"مباراة واحدة في يوم!" .. يويفا يلهث وراء أرباح مالية أكبر بتغييرات مرتقبة في نظام دوري أبطال أوروبا

بحسب التقرير الذي نشرته صحيفة "ديلي ميل" الإنجليزية، فإنه وفقًا للنظام الجديد سيتم تخصيص يوم الثلاثاء، لإقامة المباراة الافتتاحية في مجموعات دوري أبطال أوروبا، بداية من موسم 2027-2028، وستجمع بين حامل اللقب، على أرضه أمام أحد الفرق، بحسب ما ستسفر عنه القرعة حينها.

وأشار التقرير إلى أنه من المتوقع أن يسبق المباراة، حفلًا افتتاحيًا يُحتمل أن يتضمن عروضًا موسيقية حية، ما يجعل منها حدثًا رياضيًا وفنيًا متكاملًا، وليس مجرد لقاء كروي عادي.

هذه الفكرة تأتي ضمن استراتيجية تسويقية وتجارية جديدة وضعتها وكالة "ريليفنت" الأمريكية، والتي تتولى مهمة تسويق حقوق البطولة بالاشتراك مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وأندية قارة أوروبا من خلال شركة "UC3"، وتهدف هذه الخطوة إلى منح البطولة مزيدًا من الزخم الإعلامي والتجاري، خاصة في الأسواق الكبرى.

الهدف من التغييرات لا يقتصر على الجانب الشكلي فقط، بل يمتد إلى زيادة الإيرادات السنوية لدوري الأبطال من الحقوق الإعلامية والتجارية لتصل إلى 4.3 مليار جنيه إسترليني، مقارنة بالمعدل الحالي البالغ 3.84 مليار جنيه. وستكون وكالة "ريليفنت" مسؤولة عن تلقي عروض البث من كبرى الأسواق الأوروبية، على أن يكون الموعد النهائي لتقديم العروض في 18 نوفمبر، مع التطلع لإعلان العقود الجديدة قبيل فترة عيد الميلاد.

وتأتي هذه النقلة بعد إنهاء علاقة استمرت ثلاثين عامًا بين الاتحاد الأوروبي ووكالة "TEAM Marketing" السويسرية، التي كانت لها بصمة واضحة في تحويل دوري الأبطال إلى منتج عالمي يجذب الأنظار من مختلف القارات.

ومن اللافت في هذا السياق أن حقوق البث الجديدة، وخصوصًا المباراة الافتتاحية الحصرية، ستُطرح على شركات البث الرقمي العالمية مثل أمازون، نتفليكس، يوتيوب، وديزني، وهو ما يعكس التوجه الجديد نحو التحول الرقمي وفتح أبواب البطولة أمام جماهير جديدة عبر الإنترنت. وستكون هذه الشركات قادرة على اختيار "اللقاء الأبرز" في كل جولة من البطولة، ضمن حزمة بث خاصة ومتميزة، وفقًا لتقرير الصحيفة الإنجليزية.

وتعليقًا على هذه الخطط، صرّح لوران إبستين، المدير التنفيذي في شركة "UC3" قائلاً: "إطلاق هذا العطاء الجديد يمثل خطوة مهمة في استراتيجية شركتنا، نحن نهدف إلى جذب شركاء أكثر تنوعًا من خلال نموذج أكثر مرونة وتركيزًا على البعد العالمي".

من جانبه، أضاف بوريس جارتنر، الرئيس التنفيذي لوكالة ريليفنت: "نحن نعمل مع شركائنا على بناء نموذج طويل الأجل يخلق قيمة مستدامة لجميع الأطراف، سواء وسائل الإعلام أو الأندية أو المسابقات ذاتها، ليس فقط للدورة القادمة، بل للعشرين سنة القادمة وما بعدها".

هذه الخطوة، رغم كونها تجارية في جوهرها، تُشير إلى تحول كبير في طريقة تقديم البطولات الرياضية، حيث لم تعد المباراة وحدها كافية لجذب الجماهير، بل أصبح العرض الكامل من موسيقى وترفيه وتسويق جزءًا لا يتجزأ من التجربة الكروية.

يبدو أن دوري الأبطال في حلته الجديدة يستعد لمنافسة ليس فقط على أرض الملعب، بل أيضًا على مستوى العروض والابتكار الإعلامي، ما يُنذر بمرحلة جديدة في تاريخ البطولة الأوروبية الأشهر.

هذا ليس التغيير الكبير الأول الذي يقره الاتحاد الأوروبي، في دوري أبطال أوروبا، خلال الفترة الماضية حيث قرر يويفا، منذ بداية الموسم الماضي تغيير شكل البطولة، وإقامتها بمشاركة 36 فريقًا في دور المجموعات، بدلًا من 32 فريقًا مقسمين على ثمان مجموعات.

ويتأهل أصحاب المراكز من الأول إلى الثامن مباشرة إلى الدور الثاني من دوري أبطال أوروبا، بينما أصحاب المراكز من 9 إلى 24 فيخوضون ملحقًا بنظام الذهاب والعودة لتحديد 8 فرق تشارك في الدور الثاني إلى جانب المتأهلين الثمانية.

وكان باريس سان جيرمان، قد نجح في تحقيق اللقب الأول في الشكل الجديد للمسابقة، عندما فاز على إنتر، بخمسة أهداف دون رد، في نهائي النسخة الماضية من البطولة والذي استضافه ملعب أليانز أرينا، في مدينة ميونخ الألمانية.