kylian Mbappe HazardGoal Ar / Social

حرب فرنسية واغتصاب وحلم قاتل .. عذرًا مبابي، كل الطرق تؤدي إلى هازارد آخر في ريال مدريد

الركض خلف الأحلام أمر طبيعي وصحي لأي شخص، ولكن حالة البلجيكي إيدين هازارد كانت مختلفة تمامًا، لأن حلمه هنا كان يعني نهايته، ويبدو أن كيليان مبابي قرر السير على خطاه!

هازارد عاند تشيلسي أكثر من مرة، وقاتل من أجل ارتداء قميص ريال مدريد، وبعد عدة محاولات، تحقق هذا الحلم في 2019 مقابل 120 مليون يورو، ليدرك الجناح صاحب المهارة الاستثنائية، أن الأشياء التي تبهرنا من بعيد ليست الأفضل لنا دائمًا.

إصابات، زيادة وزن، هبوط مستوى، إهمال، تعددت الأسباب والنتيجة كانت واحدة، تجربة فاشلة سجل فيها 7 أهداف فقط، أجبرته على الاعتزال العام الماضي عندما كان عمره 32 سنة فقط!

وبعد عام واحد فقط على رحيل هازارد واعتزاله الكرة بشكل كامل، قرر ريال مدريد خوض تجربة مماثلة، صفقة ضخمة طاردها لسنوات، وأحد أفضل وأهم اللاعبين في العالم، والهدف هنا كان مبابي، حديث الصباح والمساء في نادي العاصمة المدريدية منذ انتقاله للفريق هذا الموسم!

  • Real Madrid Unveils New Signing Kylian MbappeGetty Images Sport

    التاريخ يعيد نفسه

    مثلما فعل مع تشيلسي، قرر ريال مدريد خوض معارك شرسة مع باريس سان جيرمان على مدار السنوات الماضية لجلب مبابي، وهو الأمر الذي تحقق أخيرًا خلال الميركاتو الصيفي الماضي في صفقة انتقال حر.

    الصفقة مجانية، ولكن لو نظرنا إلى راتب اللاعب الضخم والمكافآت التي دفعها ريال له، فهي بعيدة كل البعد عن هذه الصفة، لذلك فشلها مثلما حدث مع هازارد، سيمثل ضربة اقتصادية ورياضية هائلة للرئيس فلورنتينو بيريز ومجلس إدارته.

    لو قلنا نصًا إن مبابي هو هازارد الجديد بشكل حرفي، فهذا محض هراء، لأن اللاعب لا يزال في موسمه الأول، وأمامه الكثير لمحو الصورة السيئة التي تركها لنا في الأسابيع الأولى من مسيرته في سانتياجو برنابيو.

    مبابي تخطى هازارد من الناحية الرقمية بالفعل، حيث سجل 8 أهداف في 14 مباراة فقط، ولكن لا تدع الأرقام تخدعك، الفرنسي خذل المدرب كارلو أنشيلوتي كثيرًا، ولم يظهر حتى بنصف التوقعات المطلوبة منه.

    صاحب الـ25 سنة كان بمثابة ضيف الشرف في العديد من اللحظات الصعبة، وكان أبرزها في الهزيمة بالكلاسيكو أمام برشلونة 4/0، وتعرضه لـ8 تسللات خلال المباراة ليصبح محل سخرية واسعة عبر مختلف التواصل الاجتماعي.

    ولم يفعل الكثير أيضًا في دوري أبطال أوروبا، باستثناء هدفه الوحيد في شباك شتوتجارت، واختفى في ليلة الريمونتادا التاريخية في الفوز على بوروسيا دورتموند 5/2 في دوري أبطال أوروبا، بينما كان فينيسيوس جونيور هو بطل الليلة بتسجيله هاتريك.

    إذن، البداية صعبة ومٌقلقة، والأمر لا يتعلق فقط بما يحدث داخل الملعب، هناك عوامل أخرى قد تجعلنا نقول إن مبابي أصبح مهددًا بتكرار كابوس هازارد!

  • إعلان
  • Kylian Mbappe Real Madrid 2024Getty Images

    حروب فرنسية

    رغم كل ما قدمه مبابي مع باريس سان جيرمان، إلا أن الفرنسي لم يخرج من الباب الكبير لحديقة الأمراء، وذلك بسبب خلافاته مع الجماهير، وتوتر علاقته مع ناصر الخليفي رئيس النادي الذي غضب من طريقته في الرحيل وعدم تجديد عقده.

    وازدادت الأمور صعوبة بعد لجوء مبابي إلى القضاء، للحصول على مبلغ 55 مليون يورو من مستحقاته المتأخرة لدى باريس، في الوقت الذي يدعي فيه النادي أن اللاعب وعدهم بالتخلي عن هذا المبلغ لو سمحوا له بالرحيل في الصيف الماضي.

    كل ذلك جعل من مبابي عدوًا حقيقيًا لأي شيء يخص العملاق الباريسي، وتسبب في تعرضه لحملات شرسة من الهجوم بمختلف وسائل الإعلام في فرنسا، سواء من جيروم روثين لاعب الفريق السابق أو غيره من النجوم السابقين الفرنسيين.

    تصريحات في كل مكان، واتهامات بالأنانية ونكران الجميل والتقصير في حق ناديه السابق وبلاده، في أمر أشبه بالحرب التي جعلت اللاعب يقترب من مرحلة الاحتراق الذهني.

    البعض بدأ يخرج لـ"الضحك على نفسه" ليؤكد أن باريس أصبح أفضل من دون مبابي، وأن الفرنسي كان يعطل المنظومة لأن التركيز كان عليه فقط، وهو مشهد يتكرر كثيرًا عندما يتجه البعض لخداع أنفسهم بعد خسارة أي نجم كبير.

    مهاجم ريال مدريد يتعرض لحملة شرسة تتكرر بشكل أسبوعي وأحيانًا بصفة يومية، لتطارده الضغوط في كل مكان سواء في سانتياجو برنابيو، أو عندما يعود إلى بلاده في أي مناسبة مع منتخب فرنسا الذي غاب عن معسكره الأخير وذهب في رحلة مشؤومة إلى العاصمة السويدية ستوكهولم.

  • Kylian-mbappeGetty Images

    الاغتصاب ورحلة ستوكهولم

    ديدييه ديشان مدرب منتخب فرنسا فسر غياب مبابي عن معسكر الفريق الأخير في التوقف الدولي بالإصابة، ولكن صحيفة "ليكيب" أكدت أن الأمر لم يكن كذلك، وأن مبابي طلب من مدربه عدم الاستدعاء، للتعافي من الصيف الساخن الذي مر به وخسارته ليورو 2024، وهي المسابقة التي تسببت في تعرضه لانتقادات حادة قبل ذهابه من الأساس لريال مدريد.

    ولو كان يعلم مبابي ما ينتظره، لكان ذهب إلى معسكر بلاده ورفض هذا التعافي، بدلًا من الذهاب إلى ستوكهولم، العاصمة السويدية التي شهدت أسوأ ما كان يتوقعه النجم الفرنسي، وهو اتهامه باغتصاب فتاة خلال رحلته القصيرة إلى هناك في شهر أكتوبر الجاري.

    الشرطة المحلية في ستوكهولم قامت بفتح تحقيقًا بعد تقديم امرأة لشكوى تفيد تعرضها للاغتصاب في العاشر من أكتوبر، موضحة أن الواقعة شهدها الفندق الذي أقام به مبابي وبعض من أقاربه، لكن دون وجود أي دليل واضح حتى الآن يربط بين وجود اللاعب وأقاربه وبين تلك الشكوى.

    اللاعب خرج هو والمحامية الخاصة به للرد على كل هذه الأمور، والتأكيد على أنه لم يرتكب أي شيء، بل اتهما باريس سان جيرمان بالتورط في هذه الأنباء، لتشويه سمعة مبابي والضغط عليه قبل بدء جلسات الاستماع في قضية مستحقاته.

    الوضع لا يزال ضبابيًا، خاصة وأن حدة الأنباء انخفضت في الأيام الأخيرة، ولكن التحقيقات مستمرة، ومجرد ذكر مبابي في هذه القضية، حتى لو لم يتورط في أي شيء، يضعه تحت ضغط هائل لا يمكن تحمله باتهام يؤثر على مسيرته بشكل كامل!

  • Kylian Mbappe Vinicius Jr Real Madrid 2024-25Getty

    لديهم فينيسيوس .. لست الرجل الأول

    في الوقت الذي تواجد فيه ليونيل ميسي ونيمار في باريس سان جيرمان، كان مبابي هو الرجل الأول واللاعب الأهم سواء مع كريستوف جالتييه أو ماوريسيو بوتشيتينو في حديقة الأمراء، ولكن فينيسيوس جونيور حطم هذه الأسطورة في ريال مدريد.

    المفارقة أن هازارد مر بنفس الشيء، لأنه كان الأول والأفضل بلا منازع في تشيلسي، وذهب إلى ريال ظنًا منه أنه سيكون خليفة كريستيانو رونالدو رونالدو، ليجد نفسه في ظل كريم بنزيما وغيره.

    ربما سجل صاحب البرازيلي صاحب الـ24 سنة نفس عدد أهداف مبابي حتى الآن وهو 8 أهداف مقابل 7 تمريرات حاسمة، ولكنه يتفوق عليه بمراحل من ناحية التأثير على أرض الملعب والمجهود الذي يبذله كل منهما.

    المشكلة الأكبر هنا، أن الثنائي يعاني من مشكلة واضحة في التعاون بين بعضهما البعض، ويبدو أن الأمور ستيصبح في صورة منافسة بينهما في الأسابيع القادمة، خاصة وأن كل منهما لديه شخصية "الأنا" التي تتسم أحيانًا بالأنانية والحفاظ على الكبرياء وعدم القبول بدور الرجل الثاني أو الثالث.

    مبابي حاليًا ليس الرجل الأول، لأنها الصفة التي يمتلكها فينيسيوس، وبدوره، لا يخطط البرازيلي للتخلي عنها في أي وقت قريب، بل سيعلن التحدي بعد خسارته الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم لعام 2024 لصالح رودري، وسيحاول فرض نفسه فوق الجميع في سانتياجو برنابيو لمحاولة الفوز بها الموسم القادم.

    النجم الفرنسي نفسه يحلم بهذه الجائزة، وسيكون عليه بذل المزيد من المجهود للتفوق على فينيسيوس وتخطي كل الضغوط الذهنية التي يعاني منها، وإلا سيسير بخطوات ثابتة نحو الكابوس الأكبر وهو مصير هازارد الذي لم يتحمل نصف هذه العقبات ويأس سريعًا!