مايكل أوليز .. جزائري شاب لإنقاذ عمالقة البريميرليج

استحق أوليز، كل الاهتمام الذي حظى به بعد هدفه ضد يونايتد، لكنه كان هدفه الثاني فقط في موسم 2022-23، واعترف باتريك فييرا بأنه لا يزال لديه الكثير للعمل عليه وتحسينه.

وقال مدرب كريستال بالاس السابق: "إنه بحاجة إلى تسجيل المزيد من الأهداف، والتمريرات الحاسمة، أريده أن يشارك بشكل أكبر في لعبنا المفتوح، وأن يكون دفاعيًا أفضل مع بقية اللاعبين لمساعدة الفريق في التخلص من الاستحواذ، لذلك لا يزال هناك الكثير للعمل على تحسينه ولكن الجودة موجودة".

وتابع: "أعتقد أنه موهوب والأمر يتعلق فقط بالأهداف التى يريد أن يصل إليها والتزامه في التدريبات والتضحية التي هو على استعداد للقيام بها لتحقيق النجاحات".

ولم يحصل فييرا، على فرصة رؤية أوليز، يزدهر ويتألق حيث رحل عن تدريب الفريق لأنه كان مهددًا بالهبوط وعاد روي هودجسون، مجددًا وقاد النسور إلى بر الأمان وضمن عدم هبوطهم من الدوري الإنجليزي.

وصنع لاعب منتخب فرنسا تحت 21 عانًا ستة تمريرات حاسمة في آخر تسع مباريات لكريستال بالاس الموسم الماضي الأمر الذي جذب انتباه تشيلسي، ووفقًا للتقارير الصحفية قام البلوز بتفعيل الشرط الجزائي البالغ 35 مليون جنيه إسترليني في عقد أوليز، في أغسطس الماضي، لكنه رفض الانتقال إلى ستامفورد بريدج وجدد عقده مع فريقه لمدة أربع سنوات.

وغاب أوليز، عن بداية هذا الموسم 2023-24 بسبب إصابة في أوتار الركبة، لكنه منذ عودته في نوفمبر وهو متألق حيث سجل خمسة أهداف في ثماني مباريات، وأصبح الآن وكأنه لاعب قادر على إحداث الفارق لأي من الأندية الستة الكبرى في الدوري الإنجليزي.

تألق أوليز، في فوز كريستال بالاس على برينتفورد بنتيجة 3-1، وسجل أول ثنائية له في الدوري الإنجليزي بمسيرته، وكان بالاس يقترب من قاع جدول الدوري الإنجليزي في غياب أوليز وإيزي، في النصف الأول من الموسم، لكن لا يزال بإمكانهم الضغط من أجل إنهاء الموسم بين العشرة الأوائل إذا استمر تألق الثنائي.

وقال إيزى بعد المباراة: "مايكل أوليز لاعب مذهل، من الجيد اللعب معه"، وتعرض كريستال بالاس لضربة قوية عندما غادر زاها، النادي إلى جلطة سراي في الصيف، لكن أوليز، عوض رحيله وأصبح نجم الفريق ومنقذه.

وأشاد هودجسون، مدرب كريستال بالاس بنجم الفريق قائلًا: " كل نادً يحتاج إلى لاعبين يثيرون حماس الجماهير، والآن لدينا أوليز".

وولد أوليز، في إنجلترا لأب نيجيري وأم فرنسية جزائرية، وهو مؤهل لتمثيل فرنسا أو الجزائر أو إنجلترا أو نيجيريا دوليًا، وفي 27 مايو 2019، تم استدعاؤه إلى منتخب فرنسا تحت 18 عامًا لبطولة طولون وظهر لأول مرة في 2 يونيو 2019، ضد منتخب قطر تحت 23 عامًا وفي مارس 2021، تم اختيار أوليز، كبديل لمنتخب نيجيريا المشارك في تصفيات كأس الأمم الأفريقية ضد بنين وليسوتو.

وفي مارس 2022، تم استدعاء أوليز، إلى منتخب فرنسا تحت 21 عامًا لأول مرة، وظهر في فوز الفريق 2–0 على فريق جزر فارو تحت 21 عامًا، وفي أكتوبر 2023 ذكرت تقارير صحفية أن أوليز، كان يفكر في تحويل انتمائه الدولي إلى الجزائر.

في الوقت الحالي، يمكن القول إن ليفربول هو خط الهجوم الأكثر رعبًا في العالم، حيث يضم كل من محمد صلاح وداروين نونيز وديوجو جوتا ولويس دياز وكودي جاكبو، الذين قد يقودوا الفريق للتتويج بلقب الدوري الإنجليزي مرة أخرى.

وسيواجه أوليز، صعوبة في اقتحام تشكيل فريق ليفربول الموسم المقبل، خاصة إذا استمر محمد صلاح، ولم يرحل عن الريدز.

والمنافسة في تشيلسي ستكون شرسة أيضًا حيث يسعى بوتشيتينو، للعثور على أفضل مزيج من مجموعة المواهب المكونة من رحيم ستيرلينج وكول بالمر ونكونكو ومودريك ونوني مادويكي، وإذا غادر أوليز كريستال بالاس في الصيف، فيجب أن يضمن مشاركته بشكل منتظم وهو أمرًا صعبًا في أنفيلد أو ستامفورد بريدج.

بينما الوضع مختلف في أولد ترافورد حاليًا حيث يتمتع يونايتد بأسوأ سجل هجومي في المراكز العشرة الأولى في الدوري الإنجليزي، بسبب عدم فعالية ماركوس راشفورد وأنتوني، وكان الشياطين الحمر يعتمدون على راشفورد في معظم أهدافهم بالموسم الماضي لكنه لم يتمكن من الحفاظ على مستواه هذا الموسم.

ولكن من المؤكد أن يونايتد سيتمسك براشفورد، على عكس أنتوني، الذي لم يفعل أي شيء لتبرير سعره الضخم البالغ 85 مليون جنيه إسترليني منذ انتقاله إلى أولد ترافورد في عام 2022، واعترف تين هاج، أن أنتوني، لم يرتقى إلى مستوى التوقعات، ومن المؤكد أن أوليز، سيشكل تهديدًا أكبر بكثير إذا حل محل البرازيلي.

وقال مهاجم بالاس السابق كلينتون موريسون، لشبكة "سكاي سبورتس": "أوليز نجم كبير سيمنح مانشستر يونايتد الأهداف ويصنع التمريرات الحاسمة، وأعتقد أنه لاعب رائع، لقد تحدثت إلى دوجي فريدمان عنه كثيرًا وسيكلف التعاقد مع أوليز، أموالًا كبيرة جدًا ما لا يقل عن 60 إلى 70 مليون جنيه إسترليني، فهو لا يزال في سن مبكر وأعتقد أنه سيتطور حتى الصيف وإذا كنت تريد إجراء المقارنات معه ومع أنتوني، فهو أفضل بكثير من أنتوني".

ربما يكون أوليز، قد حصل على جائزة رجل المباراة بعد فوز كريستال بالاس على برينتفورد، لكنه خرج مصابًا في الوقت بدل الضائع وهو يمسك بأوتار الركبة مما أثار قلق الجميع، ورفض هودجسون، التلميحات بأن النجم الفرنسي يعانى من إصابات متكررة أدت إلى غيابه عن الملاعب بين أغسطس ونوفمبر، وتم استبعاده أيضًا من مباراة الدور الثالث لكأس الاتحاد الإنجليزي ضد إيفرتون في 4 يناير الماضي.

ووفقًا لصحيفة "إيفنينج ستاندرد" يأمل بالاس أن يعود أوليز، في أوائل فبراير، مما يعني أنه من المحتمل أن يغيب عن مباراتين فقط في الدوري، ضد آرسنال وشيفيلد يونايتد وعلى الرغم من تألق أوليز، إلا أن سجل لياقته البدنية بدأ يصبح مصدر قلق حقيقي.

ويدرس هودجسون، إمكانية البدء في إدارة دقائق أوليز، والاعتماد على فريق العلوم الرياضية في بالاس لاكتشاف متى يكون أكثر عرضة لإصابة أخرى، وقال:" قد يكون الأمر مختلفًا في الفرق الكبرى إذا تم استبدال اللاعب الذي تستغني عنه بنجم آخر بقيمة 40 مليون جنيه إسترليني، أو 50 أو 60 مليون جنيه إسترليني، سيكون الأمر أكثر صعوبة على الأندية الأقل، تلك الموجودة في النصف السفلي، للقيام بذلك".

وتابع: "لقد أخبروني أن تكلفة بدلاء تشيلسي أكثر بمرتين أو ثلاث مرات من قيمة الانتقالات من فريقنا بأكمله، لذلك ربما يمكنهم فعل ذلك وإخراج لاعب بقيمة 70 مليون جنيه إسترليني ولكن إذا قمت بإزالة أوليز، ووضعت لاعبًا ليس قريبًا من نفس مستوى النجم الشاب فلا أعتقد أن الجمهور أو الصحافة سوف يفهمون ذلك وإذا خسرنا الجميع سيقول: ماذا يحدث".

وإذا أراد كريستال بالاس تجنب معركة قاسية أخرى مع الهبوط، فهو بحاجة إلى أوليز، وسيبذل هودجسون قصارى جهده للتأكد من أنه في أفضل حالة، ولكن ليس هناك ما يضمن أن جسده سيصمد خلال الأشهر القليلة المقبلة.

وفي الوقت الحالي، هناك علامات استفهام حول لياقته وهو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يبعد أمثال يونايتد وليفربول عن ضمه في الصيف، حيث لا يستطيع يونايتد، تحمل رؤية نتائج عكسية أخرى للاستثمار بعد فشل أنتوني وجادون سانشو، اللذين كلفا النادي إجمالي 158 مليون جنيه إسترليني.

ربما أوقفت إصابة أوتار الركبة التي يعاني منها أوليز، تألقه لكنه أظهر صلابته عندما عاد إلى الملعب قبل الموعد المحدد في المرة الأولى ونادرًا ما يتحدث نجم بالاس إلى وسائل الإعلام، بل يترك ما يقدمه يتحدث عنه ولديه رؤية واضحة للطريق الذي يريد أن ينتهي به مسيرته.

ووفقًا لصحيفة "ذا أثلتيك" فإن أوليز، لديه طموحات للعب على أعلى مستوى، وهو ما ظهر خلال فترة عمله في صفوف أكاديمية كل من تشيلسي ومانشستر سيتي عندما كان مراهقًا، لقد رأى عددًا من زملائه الأكبر سنًا يقتحمون فئة كبار السن ويبدأون التحدي، وكان واثقًا أنه يستطيع السير على خطاهم.

أوليز، سعيد في بالاس لكنه يرى النادي بمثابة نقطة انطلاق لأشياء أكبر في مسيرته ويريد أن يضع بصمة واضحة له في المنافسات الأوروبية، ويمكن أن يكون يونايتد الوجهة المثالية لازدهار أوليز، نظرًا لأنه يمتلك نفس مهارات المراوغة الرائعة التي تمتع بها العديد من الأجنحة الأكثر شهرة الذين تألقوا في ملعب أولد ترافورد.

وذكرت شبكة "ESPN" أن بعض مسؤولي يونايتد يشعرون بالقلق من أن أوليز، قد يكون زاها آخر، حيث فشل النجم الإيفوارى في التألق مع الشياطين الحمر بعد انضمامه عام 2013 في عمر 20 عامًا لكن من العدل أن نقول إن أوليز، مختلف عن زاها في الكثير من الصفات.

وقال شون كونلون، مدرب الشباب السابق لأوليز، في عام 2021: "منذ سن التاسعة، كان مايكل أفضل لاعب في عمره إنه طفل رائع جدًا ومحبوب ويتمتع بثقة داخلية ومهما مر بعقبات لديه الشخصية اللازمة للتغلب عليها".

وتعد عقلية أوليز، أحد الأسباب الرئيسية لتألقه وتفكير اليونايتد في التعاقد معه مع بداية عصر جديد للنادى بقيادة السير جيم راتكليف، وقد يكون أوليز، منقذ الفريق.