانشستر يونايتد.

    النتيجة كانت تسجيله 61 هدفًا وصناعة 23 في موسم واحد، متفوقًا على أرقامه في الموسم السابق الذي لعبه كجناح والآن هو يطارد حلم "الألف هدف"، إذن .. صلاح أمامه طريق كريستيانو وآخر لهازارد وسانشيز وأليكسيس وغيرهم.

    الكتلة العضلية لصلاح قد تعيق من خفة حركته أيضًا، لذلك هو بحاجة إلى التغيير، هل يدرك سلوت هذه الحقيقة وينقله إلى مكان أكثر عمقًا في قلب الملعب؟

    هذا الدور يتناسب جدًا مع صلاح، الدولي المصري لم يفقد حاسته التهديفية، وأنقذ الفراعنة أمس أمام زيمبابوي وسجل هدف الفوز بالمباراة التي أقيمت بالجولة الأولى لكأس إفريقيا 2025 وانتهت بنتيجة 2/1.

    في الحقيقة، صلاح أظهر أنه يمتلك صفات اللاعب المهاجم في قلب الملعب بلقطة الهدف حتى وإن لعب بصورة متواضعة عمومًا، حيث تحرك من أمام المدافع في الوقت المناسب وقام بالتحجيز على الكرة وسددها بطريقته المعتادة في إنهاء الفرص.

    وعمومًا لا تعتبر هذه المرة الأولى التي يظهر فيها صلاح بدور أعمق من المعتاد تحت قيادة مدرب الفراعنة حسام حسن، وربما هذا هو الحل الأنسب له في ظل الكابوس الحالي، سواء مع ليفربول أو أي فريق آخر لو قرر الرحيل.

    سواء مهاجم صريح أو متأخر خلف إيكيتيكي، إصابة ألكساندر إيزاك الطويلة قد تجبر سلوت على هذا الحل، مع فتح الباب أمام لاعب آخر للتواجد كجناح أيمن، أو ضم أنطوان سيمينيو من بورنموث.

    وعلى كل حال، من المهم أن ينظر صلاح لتجارب الآخرين، وإدراك حقيقة أن ميسي لم يكذب عندما قال إن الجسد لا يرحم، بل استخدم عقله وتصرف بذكاء لما يتناسب مع قدراته البدنية بعد التقدم في العمر، لذلك لم يتوقف عن حصد الإنجازات وجلب كأس العالم لبلاده!

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0