Sergio Ramos Sevilla GFXGetty/ GOAL

لعنة مورينيو؟ من عودة خيالية إلى شبح الهبوط!.. إشبيلية ينهار مع راموس

كانت عودة سيرخيو راموس، إلى فريق طفولته نادى إشبيلية هذا الصيف خيالية ولكن قد تنتهى مسيرته معهم بالبكاء إذا لم يتحسنوا سريعًا.

وتعرض فريق إشبيلية للهزيمة التاسعة له في الدوري الإسباني هذا الموسم أمام أتلتيك بلباو وانتقد راموس، بعد المباراة مجموعة من الجماهير، حيث كان هناك بعض الهتافات الصادرة من المدرجات أثناء إجراء النجم الإسباني مقابلة مع تليفزيون "DAZN" ليصرخ قائلًا: "الاحترم قليلًا، الناس يتحدثون هنا! اصمت وأذهب!".

ويشير رد فعل راموس، العنيف على الأجواء المشحونة والضغط الكبير عليه على مدار الـ 18 شهرًا الماضيين، ويبتعد إشبيلية بنقطة واحدة فقط عن منطقة الهبوط بعد 20 مباراة بالدوري وفازوا ثلاث مرات فقط، وتم تغيير ثلاث مدربين لهم بنفس الموسم.

  • Sevilla 2023Getty Images

    موسم 2022-23 المضطرب

    عانى فريق إشبيلية الموسم الماضي 2022-23 رغم أنه ضم عدد كبير من اللاعبين أصحاب الدخل المرتفع من أجل المنافسة على لقب الدوري، مثل أنتوني مارسيال وإريك لاميلا وتوماس ديلاني، لكن رواتبهم المرتفعة سببت الكثير من المشاكل بعد خروج الفريق من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا رغم وقوعهم في مجموعة سهلة بجانب (ريد بول سالزبورج وفولفسبورج وليل) وزاد الأمر سوءًا عندما أخرجهم وست هام من الدوري الأوروبي من دور الـ16.

    وبسبب الأزمة المالية لإشبيلية في الصيف التالي، باع النادى نجمين قلب الدفاع جول كوندي ودييجو كارلوس، إلى برشلونة وأستون فيلا وعانى المدرب جولين لوبيتيجي، الذي كان على وشك الإقالة قبل أن يتدخل المدير الرياضي مونشي لإنقاذه وفي ظل هذه الاضطرابات، فاز الفريق بمباراة واحدة فقط من أول سبع مباريات بالدوري الإسباني.

    ثم تم تعيين سامباولي، مدربًا لإشبيلية ولم يساعد تغيير المدرب على تحسين المستوى المحلي، ورحل إيسكو، عن الفريق بطريقة قاسية في ديسمبر الماضي، ومع تزايد الأزمات داخل وخارج الملعب، كان إشبيلية على وشك الهبوط من الدوري الإسباني.

  • إعلان
  • Sevilla Europa LeagueGetty

    النجاة من الهبوط والتتويج بالدوري الأوروبي!

    نجح إشبيلية في النجاة من شبح الهبوط بالإضافة إلى فوزه بلقب أوروبي سابع وكان مفتاح هذا التحول الملحوظ هو رحيل المدرب سامباولي، بعد هزيمة الفريق المؤسفة أمام خيتافي.

    وقام بديله، خوسيه لويس مينديليبار، بتنظيم الفريق وتحسينه سريعًا حيث فاز إشبيلية بأربع من مبارياته الخمس الأولى وكان متألقًا أيضًا في مشواره بالدوري الأوروبي.

    وفي طريق إشبيلية إلى النهائي، اصطدم بكل من مانشستر يونايتد ويوفنتوس في مباراتي الذهاب والإياب، وشهد نهائي البطولة مواجهة نارية ضد روما بقيادة جوزيه مورينيو، وانتصر الفريق الإسباني في النهاية بركلات الترجيح.

    وبعد كل معاناته في بداية الموسم، حجز إشبيلية مكانه في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا للموسم الجديد.

  • Sergio Ramos Sevilla 2023Getty

    عودة راموس إلى إشبيلية

    كان من المفترض أن يمنح الإنجاز التاريخي لإشبيلية بفوزه السابع بالدوري الأوروبي بداية جديدة للفريق ولكن ظهرت بعض الاضطرابات سريعًا في الفريق فبعد أقل من شهر من التتويج بالبطولة تم الاعلان أن الفريق بأكمله معروض للبيع بسبب ديون تصل إلى 90 مليون يورو.

    ورغم هذه المشاكل المالية الواضحة تجاهل المدير الرياضي الجديد فيكتور أورتا، الأمر وتعاقد مع صفقات جديدة في الصيف وعددهم 8 بما في ذلك لويك بادي، وجبريل سو، ودودي لوكيباكيو، وراموس، رغم اقترابه من فرق الدوري السعودي ولكن في النهاية اختار المدافع العودة إلى نادي طفولته، رغم راتبه الأقل بكثير مما كان سيحصل عليه في السعودية.

  • عدم الترحيب براموس!

    مع تأكيد صفقة راموس، أصدر بيريس نورتي، مجموعة الألتراس في إشبيلية، بيانًا ناريًا بشأن عودته وكان مضمونه: "نريد أن نعرب عن رفضنا لأولئك الذين اقترحوا هذه الصفقة نحن لسنا مدفوعين بالكراهية أو الحقد، ولكن بالحب وفخر لنادينا وتاريخه وجماهيره، ونعتقد أن مجرد عرض هذا التوقيع كان بالفعل عدم احترام للقيم التي جعلتنا عظماء، وللرموز والأساطير التي دافعت عن شعارنا، وللآلاف من مشجعي إشبيلية الذين عانوا من سخرية هذا اللاعب في الماضي".

    وكان هناك عداوة واضحة بين راموس ومجموعة الألتراس ففي يناير 2017، سجل راموس ركلة جزاء "بانينكا" لريال مدريد أمامهم وهتفوا ضده طوال المباراة، ولم يسمح راموس، بإفساد حلمه بالعودة إلى الأندلس، قائلًا في المؤتمر الصحفي الخاص بتقديمه :"تحركت مشاعري وأحاسيسي عندما أعطوني الفرصة لاختيار مشروع وكان ذلك لأنني أؤمن به حقًا إنها المرة الأولى التي أظهر فيها منذ مغادرتي باريس، حيث أتيحت لي الفرصة للاستمرار ولكن اعتقدت أن دوري قد انتهى لم تكن المسألة مسألة مال أو عقد، بل كانت مسألة عقلية ومشاعر وفي إشبيلية نجتمع معًا بهذه القيم".

    وتابع: "لقد أتيحت لي الفرصة للعودة إلى منزلى كقائد على أمل رفع اللقب وأستيقظ كل يوم من أجل هذا الهدف، وأعتقد أننا قادرون على القيام بذلك ونحن نعلم أن الأمر صعبًا للغاية، ولكن أول شيء يجب علينا فعله هو الإيمان".

  • Ocampos Sevilla Athletic 2023 2024Getty Images

    الأمر لم ينجح

    كان راموس، يأمل في تحقيق أحلامه من خلال العودة إلى إشبيلية لكن الأمر لم يسير كما يريد وعندما وصل كان إشبيلية يقع في أسفل الجدول، بعد أن خسر كل من مبارياته الثلاث الأولى، وكان للمدافع الإسباني تأثير فوري، حيث جعل دفاع الفريق أكثر صلابة في الفوز 1-0 على لاس بالماس قبل أن يغيب عن التعادل في الأسبوع التالي مع أوساسونا والفوز على ألميريا.

    وفاز إشبيلية مرة واحدة فقط في المباريات الـ15 التالية وظهر راموس، بمستوى منخفض للغاية، وشهدت مواجهة إشبيلية ضد برشلونة في سبتمبر الماضي، هزيمة راموس ورفاقه 1-0، وتعرض للطرد أمام ريال سوسييداد.

    لقد عمل راموس، أيضًا مع ثلاثة مدربين منذ عودته للفريق وهو اضطراب يعكس فوضى النادى حيث تم إقالة منديليبار، معجزة الدوري الأوروبي بعد التعادل 2-2 مع رايو فاليكانو واستبداله بدييجو ألونسو، لمدة 67 يومًا فقط، حيث قدم نتائج كارثية وانتصر في مباراتين فقط من أصل 13 مباراة بجميع المسابقات وتم إقالته في ديسمبر.

  • Diego Alonso Sevilla 2023Getty

    الإذلال الأوروبي!

    كان العامل الرئيسي في إقالة ألونسو، هو فشله الأوروبي وتوديع الفريق دوري الأبطال من دور المجموعات هذا الموسم، وأهدر إشبيلية فرصته في تحقيق بعض الإيرادات الإضافية التي كان في أمس الحاجة إليها.

    ووقع الفريق في مجموعة تضم آرسنال وأيندهوفن ولانس، وكانت لديهم آمال واقعية في التأهل، لكن تعادلين في أول مباراتين لهم قضوا على فرصتهم في التأهل.

    وتحت قيادة ألونسو، تعرضوا للهزيمة على أرضهم أمام آرسنال وسجل راموس، أمام آيندهوفن ولانس، ولكن تمكن إشبيلية من جمع نقطتين فقط وودع البطولة.

  • يجب على راموس القتال!

    هناك أمر إيجابي واحد على الأقل لخروج إشبيلية من دوري أبطال أوروبا، وهو أنه يمكنهم التركيز على معركتهم لتجنب الهبوط، وبدأت الأمور بشكل جيد، حيث فاز إشبيلية على غرناطة، لكن بعد ذلك لم يحقق الفوز في ثلاث مباريات.

    وقال مدرب إشبيلية: "الأشياء لا تحدث بالصدفة في كرة القدم كل شيء يتم تقييمه وتحليله بعناية ونحن نعرف سبب حدوث ذلك ونعيد البناء ونفتقر إلى الهيكلية في هجومنا ودفاعنا وتغيير كل شيء بالكامل أمرًا صعبًا للغاية".

    وربما كانت هناك شكوك لدى سانشيز فلوريس، لكن الفوز على فريق خيتافي القوي في دور الـ16 من كأس الملك قدم بعض الفرحة لموسم بائس، وكانت مباراة كبيرة لراموس، حيث أشار حساب النادي على موقع التواصل الاجتماعي "X" إلى أنه "وضع ميسون جرينوود في جيبه"، ويجب على راموس، أن يبذل جهدًا أكثر لمنع تحول قصته الخيالية مع إشبيلية إلى كابوس.