Mbappe GFX AI generatedGoal AR

الكرة الذهبية مسألة وقت.. وجود مبابي في ريال مدريد ظالم لبقية أندية الليجا!

لم يحتج كيليان مبابي سوى أربع مباريات فقط بقميص ريال مدريد في الدوري الإسباني هذا الموسم ليؤكد أنه الصفقة الأهم في أوروبا، وأن انتقاله إلى "الميرنجي" لم يكن مجرد خطوة رياضية عادية، بل بداية قصة جديدة لنجم عالمي يسعى لاعتلاء قمة كرة القدم.

مواجهة ريال سوسييداد ضمن الجولة الرابعة كانت محطة جديدة أضاء فيها الفرنسي سماء "الميرنجي"، حيث قاد فريقه لانتصار ثمين بهدف وصناعة، تاركًا خلفه أرقامًا استثنائية وأداءً يُبشر بموسم لا يُنسى.

  • Kylian Mbappe Real Madrid 2025-26Getty

    الكرة الذهبية.. مجرد وقت

    كيليان مبابي يعيش واحدة من أفضل انطلاقاته الكروية على الإطلاق، حيث نجح في تسجيل 13 هدفًا خلال آخر 9 مباريات رسمية خاضها مع الأندية والمنتخب، وهو رقم يعكس مدى ثباته على القمة وقدرته على صناعة الفارق في كل مواجهة يدخلها.

    ومع ريال مدريد وحده، تمكن النجم الفرنسي من إحراز 4 أهداف كاملة وصناعة هدف آخر خلال أول أربع جولات في الدوري الإسباني، ليُثبت سريعًا أنه ليس بحاجة لوقت طويل من أجل التأقلم مع أجواء "البرنابيو".

    الأكثر لفتًا للأنظار أن مبابي لم يكتفِ بتسجيل وصناعة الأهداف، بل كان دائمًا اللاعب الأكثر تأثيرًا في مجريات اللعب، وهو ما منحه لقب رجل المباراة في ثلاث مناسبات حتى الآن، ليترسخ اسمه كأيقونة جديدة للميرنجي أمام أعين الجماهير المدريدية.

    هذا المستوى المميز لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة جهد بدني وذهني ضخم، إضافة إلى رغبة واضحة من مبابي في كتابة التاريخ بقميص ريال مدريد بعد سنوات طويلة من الجدل حول انتقاله.

    انطلاقة مبابي الصاروخية تجعلنا نضعه بلا تفكير على أعتاب سباق الكرة الذهبية 2026، إذ لا يختلف اثنان على أن استمرار هذا النسق الهجومي المذهل، مقترنًا بما ينتظره من تحديات كبرى، سيمنحه أفضلية كبيرة على بقية النجوم.

    فالموسم ما زال طويلًا، ومباريات دوري أبطال أوروبا تمثل الاختبار الحقيقي لطموحاته، فيما ينتظره حدث أكبر على المستوى الدولي يتمثل في المشاركة مع منتخب فرنسا في كأس العالم 2026، البطولة التي قد تكون كلمة الفصل في تحديد هوية أفضل لاعب في العالم.

    وبناءً على ما يُقدمه حتى اللحظة، لم تعد الكرة الذهبية بالنسبة لمبابي حلمًا بعيد المنال أو مجرد طموح، بل تبدو أقرب إلى كونها مسألة وقت لا أكثر، شرط أن يحافظ على استمراريته ويُجنّب نفسه شبح الإصابات. فالجماهير باتت ترى فيه الوريث الشرعي لعرش كرة القدم، والنقاد بدأوا يتعاملون مع تألقه على أنه قاعدة ثابتة، لا مجرد لحظة عابرة.

  • إعلان
  • إصابة مقلقة في توقيت حساس

    رغم السحر الكروي الذي يقدمه كيليان مبابي بقميص ريال مدريد منذ بداية الموسم، إلا أن مباراة ريال سوسييداد حملت بعض القلق لعشاق الميرنجي، بعدما تعرض النجم الفرنسي لإصابة قوية في الشوط الثاني إثر تدخل عنيف.

    صحيح أن مبابي أظهر قوة شخصية كبيرة باستكماله اللقاء حتى صافرة النهاية دون أن يُظهر تأثرًا واضحًا، إلا أن علامات الاستفهام بدأت تُطرح حول مدى جاهزيته البدنية في الأسابيع المقبلة، خاصة وأن الإصابات العضلية أو المفصلية غالبًا ما تترك أثرها حتى وإن لم تظهر بشكل مباشر في اللحظة ذاتها.

    الجماهير المدريدية والجهاز الطبي بدوا في حالة ترقب، إدراكًا منهم لحساسية المرحلة المقبلة من الموسم.

    ريال مدريد مقبل على سلسلة من المواجهات الصعبة، تبدأ بموقعة قوية أمام أولمبيك مارسيليا في دوري أبطال أوروبا، ثم ديربي مدريد المنتظر ضد أتلتيكو يوم 27 سبتمبر الجاري، قبل أن يدخل الفريق في شهر أكتوبر الناري بمواجهة يوفنتوس في تورينو يوم 22، ثم الكلاسيكو المترقب أمام برشلونة يوم 26 من الشهر ذاته.

    مثل هذه المباريات تحتاج إلى مبابي في كامل جاهزيته، ليس فقط لأنه أحد عناصر الفريق، بل لأنه بات بالفعل الورقة الرابحة الأولى في مشروع تشابي ألونسو الجديد.

  • FBL-ESP-LIGA-REAL SOCIEDAD-REAL MADRIDAFP

    نسخة بدنية مثالية

    اليوم، أصبح من الواضح أن مبابي ليس مجرد صفقة جماهيرية، بل هو حجر الأساس الذي يُبنى عليه شكل ريال مدريد الهجومي، وأي غياب له قد يُربك حسابات المدرب الإسباني؛ لذلك، فإن الحفاظ على سلامته البدنية وإدارته بشكل دقيق بين المشاركة والراحة قد يكون العامل الأهم في قدرة الفريق على عبور هذه المرحلة الصعبة بأقل الخسائر.

    النسخة التي يقدمها كيليان مبابي هذا الموسم مع ريال مدريد تبدو مختلفة كليًا عما اعتاد عليه الجمهور في سنواته الأخيرة مع باريس سان جيرمان.

    النجم الفرنسي استغل فترة الإعداد الصيفية بأفضل شكل ممكن، حيث ركّز على تفاصيله البدنية بشكل استثنائي، سواء في ضبط وزنه أو تعزيز قوته العضلية واللياقية، ليظهر بجسد خفيف وأداء أكثر مرونة وسرعة، وهو ما جعله أشبه بآلة هجومية يصعب إيقافها.

    المدافعون باتوا يواجهون صعوبة مضاعفة أمامه، ليس فقط بسبب سرعته الهائلة، بل أيضًا بفضل قدرته على تغيير الإيقاع والتحرك في مساحات ضيقة بكفاءة عالية.

    هذا التحول البدني والذهني يعيد إلى الأذهان نسخة مبابي المرعبة في كأس العالم 2022 بقطر، حين كان اللاعب الأكثر تأثيرًا ورعبًا للمدافعين، وتمكن من قيادة فرنسا حتى النهائي بأداء فردي خارق.

    واليوم، ومع ريال مدريد، يبدو أن مبابي وصل إلى ذروة نضجه الكروي، جامعًا بين القوة البدنية الهائلة والنضج الذهني الذي يمنحه القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة تحت الضغط، ليُصبح أكثر اكتمالًا من أي وقت مضى.

    هذه النسخة من مبابي ليست مجرد نسخة أكثر جاهزية بدنيًا، بل هي انعكاس لمرحلة جديدة من مسيرته؛ مرحلة يدرك فيها أن التفاصيل الصغيرة – من التغذية إلى أسلوب التدريب والراحة – هي التي تصنع الفارق بين لاعب جيد ونجم استثنائي،وهو ما يجعله اليوم أقرب من أي وقت مضى لتحقيق حلمه الأكبر بالهيمنة على الجوائز الفردية، وفي مقدمتها الكرة الذهبية.

  • أرقام استثنائية ضد سوسييداد

    لم يكن الهدف الذي سجله كيليان مبابي أمام ريال سوسييداد ولا تمريرته الحاسمة مجرد أرقام عابرة في سجل اللقاء، بل كانت انعكاسًا لأداء شامل يوضح حجم التأثير الذي يفرضه الفرنسي على كل تفاصيل المباراة. 

    لعب كامل الدقائق التسعين محافظًا على مستواه البدني والفني حتى صافرة النهاية، وهو ما يعكس جاهزيته العالية وثقة المدرب ألونسو في قدرته على صناعة الفارق حتى اللحظة الأخيرة.

    إحصائياته الفردية تكشف الكثير: هدف + تمريرة حاسمة، بمعدل 0.83 xG و0.09 xA، إلى جانب تسديدتين على المرمى وخمس محاولات أخرى متنوعة.

    المثير أن مبابي كان في قمة فعاليته في المواجهات الفردية، حيث نجح في 7 مراوغات من أصل 7 محاولات بنسبة نجاح كاملة 100%، ليُظهر أنه لا يكتفي بإنهاء الهجمات، بل يصنع منها زخمًا متواصلاً يربك دفاعات الخصم.

    إلى جانب ذلك، لمس الكرة 44 مرة بدقة تمرير وصلت إلى 89% (16 من أصل 18 تمريرة صحيحة)، ما يؤكد أنه لم يكن معزولًا عن اللعب الجماعي، بل حاضرًا كحل دائم في بناء الهجمة.

    كما برز بقوة في الجانب البدني، بفوزه بـ 9 من أصل 13 التحام أرضي، ونجاحه في جميع التحامات الهواء (2 من 2)، وهو ما يبرز تنوعه وقدرته على التفوق في مختلف الجوانب التكتيكية.

    ولم يقتصر الأمر على ذلك، فقد صنع مبابي فرصتين محققتين للتسجيل، ووقف القائم حائلًا أمام مضاعفة حصيلته التهديفية، فيما أهدر فرصة كبيرة كانت كفيلة بحسم النتيجة مبكرًا.

    كل هذه الأرقام جعلت منه ليس فقط رجل الحسم الأول في ريال مدريد، بل أيضًا منظومة هجومية متكاملة تجمع بين اللمسة الأخيرة وصناعة اللعب والمجهود البدني الكبير، لتؤكد أن الفريق بات يعتمد عليه كنقطة ارتكاز رئيسية في مشروعه الهجومي.

  • Real Sociedad v Real Madrid CF - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    وجود مبابي في ريال مدريد ظلم لمنافسيه بالليجا

    مما لا شك فيه أن وجود كيليان مبابي في الدوري الإسباني يُمثل إضافة نوعية كبرى للمسابقة، لكن في الوقت ذاته يمكن القول إنه نوع من الظلم لبقية أندية الليجا، إذ من المستحيل تقريبًا مجاراة التأثير الاستثنائي الذي يقدمه النجم الفرنسي بقميص ريال مدريد.

    فالأرقام والأداء يؤكدان أن مبابي لا يُعتبر مجرد لاعب كبير يرفع من جودة فريقه، بل هو عنصر قادر على اختلال ميزان القوى بشكل واضح داخل البطولة.

    ريال مدريد مع مبابي أصبح يملك أفضلية شبه دائمة في كل مواجهة، ليس فقط بسبب قدرته على تسجيل وصناعة الأهداف، بل لأنه يفرض هيبة تكتيكية تجعل المنافسين يدخلون اللقاء وهم يفكرون أولًا في كيفية إيقافه قبل التفكير في خططهم الهجومية.

    ولو كان في كل نادٍ بالليجا لاعب بمستوى مبابي، لكانت المنافسة أكثر توازنًا، لكن الواقع يقول إن وجوده في مدريد وحده سيجعل الفوارق أكبر، وقد يُعيدنا إلى سنوات سيطرة الفريق الملكي في حقبة كريستيانو رونالدو، حين كان يملك الورقة الرابحة التي تحسم أصعب المباريات.

0