لم تكن ليلة تتويج عثمان ديمبيلي بالكرة الذهبية في باريس مجرد حفل اعتيادي لتوزيع الجوائز، بل كانت ليلة تعميق الفجوة بين صخب المنصات وحقيقة الميدان.
لقد خلف اختيار مجلة فرانس فوتبول الأخير شرخًا واسعًا في مفهوم العدالة الكروية، تاركًا خلفه قائمة طويلة من الضحايا الذين دفعوا ثمن انحياز المصوتين للألقاب الجماعية البراقة على حساب العرق المسكوب في الملاعب طوال الموسم.
كيف يمكن تبرير السقوط الحر للبرازيلي فينيسيوس جونيور إلى المركز الثامن عشر؟ وكيف يُهضم حق المعجزة الإسبانية لامين يامال، الذي حمل آمال نادٍ ومنتخب على كتفيه الصغيرتين، ليجد نفسه وصيفًا في النهاية لمنظومة باريس سان جيرمان؟ ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل طال التجاهل ماكينات تهديفية لا تكل، مثل إيرلينج هالاند الذي تراجع ترتيبه بشكل لا يليق بأرقامه، ومحمد صلاح الذي يواصل تقديم مواسم استثنائية تصطدم دائمًا بحائط غياب البطولات الكبرى.
ولكن، وسط هذه القائمة المدججة بالنجوم الذين بكى الإعلام لأجلهم، هناك اسم واحد تعرض لظلم أكثر تعقيدًا ومرارة، لاعب لم يسقط حقه سهوًا في التصويت العالمي فحسب، بل إنه يعيش حالة من النكران حتى داخل أروقة ناديه وبين جماهيره أحيانًا.
هو الأكثر تأثيرًا بلغة الأرقام، والأكثر حسمًا في اللحظات التي يختبئ فيها الجميع، ومع ذلك يظل هو الأقل تقديرًا، وكأن قدره أن يكون رجل الظل الذي يصنع المجد ليحتفل به الآخرون، هذا اللاعب، الذي نصبته الأرقام والأداء قائدًا للمظلومين، هو البرازيلي رافينيا.



.jpg?auto=webp&format=pjpg&width=3840&quality=60)


