مانشستر سيتي ضد وست هام | جوارديولا يكرس عقدته في ليلة تاريخية لدي بروينه وساحر البرازيل .. واحذر يا صلاح من عودة فتى الفايكنج!

اعتمد المدرب الإسباني بيب جوارديولا، على تشكيل السيتي بطريقة (4-1-4-1)، فيما شهد اللقاء حالة من تنوع الأدوار بين اللاعبين، وقيام برناردو سيلفا وكيفين دي بروينه بواجبات دفاعية، بخلاف صناعة الفرص الهجومية، فضلًا عن تميز المحور كوفاتيتش الذي كان بمثابة "رمانة الميزان" في قطع تحركات لاعبي وست هام من العمق، ليلجأ "المطارق" إلى سلاح الأطراف.

وبالنظر إلى بعض النقاط حول أداء السيتي، فإن ريكو لويز، رغم مشاركته في مركز الظهير، إلا أنه لعب كثيرًا في عمق الملعب بجوار كوفاتيتش، فيما لعب فيل فودين على التراجع للدفاع، والذي ساهم في حد فرصة خطيرة للجناح الغاني محمد قدوس في الدقيقة 34.

وفي الشوط الثاني، انهارت كتيبة المدرب لوبيتيجي، وأمام الضغط العالي الذي امتاز به لاعبو السيتي، بات لاعبو وست هام يرتكبون أخطاءً دفاعية، وللأسف الأخطاء أمام السيتي في صحوته لا تعني سوى الأهداف.

في المقابل، قدم لاعبو وست هام أكثر من فرصة على مرمى الحارس أورتيجا، ولكن للأسف تعلموا درسًا متأخرًا، بأن إضاعة الفرص تكلفهم كثيرًا، خاصة مع تحركات سامرفيل ومحمد قدوس، إلا أن صحوة المطارق في بدايات اللقاء، لم تكن كافية لحسم أي شيء أمام كتيبة جوارديولا.

واحتفل البلجيكي كيفين دي بروينه، نجم وسط مانشستر سيتي، والمُلقب بـ"الفتى الذهبي"، برقم تاريخي أمام وست هام، حيث شارك في المباراة رقم 400 في تاريخه داخل قلعة الاتحاد.

دي بروينه كان على الموعد، وقدم أداءً مميزًا، بين تمريراته الدقيقة، وصنع الفرص، وكذلك التراجع الدفاعي، حيث ساهم في منع فرصة محققة في الدقيقة 29، فيما كلّل كيفين أداءه بصناعة تمريرة حاسمة إلى فيل فودين، الذي سجل الهدف الرابع للسيتي، في الدقيقة 58.

ولعب دي بروينه دقائق المباراة كاملة، قدم خلالها 37 تمريرة صحيحة، بنسبة دقة 82%، كما قدم تمريرتين مفتاحيتين، فيما كانت نقطة ضعفه في الكرات العرضية، حيث أرسل 4 كرات غير ناجحة.

محارب الفايكنج عاد بقوة، الفتى النرويجي إرلينج هالاند، الذي غاب عن التسجيل في 4 مباريات متتالية، منها ثلاثة في الدوري، وترك المساحة للمصري محمد صلاح، للابتعاد في صدارة الهدافين، عاد ليوجه إنذارًا شديد اللهجة، إلى نجم ليفربول، بأنه سيزحف بقوة لاستعادة صدارة الحذاء الذهبي الذي توج به في الموسم الماضي.

هالاند الذي سجل هدفين فقط خلال 50 يومًا، في أواخر العام الماضي، تمكن من توقيع بصمته على ثنائية أمام وست هام في الدقيقتين 42 و55، بارتقاء رائع في الهدف الأول، واستغلال كرة بينية منحته انفرادًا بالحارس آريولا، ليراوغه ويسدد الكرة في شباكه، ليرفع رصيده إلى 16 هدفًا، ليصبح على بعد هدف وحيد من معادلة صلاح في صدارة الهدافين.

من ناحية أخرى، بات وست هام بمثابة "الضحية المفضلة" لهالاند في الدوري الإنجليزي، بعد سجل النرويجي هدفه التاسع في مرمى المطارق، ليأتي في المركز الأول بين أكثر الفرق استقبالًا للأهداف من نجم مانشستر سيتي في المسابقة، فيما يأتي وولفرهامبتون في المركز الثاني بـ8 أهداف، ثم كريستال بالاس ومانشستر يونايتد بـ6 أهداف.

يجب على هالاند أن يقدم الشكر إلى الجناح البرازيلي سافينيو الذي قدم أداءً متميزًا في مواجهة وست هام، بعدما ساهم في الهدف الأول، بتسديد كرة اصطدمت بالظهير تسوفال، وغيرت مسارها نحو الشباك، كما صنع تمريرتين حاسمتين إلى المهاجم النرويجي الذي سجل الهدفين الثاني والثالث.

في الحقيقة، كان سافينيو أكثر لاعبي السيتي فعالية، في الشوط الأول، حيث صنع خطورة واضحة على الطرف الأيسر، وكان قادر على التلاعب بدفاعات وست هام، مستغلًا خطأ المدرب لوبيتيجي بالدفع بتسوفال كظهير أيمن، على حساب آرون وان بيساكا الذي دفع به في الزاوية اليسرى، ليستغل البرازيلي تلك الثغرة التي جعلته يهدد مرمى الحارس آريولا في أكثر من مناسبة.

وبعدما كان سافينيو أكثر المسددين على المرمى في الدوري الإنجليزي، دون تسجيل الأهداف، تمكن البرازيلي من فك عقدته في مباراة ليستر سيتي، بالجولة الماضية، بتسجيل هدف وصناعة آخر، ليواصل تألقه للمباراة الثانية على التوالي، بصناعة تمريرتين حاسمتين.

وعلى الرغم من الخسارة برباعية، إلا أن ذلك لم يمنع وست هام من مواصلة شن الفرص الهجومية على مرمى الحارس أورتيجا، الذي تعرض لاختبارات حقيقية في الشوط الثاني، بتسديدة تسوفال في الدقيقة 51، وكرة أخرى تألق حارس السيتي في التصدي لها بالدقيقة 66، فضلًا عن تسجيل هدف تقليص الفارق عن طريق فولكروج في الدقيقة 71.

وواصلت كتيبة المدرب لوبيتيجي، محاولات اللعب على الأطراف، وإرسال الكرات العرضية، وتم تهديد مرمى أورتيجا، إلا أن معاناة المطارق كانت واضحة في فشل الإنهاء، رغم أنه في بعض اللقطات كان غياب التوفيق هو السمة البارزة للاعبين، كما حدث مع لوكاس باكيتا في الدقيقة 86، بتسديدة مباغتة تخطت الحارس ومرت أمام الخط والقائم الأيمن بقليل.