لا هوية ولا أمل! .. تين هاج ليس المدرب المناسب لقيادة مانشستر يونايتد نحو المجد المفقود

تمت الإشادة بتين هاج، بعد موسمه الأول في أولد ترافورد، وضمن مانشستر يونايتد مركزًا في المربع الذهبي للدوري الإنجليزي بالإضافة لفوز الفريق بكأس كاراباو وإنهاء جفاف النادي عن تحقيق البطولات الذي دام خمس سنوات.

وكان التحدي الحقيقي على لقب الدوري الإنجليزي هذا الموسم هو الخطوة المنطقية التالية ولكن خسر يونايتد خمس مباريات حتى الآن في البطولة أمام توتنهام وآرسنال وبرايتون وكريستال بالاس وأخيرًا مانشستر سيتي.

وقال جيمي كاراجر، مدافع ليفربول السابق لشبكة سكاي سبورتس بعد هزيمة يونايتد في الديربي: "إنهم يلعبون كرة قدم مستضعفة، وقد فعلوا ذلك منذ قدوم تين هاج، إنهم يلعبون الهجمات المرتدة من الكرات الطويلة ولا يوجد فريق كبير آخر يلعب بهذه الطريقة، ما الذي يفعله في ملعب التدريب مع اللاعبين و ماذا يطلب منهم أن يفعلوا؟ لا يمكنك رؤية خطة واضحة".

وأضاف جاري نيفيل، قائد يونايتد السابق: "أنا لا أحب هذه الطريقة على الإطلاق، ليس لدي أي فكرة عن الأفكار التي يحاول تقليدها".

ومن المستحيل الدفاع عن تين هاج عند تقييم التأثير المباشر الذي أحدثه أقرانه في الأندية المنافسة مثل توتنهام وبرايتون وأستون فيلا، فكان لأنجي بوستيكوجلو وروبيرتو دي زيربي وأوناي إيمري تأثيرًا كبيرًا، لقد ساروا على خطى جوارديولا ويورجن كلوب، لتحقيق أقصى قدر من النجاح على مدار السنوات الثماني الماضية ولكن فشل تين هاج في تحقيق ذلك ويبدو أنه لا يوجد طريق للعودة.

أنفق مانشستر يونايتد ما يقرب من 335 مليون جنيه إسترليني على لاعبين جدد منذ وصول تين هاج، إلى أولد ترافورد، أي أكثر بـ100 مليون جنيه إسترليني من جوارديولا في نفس الفترة مع السيتي.

وتألق كاسيميرو وليساندرو مارتينيز وكريستيان إريكسن، بموسمهم الأول مع يونايتد، لكنهم لم يتمكنوا حتى الآن هذا الموسم من تقديم نفس المستويات العالية.

والجناح البرازيلي أنتوني، ثاني أغلى صفقة في تاريخ النادي بقيمة 85 مليون جنيه إسترليني لم يفعل أي شيء لتبرير سعره الضخم، ولم يتمكن تيريل مالاسيا، من الحصول على مكان منتظم في الفريق.

وبعد ذلك نأتي إلى صفقات هذا الصيف بطلب من تين هاج، فلم يسجل ميسون ماونت، حتى الآن في أول ثماني مباريات له مع يونايتد منذ انتقاله المفاجئ من تشيلسي، ولم يتمكن حارس مرمى إنتر السابق أندريه أونانا، من إثبات نفسه وارتكب عددًا من الأخطاء الفادحة التي كلفت يونايتد كثيرًا في المباريات الحاسمة.

وفي خط الهجوم، بدلاً من بذل مجهودًا كبيرًا لضم هاري كين، صمم تين هاج على ضم المهاجم الدنماركي راسموس هويلوند البالغ من العمر 20 عامًا، والذي أظهر امتلاكه امكانيات ولكنه لم يسجل حتى الآن في الدوري الإنجليزي ولا يبدو أنه هدافًا غريزًا.

وساعد عودة جوني إيفانز، البالغ من العمر 35 عامًا في تسليط الضوء على نقص الجودة في صفوف تين هاج.

وقال جاري نيفيل لقناة سكاي سبورتس بعد مباراة سيتي: "لقد سمحوا لمدرب آخر بالدخول والتحكم في التعاقدات لقد جلبوا ثمانية لاعبين من الدوري الهولندي الذي يعتقد إريك تين هاج أنه يثق بهم".

صفقات مانشستر يونايتد جعلت الفريق أضعف وليس أقوى ويجب أن يتحمل تين هاج، مسؤولية ذلك.

كان أحد أفضل القرارات التي اتخذها تين هاج كمدرب ليونايتد هو تجريد هاري ماجواير، من شارة قيادة النادي، بعد أن أصبح واضحًا أنه لا يتمتع بالصفات القيادية اللازمة لدفع الفريق إلى الأمام ويبدو أن أهمية دور القائد كان عبئًا على ماجواير، الذي عاد مؤخرًا للتألق وأظهر أنه لا يزال لديه الكثير ليقدمه.

وفشل تين هاج، في اختيار القائد المناسب للفريق، حيث تم منح فرنانديش، هذا الدور ولكن كان ينبغي لمدرب يونايتد أن يفكر أكثر في خليفة ماجواير.

ليس هناك شك في أن فرنانديش، هو نجم الفريق الحالي، ولكن في المباريات الصعبة لا يظهر البرتغالي كقائد حقيقي، وتصدر عناوين الأخبار بسبب سلوكه العنيف في الخسارة 7-0 على يد ليفربول على ملعب أنفيلد الموسم الماضي، وبعد ثمانية أشهر، لا يبدو أنه قد نضج وتسبب سلوكه الطفولى إلى تدمير معنويات زملائه في الفريق خلال مباراة الديربي.

وقال روي كين قائد يونايتد السابق لشبكة سكاي سبورتس: "بعد اليوم، سأخلع عنه شارة القيادة بالتأكيد أعلم أنه قرارًا كبيرًا، فرنانديش ليس قائدًا إنه لاعب موهوب، لا شك في ذلك، لكنني أعتقد أن ما رأيته معه اليوم مرة أخرى، وهو يتذمر، ويرفع ذراعيه في الهواء باستمرار، هذا غير مقبول حقًا".

ولا ينعم فريق اليونايتد بالقادة، لكن لديه خيارين أفضل من فرنانديش، وهم الثنائي رافائيل فاران، ولوك شو.

حاول تين هاج فرض سلطته في يونايتد في عدد من المناسبات، مثل طرد كريستيانو رونالدو وجادون سانشو من فريقه، وانتهت فترة النجم البرتغالي الثانية في أولد ترافورد بطريقة مثيرة للجدل، حيث تم إنهاء عقده بعد لقائه الشهير مع بيرس مورجان.

وتحسنت نتائج يونايتد بعد رحيل الفائز بالكرة الذهبية خمس مرات، لكن معاملة تين هاج لسانشو كانت غير مبررة، وعمل جناح بوروسيا دورتموند السابق بجد لاستعادة شعبيته مع مدربه في نهاية موسم 2022-23، لكنه وقع ضحية غضبه مرة أخرى في أوائل سبتمبر واتهم تين هاج سانشو بعدم الالتزام بالتدريب، وهو ما أدى إلى هجوم اللاعب البالغ من العمر 23 عامًا عليه بمواقع التواصل الاجتماعي ورغم حذفه منشوره إلى أنه تم تجميده إلى أجل غير مسمى، ويبدو من المحتمل أن يغادر سانشو في يناير.

ولا يوجد بدلاء جيدين في مركز سانشو، حيث مازال ماركوس راشفورد وأنتوني يعانون من تراجع المستوى، ويبدو أن تين هاج، حتى الآن لم يصل للتشكيل الأفضل لفريقه، ويواجه ضغطًا كبيرًا بسبب التوقعات الضخمة من الجماهير له.

وتسأل زلاتان إبراهيموفيتش، مؤخرًا عما إذا كان تين هاج مناسبًا لمنصبه الحالي، وقال لبيرس مورجان في برنامج "Talk TV": "لقد جاء إلى يونايتد، إنه يتمتع بعقلية مختلفة، ولاعبون مختلفون ومن المفترض أن يكون اللاعبون هناك نجومًا، إنه في وضع مختلف أستطيع أن أتخيل أن قدومه من أياكس إلى يونايتد يمثل فرقًا كبيرًا، لأنني كنت في كلا الناديين إنه أسلوب مختلف ونوع مختلف من الانضباط أعتقد أنه يحتاج إلى مزيد من الوقت من أجل الحصول على الخبرة في كيفية التعامل مع فريق أعلى".

خاض يونايتد ديربي مانشستر الأول هذا الموسم بعد ثلاثة انتصارات متتالية في جميع المسابقات، مما أعطى تين هاج مهلة قصيرة وأدى الفوز الساحق في الدوري الإنجليزي على برينتفورد وشيفيلد يونايتد إلى إعادة الشياطين الحمر إلى المراكز الأربعة الأولى، كما حصدوا أول ثلاث نقاط لهم في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم على أرضهم أمام كوبنهاجن.

ومع ذلك، فمن العدل أن نقول إن يونايتد لم يلعب بشكل جيد في أي من تلك المباريات ويبقى الفوز 3-0 على كريستال بالاس في الجولة الثالثة من كأس كاراباو هي المباراة الوحيدة التي فاز فيها الشياطين الحمر بأداء مميز.

ويبدو يونايتد قادرًا على الهزيمة في كل مباراة يشارك فيها، ويجب أن يظهر تين هاج ولاعبيه استحقاقهم للمكان الذي يتواجدون فيه، وقال تين هاج: "في الشوط الأول كانت لدينا خطة لعب جيدة جدًا وكان التنفيذ جيدًا، المباريات الثلاث التي سبقت الفوز والروح كانوا مرتفعين أعتقدنا أننا في طريقنا للأعلى".

ولم يصدق أي مشجع ليونايتد هذا الكلام فلم تظهر "الروح المعنوية" بعد خروج اللاعبين في الشوط الأول وهم متخلفين بنتيجة 1-0 وسمحوا للسيتي في الشوط الثاني بالتحكم في المباراة تمامًا وتسجيل هدفين.

وبعد مباراة الجولة الرابعة من كأس كاراباو ضد نيوكاسل غدًا الأربعاء، سيكون لدى يونايتد سلسلة أسهل من المباريات على الورق حيث سيستضيف فريق لوتون تاون وفولهام وإيفرتون، ومن المتوقع أن يحصل يونايتد على أكبر عدد من النقاط، لكن لن يتفاجأ أحد إذا لم يفعلوا ذلك.

وإذا قرر اليونايتد رحيل تين هاج، سيكون أمام خليفته مهمة ضخمة لإزالة الفوضى التي تركها المدرب الهولندي وراءه.