LiverpoolAI

ليفربول والفوز في اللحظات الأخيرة .. ما بين إرادة لا تُقهر ومؤشرات مثيرة للقلق!

يتصدر ليفربول جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد 4 جولات بالعلامة الكاملة، حيث حصد 12 نقطة، وهو الإنجاز الذي لم يُحقق أي فريق آخر.

وما ميّز انتصارات الريدز هذا الموسم هو الأهداف المتأخرة في الوقت القاتل، والذي وضعنا في حيرة إن كان ذلك إيجابيًا أم سلبيًا .. هنا نناقش الأمر.

  • رقم قياسي

    كشفت منصة أوبتا الخاصة بالإحصائيات عن رقم قياسي حققه ليفربول هذا الموسم، إذ أصبح أول فريق في تاريخ البريميرليج يُحقق الانتصار في 4 مباريات متتالية بفضل أهداف في الدقائق الـ10 الأخيرة من المباريات.

    الريدز كان قد بدأ الموسم بقهر ريمونتادا بورنموث والعودة من 2-0 إلى 2-2 ليفوز 4-2 بفضل هدفين قاتلين لفيديريكو كييزا ومحمد صلاح، وبعدها سجل له المراهق ريو نجوهوما هدف الفوز في الدقيقة الـ100 على نيوكاسل بعد مواجهة مثيرة.

    الأمر لم يتوقف هنا، بل أطلق نجم وسطه دومينيك سوبوسلاي صاروخًا دمر به مرمى آرسنال عند الدقيقة الـ83 ليمنح ليفربول الفوز الأول في مواجهات الكبار هذا الموسم، وأمس كان ختام تلك السلسلة الذهبية بهدف محمد صلاح في مرمى بيرنلي من ركلة جزاء عند الدقيقة الـ95.

  • إعلان
  • الوجه الأول للعُملة

    انتصارات ليفربول القاتلة مثل العملة، تحمل وجهين، أحدهما يتحدث بإيجابية والآخر يُحذر من سلبية!

    نبدأ بالإيجابية .. تلك الانتصارات القاتلة تؤكد قوة شخصية الفريق وإرادة لاعبيه الكبيرة ورغبتهم الهائلة في الفوز والإصرار على البحث عنه حتى اللحظات الأخيرة من المباريات، وهو ما يصنع هيبة للفريق في المواجهات القادمة وتجعل الخصوم في حالة خوف دائم من استقبال الهدف في أي لحظة قبل إطلاق صافرة النهاية وهو ما قد يزيد من أخطائهم، وربما خطأ مدافع بيرنلي في ركلة الجزاء يوم أمس خير دليل على ذلك.

    لكن، نقف هنا عند نقطة أخرى مهمة، هل الإرادة وحدها تجلب الفوز في اللحظات القاتلة؟ لا بالطبع!

    الفوز في الدقائق الأخيرة يتطلب لياقة بدنية ممتازة تسمح بالحفاظ على كثافة الضغط حتى صافرة النهاية، ويلعب كذلك التركيز الذهني واتخاذ القرار تحت الضغط دورًا محوريًا في حسم المباريات، حيث يتحتم على اللاعبين التعامل مع اللحظات الحرجة بدقة وهدوء.

    ليفربول أظهر خلال تلك المباريات الـ4 أنه جاهز تمامًا بدنيًا وذهنيًا للتعامل مع المواقف الحرجة في المباريات هذا الموسم، وقد ساعد المدرب آرني سلوت بالطبع وجود دكة بدلاء غنية باللاعبين تدعمه وقت وجوب اتخاذ الخيارات المناسبة لإنعاش الهجوم وتشديد الضغط على المنافسين، ولك أن تعلم عزيزي القارئ أن 3 بدلاء، وهم كييزا ونجوهوما وفريمبونج، كانوا مسؤولين بشكل مباشر عن تلك النتائج القاتلة لحامل اللقب.

  • الوجه الآخر!

    كل ما سبق كان الشق الإيجابي من مسيرة ليفربول هذا الموسم، لكن ما يلي هو ما يحمل القلق لجمهوره!

    انتصار ليفربول في الوقت القاتل من المباريات يعني بالطبع أن الفريق فشل في تحقيق ذلك طوال دقائق المباراة، سواء لأخطاء في التشكيل أو لسوء مستوى اللاعبين أو لإهدار الفرص السانحة، ومهما كان السبب فهو يحمل مؤشرات خطيرة جدًا للمدرب سلوت.

    الدخول في تفاصيل الأحداث يجعلنا نعي خطورة هذه المؤشرات، إذ كان ليفربول مؤهلًا لخسارة نقطتين أمام آرسنال لولا حالف الحظ لاعبه المجري في تسديدته الرائعة، وكاد أن يُكرر الأمر أمام بيرنلي أمس لو لم يقع المدافع في الخطأ الساذج بالتصدي للكرة بيده، والفريق لم يكن الأفضل أبدًا أمام نيوكاسل، وبالطبع غير مقبول تمامًا السماح لخصمه بالعودة للتعادل بعد التقدم بهدفين مثلما حدث أمام بورنموث.

    جميع من تابع كرة القدم يعي تمامًا أن الهدف القاتل لن يأتي كل مباراة، ولذا لابد من الحسم مبكرًا، خاصة أن سعي اللاعبين للتسجيل حتى الدقائق الأخيرة يستهلك طاقات بدنية وذهنية كبيرة منهم، وهو ما قد يترك أثرًا سلبيًا على حالتهم البدنية والذهنية على المدى الطويل.

  • أرقام ليفربول

    بالنظر لإحصائيات الفريق هذا الموسم، نجد أنه يتفوق في الاستحواذ على خصومه، إذ حقق معدل 64% في المباريات الـ4، وهذا يعني وجود مشكلة في قدرته على تحويل الاستحواذ إلى هجمات حقيقية على مرمى الخصوم، وكذلك قدرة لاعبيه على استغلال الفرص المتاحة.

    ليفربول سدد بمعدل 5.3 تسديدة على المرمى وهو رقم جيد جدًا، وقد صنع 8 فرص محققة أهدر منها 5، الرقم الأول ليس بالكبير لكن الثاني خطير!

    الفريق سجل 9 أهداف حتى الآن لكنه لا يمتلك عدد أهداف متوقعة أكبر من 6.1 فيما يمتلك مانشستر سيتي مثلا 8.5 ومانشستر يونايتد 8.3، وتظهر قوة ضغط الريدز الهجومية من عدد اللمسات داخل منطقة جزاء خصمه، حيث بلغ 125 لمسة ولا يتفوق عليه سوى فريق روبن أموريم بـ128، وكذلك من حقيقة حصوله على 23 ركلة ركنية.

    أرقام فريق سلوت جيدة جدًا وتعطي انطباعات جيدة على الأداء الهجومي والدفاعي، لكن الرقم الأخطر هو الفرص المهدرة نسبة للمتاحة، لأنه يتجاوز الـ50% وهو الرقم المتوقع تحسنه مع دخول ألكسندر إيزاك حسابات المدرب بعد أن يُتم جاهزيته للعب.

0