خاص | سبب الرحيل عن ليفربول ونجم خفي وراء النجاحات .. مساعد كلوب يكشف أسرار مسيرته في أنفيلد

"اتصل بي يورجن في ذلك الوقت وقال لي إن عليّ أن أذهب لرؤيته. قال إننا بحاجة إلى مناقشة أمر ما"، يوضح كراويتس في مقابلة حصرية مع GOAL.

"عندما أخبرني بما هو الأمر، فوجئت في البداية، ولكن بعد خمس دقائق من محادثتنا، التي استمرت في النهاية لمدة ساعتين تقريبًا، لم أعد مندهشًا.

فهمت تمامًا كل تفسيرات يورجن وحججه. كانت منطقية ومتسقة ومتوافقة مع طريقة تفكيري.

"لقد نظر كلانا في المرآة لفترة طويلة، بشكل مستقل عن بعضنا البعض، وبذلك توصلنا إلى استنتاج صعب: إن استراحة لمدة أربعة أسابيع لن تكون كافية لمواجهة تحديات الموسم التالي، في ضوء كل ما تتطلبه هذا المهنة".

في الحقيقة، لم يكن من الصعب فهم سبب إرهاق كلوب. ففي النهاية، كان معروفًا بشدته، التزامه لم يقل أبدًا عن 100%، سواء كان ذلك مع ماينتسه أو بوروسيا دورتموند أو ليفربول، لذلك كان يجب أن تؤثر عليه أخلاقيات العمل والضغوط المتواصلة عليه في النهاية.

لم يكن هناك شك في أنه يستحق استراحة طويلة من كرة القدم. ولهذا السبب بالذات، أثار كلوب الدهشة عندما أعلن عودته إلى كرة القدم بعد أقل من ستة أشهر من مباراته الأخيرة في أنفيلد - كرئيس قسم كرة القدم العالمية في ريد بول.

لطالما ادعى كلوب أنه تقليدي، ورومانسي قديم خاب أمله من تجارة كرة القدم، لذا أثار قراره بقبول منصب في القسم الرياضي لشركة تصنيع مشروبات الطاقة اتهامات بالنفاق وبيع روحه.

لكن كراويتس يؤكد أنه لم يتفاجأ على الإطلاق بتوقيت عودة كلوب إلى العمل أو بهوية صاحب العمل.

يقول: "كنت سأفاجأ فقط لو سألني عما إذا كنا نرغب في الانضمام إلى نادٍ معين في أدوارنا المعتادة. لكنني كنت متأكدًا تقريبًا من أن ذلك لن يحدث، لطالما اعتقدت أنه سيفعل شيئًا مختلفًا تمامًا عما كان يفعله من قبل. كان يورجن يريد ببساطة تغييرًا في وظيفته التدريبية".

وأوضح:"لطالما كان شخصًا فضوليًا للغاية، ومتحمسًا لأشياء أخرى، وفي ريد بول، يمكنه التفكير خارج الصندوق، وتجربة أشياء جديدة، والانخراط بشكل حقيقي، دون أن يكون مقيدًا بمكان واحد، وخاليًا من أعمال العلاقات العامة اليومية. إنها أقل كثافة، لكنها بنفس القدر من الشمولية، لقد أخذت الانتقادات بعين الاعتبار، لكنني لا أفهمها. أعتقد أن هناك بعض سوء الفهم من جانب المشجعين [في ألمانيا]".

وتابع:"في إنجلترا، من الطبيعي تمامًا أن يدير النادي مستثمر يعمل كممول ويتخذ قرارات استراتيجية، إذا سألت نفسك لماذا لم يحدث هذا بعد في ألمانيا، فإن ذلك يثير أيضًا السؤال حول مدى احترافية وتسويق كرة القدم تجاريًا. إنها مناقشة مثيرة للاهتمام للغاية، ولكنها قديمة قدم اللعبة نفسها".

"لكن في نهاية المطاف، أين كان سيُسمح ليورجن بالعمل، وما الذي كان سيوافق عليه الجمهور؟ كانت ستكون هناك العديد من الأصوات الانتقادية حتى لو أصبح – من الناحية النظرية فقط – مدربًا لبايرن ميونخ أو مانشستر يونايتد.

"بالطبع، ليس هذا هو كيف يعمل حرية اختيار المهنة. عليك أن تحترم الفرد. لا يمكنك إجراء تصويت عام على ما يريده المشجعون".

بالطبع، مكانة كلوب كأسطورة ليفربول كانت مضمونة منذ فترة طويلة. كان يتمتع بعلاقة رائعة مع المشجعين - ولا يزال كذلك.

ومن الواضح أن الفوز بالبطولات ساعد في ذلك. بالإضافة إلى قيادة الريدز إلى الفوز بكأس أوروبا للمرة السادسة، أنهى كلوب أيضًا 30 عامًا من الجفاف في ليفربول على صعيد الألقاب الإنجليزية.

لكن كراويتس يعترف صراحةً بأن فريق الإدارة مدين بالكثير من نجاحه لمجموعة رائعة من اللاعبين، رجال ذوي شخصية حقيقية خلقوا وحافظوا على مستوى من التميز في النادي.

يقول كراويتس: "لا أريد أن أضع أي شخص فوق الآخرين ويمكنني التحدث عن كل واحد منهم لمدة ساعة، ولكن من حيث التركيز على الحياة اليومية والعمل والاقتناع التام الذي تتعامل به، فإن المثال المشرق والأكثر احترافية بين جميع اللاعبين الذين قابلتهم هو جيمس ميلنر، لقد تمكن من توحيد الفريق بأكمله حول هذا التركيز وأظهر كيف تصبح بطلًا حقيقيًا".

يقول كراويتس إن المعايير التي وضعها قادة غرفة الملابس مثل ميلنر ساعدت اللاعبين الآخرين على التحسن من الناحيتين العقلية والبدنية.

"روبيرتو فيرمينو هو أول من يتبادر إلى الذهن"، يقول كراويتس عندما يتعلق الأمر باختيار اللاعبين الذين تغيروا أكثر من غيرهم خلال فترة تولي كلوب منصبه. "كان من المثير للغاية مشاهدة تطوره. في البداية، كان يحضر حفل عيد الميلاد مرتديًا نظارات شمسية، ويرتدي أفضل البدلات، ويحتفل بأقصى درجة.

وأكد"لاحقًا، وجد الإيمان وأصبح متدينًا. كانت الطريقة التي تبنى بها ذلك واستمد منها القوة والقناعة استثنائية للغاية، كان دائمًا يفكر في الآخرين وأصبح نموذجًا يحتذى به بالنسبة لهم. لقد جمع بشكل مثالي بين أسلوبه البرازيلي في اللعب والجدية والالتزام ".

وأما عن ترنت أرنولد:"ما زلت أتذكره وهو يركض عبر الملعب لأول مرة وهو في الخامسة عشرة من عمره، نحيفًا جدًا وجسديًا غير مكتمل النمو، بدون أي عضلات، لكن حتى في ذلك الوقت، قال مدربو الشباب إنه موهبة كبيرة، وفي النهاية، أصبح الظهير الأيمن الذي نشأ في ليفربول، وشكل أسلوب لعب الفريق ورمزًا لتطوره".

يرى بعض النقاد أن كلوب كان ينبغي أن يفوز بمزيد من الألقاب الكبرى خلال فترة عمله في ميرسيسايد، بالنظر إلى قوة فريقه، لكن كراويتس يقول إن هناك خيبة أمل كبيرة واحدة فقط.

"كان هناك موسم حصلنا فيه على 97 نقطة - وهي نقطة واحدة أقل من اللازم في النهاية"، يتنهد. "حتى اليوم، ما زلت أتمنى الفوز بذلك اللقب".

لكن كراويتس يشعر بارتياح كبير لأن ليفربول فاز بلقب مباشرة بعد رحيل كلوب، وهو الآن في وضع مثالي للسيطرة على كرة القدم الإنجليزية لسنوات قادمة.

ونتيجة لذلك، يتساءل العديد من المراقبين المهتمين الآن عما إذا كان كلوب يندم على رحيله في ذلك الوقت، لكن كراويتس يقول إن النجاح الفوري لأرني سلوت كان النتيجة "المثالية".

يقول: "لقد سلمنا فريقًا لم يكن قد اكتمل نموه بعد، ولكن كان فيه الكثير من الأمور الصحيحة بالفعل". "كان بإمكان المدرب الجديد أن يحقق نجاحًا فوريًا بفضل طاقته الجديدة وثلاثة أو أربعة أو خمسة تعديلات طفيفة أو كبيرة.

لطالما كان أمنيتنا أن نترك وراءنا هيكلًا يمكن للنادي أن يبني عليه. نعتقد أننا حققنا ذلك، ونحن سعداء للغاية بالنتيجة".

وبالتالي، يعتقد كراويتس اعتقادًا راسخًا أن رحيل كلوب عن أنفيلد قد يكون صدمة كبيرة، ولكنه كان القرار الصحيح لجميع الأطراف المعنية.