كورتيس جونز .. من "مشجع آرسنال" إلى نجم ليفربول!

كان يوم الجمعة الماضي هو الذكرى السنوية الرابعة لهدف جونز الأول مع ليفربول في الفوز الرائع ضد إيفرتون وجعله أصغر هداف في ديربي ميرسيسايد منذ روبي فاولر في عام 1994.

وكان جونز، يبلغ من العمر 18 عامًا فقط في ذلك الوقت، لكنه لعب بنضج كبير وبالتالي، لم يكن من المفاجئ حقًا رؤيته وهو يقود نادي طفولته لأول مرة بعد مرور ما يزيد قليلاً عن عام.

أثار اللاعب الشاب إعجاب كلوب، منذ المرة الأولى التي رآه فيها يتدرب مع "مجموعة المواهب" التابعة لبيب ليندرز في ميلوود.

وقال كلوب: "نظرت خارج مكتبي وكان السؤال التالي: "كم عمره؟" عندما قيل له أن جونز يبلغ من العمر 15 عامًا فقط قلت: "من الواضح أنه بالفعل موهبة هائلة!"

لعب جونز 34 مباراة في جميع المسابقات خلال موسم 2020-21، لكنه ظهر عندما كان ليفربول يسعى للفوز برباعية تاريخية في نهاية الموسم.

وكان يحظى بتقدير كبير جدًا من كلوب، ولهذا السبب تم رفض العروض المقدمة له من ليدز يونايتد وأستون فيلا.

وصفه ليندرز بأنه "آلة بدنية" ولكن إحدى مشاكله كانت تعرضه لإصابات مؤسفة ومتكررة، ولذلك لم ينجح في تأمين مكان أساسي له بسبب مشاكل اللياقة البدنية أو المنافسة الشديدة بمركزه من لاعبين آخرين.

قال جونز: "كنت دائمًا فتى يريد فقط الذهاب وتسجيل الأهداف والركض وامتلاك الكرة لكنني شعرت وكأنني اصطدمت بحائط، ولم أتمكن حقًا من اتخاذ الخطوة التالية".

ونتيجة لذلك، اعتمد جونز على أسلوب لعب أكثر حذرًا قام بإبطاء المباريات، الأمر الذي أثار إحباط كلوب، الذي قال في تصريحات لموقع "جول" عام 2022: "أنا أحب الصبي وأحب الإمكانيات التي يتمتع بها لكن علينا الآن أن نتخذ الخطوات التالية ونتأكد من أنه يستخدم مهاراته على أرض الملعب".

وتابع: "إنه شاب صغير جدًا، ولكن أرى أن إمكانياته لا تصدق لذا علينا أن نجد طريقة لإظهار ذلك كثيرًا".

كان موسم ليفربول عام 2022-2023 صعبًا، لكنه لم يخلوا من النجاحات وربما فشل فريق الريدز في الفوز بأي لقب كبير، لكنهم أنهوا الموسم بقوة لسببين، الأول أن القرار الجريء بتحريك الظهير الأيمن ترينت ألكسندر أرنولد، إلى خط الوسط حسن مستوى ليفربول كثيرًا، والثاني هو استدعاء موهبة محلية ومنحها الثقة.

ولم يخسر ليفربول أي مباراة في الدوري الإنجليزي بعد إعادة جونز، إلى التشكيلة الأساسية ضد تشيلسي وكان جزء لا يتجزأ من سلسلة 11 مباراة دون هزيمة ومن الناحية الإحصائية، لا يوجد مرر أكثر دقة منه في تشكيلة ليفربول.

ولسوء الحظ تعرض للإصابة هذا الموسم ثم تم إيقافه ثلاث مباريات بسبب البطاقة الحمراء القاسية ضد توتنهام وبعد ذلك تحسن مستوى جونز، ضد نيوكاسل وأثنى كلوب عليه قائلاً:" إنه يحدد المستوى الذي يجب أن يبدو عليه".

تحسن جونز، وأصبح يلعب الآن بالسرعة التي طالبه بها كلوب منذ فترة طويلة، مما أدى إلى تسجيله هدفين في الفوز الكاسح بنتيجة 5-1 على وست هام.

وقال المدرب بعد مباراة ربع نهائي كأس الرابطة على ملعب أنفيلد: "أنا سعيد حقًا من أجله فمجموعة المهارات التي يتمتع بها هائلة وفي بعض الأحيان ينسى تسريع المباراة بالكرة فهو لديه هذه السرعة لكنه لا يستخدمها كثيرًا لقد فعل ذلك الليلة، ونأمل أن يكرر ذلك".

وأشار كودي جاكبو، مهاجم ليفربول في مقابلة أجريت معه مؤخرًا بعد المباراة، أن جونز يجني ثمار قضائه ساعات متواصلة من العمل "خلف الأبواب المغلقة" لتحقيق ما أراده كلوب.

وقال جونز: "لم أكن أبدًا طفلاً يفكر في أن أكون أول من يذهب ويضغط أو يحاول الركض أكثر، تعلمت ذلك وأحاول العمل فقط ولا يزال لدي الكثير من الأشياء لأتعلمها، لكنني سأصل إلى هناك".

اهتمام آرسنال الحالي بجونز، طبيعيًا فهو اللاعب رقم 8 الذي كان يفتقده أرتيتا منذ اللحظة التي استبدل فيها جرانيت تشاكا بكاي هافرتس.

ومع وجود جونز، يمكن أن يعود ديكلان رايس، لدوره المفضل في خط الوسط، بدلاً من معاناته الحالية واضطراره للعودة للتغطية الدفاعية.

ويُزعم أن جونز، كان من مشجعي أرسنال في طفولته، على الرغم أنه في كل مرة يوقع فيها عقدًا جديدًا في آنفيلد، يؤكد أنه كان مؤيدًا لليفربول طوال حياته.

والحقيقة المؤكدة حاليًا أن ليفربول ليس لديه أي نية للتخلي عن موهبته المستقبلية.