Sevilla FC v FC Barcelona - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

رسميًا | الخبر المنتظر لبرشلونة وميلان.. الاتحاد الأوروبي يقر اللعب في الخارج ويؤكد: مجرد استثناء!

في قرار وُصف بأنه متناقض ومثير للجدل، أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" عن موافقته "الاستثنائية" على إقامة مباراتين من الدوريات المحلية خارج القارة الأوروبية، في خطوة يُنظر إليها على أنها قد تفتح الباب على مصراعيه لمستقبل تجاري يهدد هوية كرة القدم وتقاليدها الراسخة.

القرار، الذي شمل مباراة برشلونة وفياريال في الدوري الإسباني ومباراة ميلان وكومو في الدوري الإيطالي، جاء مصحوباً بتصريحات من رئيس اليويفا نفسه تعبر عن معارضته الشديدة للمبدأ، مما أثار عاصفة من التساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذه الموافقة المترددة.

  • Aleksander Ceferin UEFAGetty

    موافقة على مضض.. وتصريحات تعكس الانقسام

    أصدر اليويفا بيانه الرسمي ليضع حداً للجدل الذي استمر لأسابيع، مؤكداً منح الإذن بإقامة مباراة ميلان وكومو في مدينة بيرث الأسترالية في فبراير 2026، ومباراة برشلونة وفياريال في مدينة ميامي الأمريكية في 20 ديسمبر 2025. لكن اللافت في البيان هو اللهجة التي صيغ بها، والتي بدت وكأنها تبرر قراراً اضطر الاتحاد لاتخاذه.

    ألكسندر تشيفرين، رئيس اليويفا، كان واضحاً في معارضته، حيث قال: "مباريات الدوري يجب أن تُلعب على أرضها؛ أي شيء آخر من شأنه أن يجرد الجماهير الوفية التي ترتاد المباريات من حقوقها، وقد يُدخل عناصر تشويهية على نزاهة المسابقات".

    وأضاف: "على الرغم من أنه من المؤسف أن نسمح بإقامة هاتين المباراتين، إلا أن هذا القرار استثنائي ولا يجب اعتباره سابقة، التزامنا واضح: حماية نزاهة الدوريات الوطنية وضمان بقاء كرة القدم متجذرة في بيئتها المحلية". 

    هذه الكلمات المتناقضة بين الفعل والقول أثارت حفيظة الكثيرين، الذين رأوا في القرار بداية لانهيار أحد المحرمات الكروية.

  • إعلان
  • FBL-ESP-LIGA-SEVILLA-BARCELONAAFP

    مبررات منطقية وأخرى تجارية بحتة

    لكل مباراة من المباراتين قصة مختلفة تبرر طلب نقلها، في حالة مباراة ميلان وكومو، يبدو المبرر منطقياً ومقنعاً إلى حد كبير.

    ففي فبراير 2026، سيكون ملعب "سان سيرو" الشهير في ميلانو محجوزاً بالكامل لاستضافة حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، مما يجعل إقامة المباراة عليه أمراً مستحيلاً، هذا الظرف القاهر منح رابطة الدوري الإيطالي والناديين حجة قوية لا يمكن رفضها بسهولة.

    لكن الوضع مختلف تماماً مع مباراة برشلونة وفياريال، فلا يوجد أي عائق لوجستي يمنع إقامتها في إسبانيا، هنا، يكمن السبب الحقيقي في الطموح التجاري طويل الأمد لرابطة الدوري الإسباني "لا ليجا" ورئيسها خافيير تيباس، الذي يحلم منذ سنوات بغزو السوق الأمريكي المربح. 

    هذه الموافقة ليست وليدة اللحظة، بل هي تتويج لمعركة طويلة وشاقة خاضتها "لا ليجا" لتصدير منتجها الأبرز.

  • barcelona villareal(C)Getty images

    جدل قديم يتجدد: معركة "لا ليجا" للوصول إلى ميامي

    ليست هذه المرة الأولى التي تحاول فيها "لا ليجا" إقامة مباراة رسمية في الولايات المتحدة. 

    ففي عام 2019، كانت هناك خطة متكاملة لإقامة مباراة برشلونة وجيرونا في ميامي، لكن المشروع انهار تحت وطأة معارضة شرسة من عدة جهات. 

    في ذلك الوقت، وقف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، والاتحاد الإسباني لكرة القدم، ورابطة اللاعبين الإسبان كحائط صد منيع.

    اللاعبون أنفسهم هددوا بالإضراب، معتبرين أن الرحلة الطويلة وتغيير الأجواء سيؤثران على صحتهم وأدائهم، فضلاً عن أن القرار يتجاهل تماماً حقوق المشجعين المحليين الذين يدفعون ثمن تذاكرهم الموسمية.

    هذه المعارضة الشاملة أجبرت "لا ليجا" على التراجع حينها، لكن اليوم، يبدو أن توازنات القوى قد تغيرت، وموافقة اليويفا، حتى لو كانت "على مضض"، تمثل انتصاراً كبيراً لتيباس وتفتح الباب الذي كان مغلقاً بإحكام.

    يشير بيان اليويفا إلى أن "الإطار التنظيمي الحالي للفيفا غير واضح ومفصل بما فيه الكفاية"، وهي إشارة ضمنية إلى وجود فراغ قانوني استغلته الأطراف الضاغطة لتمرير هذه الطلبات.

  • مستقبل غامض: هل هذه هي بداية النهاية للتقاليد؟

    على الرغم من تأكيدات تشيفرين بأن القرار لن يشكل سابقة، يخشى الكثير من المتابعين أن "صندوق باندورا" قد فُتح بالفعل.

    فبمجرد كسر هذا الحاجز، قد تجد الدوريات الكبرى الأخرى، مثل الدوري الإنجليزي دافعاً لتقديم طلبات مماثلة في المستقبل، محولة الدوريات المحلية إلى بطولات عالمية متنقلة، شبيهة ببطولات الفورمولا 1 أو نزالات الملاكمة الكبرى، حيث يصبح الاعتبار الأول هو الربح المادي وليس الانتماء المحلي.

    في النهاية، بينما يمكن تفهم حالة ميلان كظرف قاهر، فإن مباراة برشلونة في ميامي هي التي ستمثل الاختبار الحقيقي. 

    إنها تمثل المواجهة الصريحة بين تقاليد كرة القدم التي تقدس الارتباط بالأرض والجمهور، وبين عولمة رأس المال التي لا ترى في اللعبة سوى منتج ترفيهي قابل للتصدير. 

    والعالم الآن يراقب ليرى ما إذا كانت هذه الخطوة  ستكون مجرد استثناء، أم أنها الشرارة الأولى لمستقبل مختلف تماماً لكرة القدم.