دخلت البرازيل المباراة ضمن الإطار الرياضي .. فريق يخوض المباراة الأخيرة له في التصفيات بعدما حسم تأهله بالفعل إلى كأس العالم، فيما على الجانب الآخر بدا اللقاء لبوليفيا أشبه بالحرب التي يتوجب الانتصار فيها وإلا فالنتائج كارثية!
اتضح هذا الأمر منذ البداية حتى النهاية، سواء من فرط حماس اللاعبين خلال عزف النشيد الوطني ودموعهم الغزيرة، أو صخب الجمهور الذي لم يتوقف طوال اللقاء، أو الروح القتالية الهائلة التي لعب بها أصحاب الملعب اللقاء أو حال اللاعيبن والجمهور عند إطلاق صافرة النهاية، وفوق وقبل كل هذا ملعب المباراة المرتفع عن سطح البحر بـ4000 متر مما يُضيف خصمًا جديدًا للضيوف هو نقص الأوكسجين. كل هذا مقابل أداء "بارد" من البرازيل واستسلام شبه كامل خاصة خلال الشوط الأول.
ما قد يُلخص معاناة البرازيل في تلك "الحرب" هو تصريحات سمير شاود، رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، والذي قال لشبكة TNT Sportsعقب اللقاء "كان اليوم فوضى حقيقية. هذا ليس ما نريده لكرة القدم العالمية أو لكرة القدم في أمريكا الجنوبية. نريد تطويرها أكثر، لكن بهذه العقلية، خاصة على هذا الارتفاع، من الصعب لعب كرة القدم، خصوصًا ضد 14 لاعبًا. آمل أن تتخذ الكونميبول إجراءات، فلدينا كل شيء مسجّل. ما حدث أمر عبثي."
وأضاف "ما جرى اليوم محزن. جئنا لنلعب كرة القدم، لكننا وجدنا مباراة سيئة. حتى على هذا الارتفاع الذي يصل إلى 4,000 متر، لعبنا ضد الحكام والشرطة والصبية المسؤولين عن جمع الكرات الذين كانوا يخرجونها من الملعب أو يعيدونها كيفما يشاؤون."
الدوافع خلف ذلك كانت واضحة تمامًا، نجوم السامبا تأهلوا فعلًا للمونديال ولم يكن لهم حاجة بنقاط اللقاء، فيما بوليفيا تتمسك ببصيص الأمل الأخير للحاق بملحق التصفيات، وهو ما حدث بالفعل بعد فوزها وخسارة فنزويلا أمام كولومبيا 6-3.