GOALأثارت الأرقام الأخيرة لسقف الرواتب في الليجا صدمة في أوساط جماهير برشلونة، وتركت الجميع يطرح سؤالًا واحدًا مُلحًا: بعد كل الحديث عن التعافي والرافعات الاقتصادية، لماذا تم تخفيض سقف رواتب النادي مرة أخرى وبهذا الشكل الدراماتيكي؟
الإجابة لا تكمن في شماعة قواعد الليجا الصارمة أو إرث بارتوميو الذي لم يعد عذرًا كافيًا، الإجابة تكمن في سلسلة من الخطايا الإدارية والمالية التي ارتكبتها إدارة جوان لابورتا الحالية، والتي كشفت أن الحلول السريعة لم تكن سوى وهم.
AFPكانت الخطيئة الاستراتيجية الأولى هي الاعتماد على الرافعات الاقتصادية كعلاج سحري بدلاً من كونها مسكنًا مؤقتًا.
لقد باعت الإدارة أصول النادي المستقبلية لتوفير سيولة فورية سمحت بتسجيل اللاعبين، لكنها لم تحل المشكلة الهيكلية الأساسية.
هذا الاعتماد المفرط على بيع المستقبل خلق شعورًا زائفًا بالتحسن، بينما كانت القنبلة الموقوتة لا تزال تدق.
Getty Images Sportهنا تكمن الإجابة المباشرة على سؤال لماذا الآن؟ السبب الرئيسي وراء التخفيض الأخير والمفاجئ هو فشل الإدارة في تمرير إحدى الحيل المحاسبية.
حاول برشلونة تسجيل 100 مليون يورو من الإيرادات بطريقة لم يقبلها مدققو رابطة الليجا، ولم يكن هذا قرارًا ظالمًا من الليجا، بل كان رفضًا واضحًا لمحاولة تحايل على القواعد.
هذه الخطيئة كلفت النادي مباشرةً تخفيضًا في سقف رواتبه بقيمة 112 مليون يورو، وكشفت أن الأساس الذي بنت عليه الإدارة ميزانيتها كان هشًا وغير حقيقي.
AFPما زاد الطين بلة هو سوء إدارة أحد أهم مشاريع النادي، فبدلاً من أن يكون الكامب نو الجديد هو شريان الحياة المالي، أصبح مصدرًا للخسائر المستمرة.
تأخر عودة الفريق للملعب يكلف النادي ما بين 60 إلى 70 مليون يورو سنويًا من إيرادات المباريات المفقودة، هذه الخطيئة التشغيلية فاقمت من أثر الخطيئة المحاسبية، ففي الوقت الذي كان يجب فيه تعظيم الإيرادات، كانت الإدارة تخسرها بسبب فشلها في الالتزام بالجدول الزمني للمشروع، دون الحصول ولو على يورو واحد تعويض من الشركة المنفذة للمشروع على الرغم من وجود حديث عن بند يسمح بحصول برشلونة على تعويض بحوالي مليون يورو عن كل يوم تأخير.
AFPفي ظل كل هذه الأزمات، كانت الخطيئة المستمرة هي الفشل في تحقيق نمو حقيقي في الإيرادات التجارية، واجهت الإدارة صعوبات في إبرام عقود رعاية جديدة بنفس القوة المالية التي كانت عليها في الماضي، كما فشلت في تجديد بعض العقود الأخرى بالأرقام التي كانت تسعى لها.
هذا العجز عن إيجاد مصادر دخل جديدة ومستدامة جعل النادي يعتمد بشكل خطير على الرافعات التي ثبت الآن أنها سيف ذو حدين.
AFPإذًا، لماذا انخفض سقف الرواتب مجددًا؟ لأن الإدارة راهنت على حيلة محاسبية فاشلة، وتزامن هذا الفشل مع خسائر مستمرة ناتجة عن سوء إدارة ملف الملعب وعجز تجاري واضح.
لقد حان الوقت لإنهاء عصر الأعذار والاعتراف بأن الطريق الوحيد لإعادة بناء برشلونة يمر عبر الشفافية، والإدارة الحقيقية، والتوقف عن بيع حلول وهمية لمشاكل عميقة ومتجذرة.
