حلمك صار حقيقة يا إيمينالو .. مع الاحترام للهلال ولكن دوري روشن يعيش أفضل أيامه

إذا عدنا قليلًا إلى الوراء، تحديدًا في موسم 2023-2024، فإن هذا الموسم كان تاريخيًا بكل المقاييس للهلال، والذي أنهاه دون هزيمة على المستوى المحلي، ليتوج بثلاثية دوري روشن السعودي، كأس خادم الحرمين الشريفين، كأس الدرعية للسوبر السعودي، كما حقق رقمًا قياسيًا في موسوعة جينيس، كأكثر فريق تحقيقًا للانتصارات المتتالية في تاريخ أندية الرجال لكرة القدم، برصيد 34 مباراة.

وحقق الهلال رقمًا قياسيًا في دوري المحترفين السعودي، كصاحب أكبر رصيد نقطي بموسم واحد في تاريخ المسابقة، بعدما حصد 96 نقطة من 34 مباراة، كما بات صاحب أكبر فارق نقطي مع المنافسين، بعدما ابتعد بفارق 14 نقطة عن النصر الذي أنهى الدوري في الوصافة.

الهلال لم يكن أول نادٍ يحتكر البطولات في بلاده، إلا ما قدمته كتيبة المدرب جورج جيسوس كان مدعاة للفخر في موسم تاريخي بكل المقاييس، كان يمكن أن يكلّل بالآسيوية أيضًا، لولا شوط واحد في ذهاب نصف النهائي أمام العين الإماراتي، أفقد الزعيم حلم التتويج القاري.

أما عن رؤية وسائل الإعلام العالمية لموسم الهلال التاريخي، فقد كان ما أبرزه موقع "Bleacher Sport"، خير دليل، على رؤية المنافسة السعودية من منظور النجوم العالميين الذين قدموا إلى دوري روشن، حيث تم إبراز النجم البرازيلي نيمار جونيور وهو يسير على عكاز ويحتفل مع الهلال بلقب الدوري، وفي الناحية الأخرى، يتحسر الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو، قائد النصر، على ضياع اللقب.

وكان نيمار قد توج مع الهلال بلقب دوري روشن السعودي، رغم كونه لم يشارك سوى في 3 مباريات فقط، بسبب إصابته في الرباط الصليبي والغضروف، والتي غيبته عن الملاعب لفترة طويلة، ليكتفي بصناعة 3 تمريرات حاسمة، فيما لعب رونالدو 31 مباراة في الدوري، وسجل خلالها 35 هدفًا ليفوز بجائزة الحذاء الذهبي كهداف المسابقة.

وكان للفارق الواضح في جودة الأندية السعودية، أثره في تصنيف نشرته شبكة "أوبتا" للإحصاءات، حول أقوى الدوريات على مستوى العالم، حيث جاء الدوري السعودي في المركز 33، بينما حلّ الدوري الأمريكي بالمركز التاسع عالميًا.

واعتمدت أوبتا في التصنيف، على فارق الجودة بين فرق الدوري، من حيث التقييم العام، فكان الهلال متفوقًا على النصر، ومبتعدًا بفارق كبير عن الاتحاد، كما بدا الفارق واضحًا مع أندية مثل الأخدود والوحدة والخلود، فكان متوسط التقييم العام لدوري روشن عالميًا هو 73.6، فيما كان متوسط التقييم للدوري الأمريكي 78.2، نظرًا لتقارب المستويات بين الأندية، رغم أن الهلال كان يتفوق على نادي كولومبوس، أقوى الفرق الأمريكية في التصنيف العالمي.

ومع تبقي 9 جولات على نهاية موسم 2024-2025، أستطيع القول إن دوري روشن السعودي يمرّ بواحدة من أفضل مواسمه على الإطلاق، في ظل وجود أكثر من منافس على لقب الدوري.

هذا الموسم شهد العديد من التقلبات، وباتت خسارة مباراة واحدة قد تكلف الفريق هبوط مركز أو اثنين، وبدت الأندية وكأنها تمارس لعبة الكراسي الموسيقية، فالاتحاد والهلال تقاسما الصدارة كثيرًا، بتساوي النقاط مع فارق الأهداف، في العديد من الجولات، وكذلك لا يخرج النصر والقادسية والأهلي عن طور المنافسة.

ولعل أبرز اللقطات التي جعلت هذا الموسم أكثر تنافسية، هو تتويج الهلال في بداية الموسم بكأس السوبر، ثم انتهاء سلسلة اللاهزيمة محليًا بعد 550 يوم، بخسارته أمام الخليج، فيما اعتذر الاتحاد عن المشاركة في دوري أبطال الخليج، للتركيز على المنافسات المحلية، فنجح في إقصاء الهلال من ربع نهائي كأس الملك، وظهر القادسية، الصاعد حديثًا، الذي تمكن من الفوز على الهلال والنصر، وكان قريبًا من الانتصار على الاتحاد، قبل انتزاع تعادل ثمين في اللحظات الأخيرة، ثم خسر أمام الأهلي، والذي تعافى من بدايته الكارثية، ليفوز على كتيبة جيسوس في الدور الثاني.

وما يضيف إلى قوة أندية دوري روشن، هذا الموسم، هو تأهل الهلال والنصر والأهلي، إلى ربع نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة، التي تستضيفها جدة بنظام التجمع، وصعود التعاون إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا 2، للمرة الأولى في تاريخه.

وبعد مرور 25 جولة، فإن الاتحاد يتزعم الصدارة برصيد 61 نقطة، فيما يأتي الهلال وصيفًا بـ57 نقطة، ثم النصر والقادسية بالمركزين الثالث والرابع بـ51 نقطة، والأهلي خامسًا بـ48 نقطة، ثم الشباب سادسًا بـ43 نقطة.

ويمكن القول إن حلم مايكل إيمينالو صار حقيقة، وصار مستوى التنافسية عاليًا للغاية بين أندية دوري روشن، وصار أصحاب المراكز الخمسة الأولى يتنافسون على أكثر من لقب هذا الموسم، سواءً الاتحاد والقادسية اللذين يتنافسان على الدوري وكأس الملك، أو الهلال والنصر والأهلي الذين يحلمون بالآسيوية جنبًا إلى جنب مع دوري روشن.

وفي ظل شخصية الهلال الذي يأبى الاستسلام، والاتحاد الذي يقتنص النقاط في اللحظات الأخيرة، والقادسية "محرج الكبار"، والنصر الذي عاد من بعيد، والأهلي الذي عوض بدايته الكارثية بمسيرة رائعة مع يايسله، فإن التوقع الأبرز لهذا الموسم بأن الصراع على لقب الدوري السعودي لن ينتهي إلا في أمتاره الأخيرة، ولن يُحسم مبكرًا كما فعل الهلال في الموسم الماضي.

والسؤال هو، "هل سنشاهد أساطير كروية مثل كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما وأوباميانج ورياض محرز، يحملون بطولة في جعبتهم هذا الموسم؟ أم أن الهلال، سيكون له رأي آخر، بنجومه الذين اعتادوا على حصد البطولات؟".