من أغرب الظواهر في الدوري الإنجليزي الممتاز، هي العقدة التي يمثلها توتنهام للمدرب الإسباني بيب جوارديولا، والتي تتأكد وتزداد في كل موسم بعد الآخر.
بيب لعب 24 مباراة أمام توتنهام، فاز في 11 وتعادل 3 مرات وخسر 10 مرات، وهو رقم غير جيد بالنسبة لفريق حصل على البريميرليج في 4 نسخ متتالية، بينما يبتعد الفريق اللندني عن المنافسة تمامًا.
سجل جوارديولا أمام العملاق ريال مدريد يعتبر أفضل من معدله ضد توتنهام، حيث خاض 27 مباراة مع مختلف الفرق التي دربها وهي برشلونة وبايرن ميونخ وسيتي، وفاز 13 مرة على الميرينجي وتعادل 6 مرات وخسر 8 مرات فقط.
الأمر ليس مرتبطًا بالحالة الصعبة التي يمر بها الفريق منذ الموسم الماضي، العقدة كانت موجودة وتمددت حتى في أزهى عصور المدرب الإسباني بملعب الاتحاد، ومهما اختلفت العناصر أو أسماء المدربين الذين قادوا توتنهام.
وبالحديث عن هذا الموسم بالتحديد، سنجد أن الفريق ليس جاهزًا على الإطلاق، المجموعة غير متماسكة، نيكو جونزاليس لا يُعوض رودري، وهناك غموض حول مركز حراسة المرمى بتواجد الشاب جيمس ترافورد الذي يعتبر المسؤول الأول عن هذه الهزيمة بفضل الأخطاء الساذجة التي قام بها، مع جلوس إيدرسون على دكة البدلاء وتوقعات بقدوم جانلويجي دوناروما.
الغريب أن ترافورد جاء خصيصًا لتميزه في اللعب بالقدمين، وفوجئنا بأنه يهدي توتنهام أكثر من فرصة بتمريراته السيئة، وهذا أمر لم نعتاد عليه أبدًا تحت قيادة جوارديولا الذي يضع هذه الخاصية على رأس أولوياته.
وبعيدًا عن العقدة وسوء مستوى هالاند ومرموش وسيتي بشكل عام، يجب إعطاء توتنهام حقه، الذي دخل المباراة محاولًا التعافي من خسارة إيبيرتشي إيزي إلى الغريم التقليدي آرسنال، وسط غموض حول الصفقة البديلة لتعويض جيمس ماديسون.
المدرب توماس فرانك عرف كيفية تحجيم مفاتيح لعب سيتي، وجعل ريان شرقي وتيجاني ريندرز ومرموش هالاند يقدمون واحدة من أسوأ مبارياتهم، وتمكن من استغلال محمد قدوس وريتشارليون وبرينان جونسون بأفضل صورة ممكنة.
من المبكر الحكم على توتنهام واعتماد الفريق ضمن المرشحين للفوز بالبريميرليج، ولكن ما فعله فرانك في كأس السوبر الأوروبي أمام باريس سان جيرمان، وفوزه على بيرنلي ومانشستر سيتي في البريميرليج، كلها أسباب تثبت براءة إدارة النادي بعد الإطاحة المفاجئة بأنجي بوستيكوجلو رغم فوزه التاريخي بالدوري الأوروبي الموسم الماضي.