لم يكن الهدف الذي سجله كيليان مبابي أمام ريال سوسييداد ولا تمريرته الحاسمة مجرد أرقام عابرة في سجل اللقاء، بل كانت انعكاسًا لأداء شامل يوضح حجم التأثير الذي يفرضه الفرنسي على كل تفاصيل المباراة.
لعب كامل الدقائق التسعين محافظًا على مستواه البدني والفني حتى صافرة النهاية، وهو ما يعكس جاهزيته العالية وثقة المدرب ألونسو في قدرته على صناعة الفارق حتى اللحظة الأخيرة.
إحصائياته الفردية تكشف الكثير: هدف + تمريرة حاسمة، بمعدل 0.83 xG و0.09 xA، إلى جانب تسديدتين على المرمى وخمس محاولات أخرى متنوعة.
المثير أن مبابي كان في قمة فعاليته في المواجهات الفردية، حيث نجح في 7 مراوغات من أصل 7 محاولات بنسبة نجاح كاملة 100%، ليُظهر أنه لا يكتفي بإنهاء الهجمات، بل يصنع منها زخمًا متواصلاً يربك دفاعات الخصم.
إلى جانب ذلك، لمس الكرة 44 مرة بدقة تمرير وصلت إلى 89% (16 من أصل 18 تمريرة صحيحة)، ما يؤكد أنه لم يكن معزولًا عن اللعب الجماعي، بل حاضرًا كحل دائم في بناء الهجمة.
كما برز بقوة في الجانب البدني، بفوزه بـ 9 من أصل 13 التحام أرضي، ونجاحه في جميع التحامات الهواء (2 من 2)، وهو ما يبرز تنوعه وقدرته على التفوق في مختلف الجوانب التكتيكية.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، فقد صنع مبابي فرصتين محققتين للتسجيل، ووقف القائم حائلًا أمام مضاعفة حصيلته التهديفية، فيما أهدر فرصة كبيرة كانت كفيلة بحسم النتيجة مبكرًا.
كل هذه الأرقام جعلت منه ليس فقط رجل الحسم الأول في ريال مدريد، بل أيضًا منظومة هجومية متكاملة تجمع بين اللمسة الأخيرة وصناعة اللعب والمجهود البدني الكبير، لتؤكد أن الفريق بات يعتمد عليه كنقطة ارتكاز رئيسية في مشروعه الهجومي.