Real Madrid v Sevilla - La LigaGetty Images Sport

النهايات أخلاق يا رونالدو .. كريستيانو يصر على محو تاريخه الطويل مع الجائزة "المشبوهة"، وواحدة من كراته تبرر اتهاماته!

في الوقت الذي يستعد فيه النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، أسطورة ريال مدريد ومانشستر يونايتد ولاعب النصر السعودي الحالي، لحفل زفاف أسطوري يتوج به قصة حبه الطويلة مع صديقته جورجينا رودريجيز، يبدو أنه وضع نهاية سوداء لعلاقة حب أخرى ربما كانت أطول وبرباط أقوى وتحديدًا مع جائزة الكرة الذهبية!

رونالدو الذي توج بالجائزة الفردية الأعرق في تاريخ كرة القدم، للمرة الأولى في 2008، بعد موسم مذهل مع مانشستر يونايتد حصد خلاله دوري أبطال أوروبا، ظل حوالي 10 سنوات منافسًا شرسًا على الجائزة مع غريمه الأزلي الأرجنتيني ليونيل ميسي، فتارة يفوز بها وأخرى يخطفها "البرغوث" في صراع تاريخي.

لكن منذ أن غابت شمس رونالدو عن المنافسة على الكرة الذهبية، وتحديدًا عندما خسرها لأول مرة لصالح منافس غير ليونيل ميسي، في 2018 عندما توج بها النجم الكرواتي لوكا مودريتش وحل "الدون" وصيفًا، تحول موقفه بشدة تجاه المسؤولين عن الجائزة، وخرج علنًا في أكثر من مناسبة بتصريحات هجومية حول طريقة اختيار الفائزين ملمحًا لوجود شبهات في ذلك.

وتأتي هذه التصريحات في سياق تحول واضح في موقف رونالدو من الجوائز الفردية، إذ كان في بداية مسيرته يعتبر الكرة الذهبية هدفًا رئيسيًا، لكنه اليوم يراها "غير عادلة" و"فاقدة للشفافية"، ما يفتح الباب أمام تساؤلات واسعة حول مصداقية "البالون دور"، وهو ما نحاول الإجابة عنه في السطور التالية..

  • Real Madrid v Sevilla - La LigaGetty Images Sport

    رونالدو والكرة الذهبية "قصة عشق" متقلبة!

    تُوج رونالدو بجائزة الكرة الذهبية 5 مرات، موزعة على فترات مختلفة من مسيرته، فكما ذكرنا بدأت يداه تلمس الذهب في 2008 عندما كان نجمًا واعدًا بقميص مانشستر يونايتد، في موسم تُوج خلاله بدوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي.

    وبعد غياب 4 سنوات تحديدًا في عامي 2013 و2014، عاد "الدون" للتتويج بالجائزة الذهبية بعد فترة هيمنة لميسي، بفضل أرقامه القياسية مع ريال مدريد.

    ومع سيطرة الملكي على القارة العجوز في تلك الحقبة، استعاد سيطرته على الكرة الذهبية في عامي 2016 و2017، حيث عزز مكانته بعد قيادة ريال مدريد للفوز بدوري الأبطال مرتين متتاليتين، إلى جانب تتويجه بكأس أوروبا مع البرتغال في 2016.

    رونالدو يُعد ثاني أكثر لاعب فوزًا بالجائزة بعد ميسي، كما أنه أكثر من حصل على المركز الثاني في تاريخها، وهو أول لاعب يفوز بها مع فريقين مختلفين، ما يعكس تنوع نجاحاته وتعدد تجاربه في أعلى مستويات المنافسة.

    ورغم الجدل الذي يحيط بالجائزة، تبقى مسيرته معها مرآة لمسيرة استثنائية جمعت بين الإنجاز الفردي والجماعي، وأعادت تعريف معنى "اللاعب الكامل" في كرة القدم الحديثة، لكن التحول الحقيقي في هذه العلاقة المتقلبة بدأ فعليًا عندما فقد "الدون" سيطرته تمامًا على الكرة الذهبية وبالأدق تعبيرًا عندما وسع ميسي الفارق معه للأب إلى 3 كرات ذهبية.

  • إعلان
  • هجوم مكرر من رونالدو على الكرة الذهبية

    في تصريحات مثيرة للجدل، جدد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو انتقاداته لجائزة الكرة الذهبية، واصفًا إياها بأنها "لا تمت للواقع بصلة وفقدت مصداقيتها"، في إشارة واضحة إلى ما يعتبره انحيازًا وعدم شفافية في آلية اختيار الفائزين.

    رونالدو، الذي توج بالجائزة خمس مرات خلال مسيرته، لم يخفِ استياءه من استبعاده المتكرر من قوائم المرشحين في السنوات الأخيرة، خصوصًا بعد فوز غريمه التقليدي ليونيل ميسي بالجائزة للمرة الثامنة.
    وقال في تصريحات لصحيفة "ريكورد" البرتغالية: "هذا لا يعني أن ميسي أو هالاند أو حتى مبابي لا يستحقونها، لكن الأرقام لا تخدع. يجب أن ننظر إلى الموسم بأكمله".

    وهذه ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها "الدون" الجائزة الأشهر في عالم كرة القدم، ففي تعليق سابق، وصف رونالدو الكرة الذهبيةة بأنها "خيالية"، مضيفًا: "الجوائز الفردية لا قيمة لها، لأنني أعرف ما يدور خلف الكواليس".

  • Rodri Cristiano Ronaldo Ballon d'OrGetty/GOAL

    جائزة رودري تحرج رونالدو!

    كما انتقد رونالدو فوز الإسباني رودري بالجائزة في عام 2024، معتبرًا أن زميله فينيسيوس جونيور كان الأحق بها، وقال في حفل توزيع جوائز "جلوب سوكر": "لهذا السبب أحب جوائز جلوب سوكر، إنها صادقة".

    وأضاف: "أحب المنافسة مع الشباب، في بعض الأحيان هم لا يحترمون اللاعبين الكبار، ولكن يجب عليهم الاحترام، لأننا دائمًا نتنافس ضدهم بطريقة جيدة".

    وتابع: "أحب ما يقدمه اللاعبون الشباب مثل بيلينجهام، لامين يامال، فينيسيوس جونيور، الذي يقدم مستويات مميزة وكان يستحق الفوز بجائزة الكرة الذهبية في رأيي، ما حدث لم يكن عادلًا، وأقول هذا أمام الجميع".

    وأردف رونالد: "لقد منحوها إلى رودري، وهو يستحقها ولكني أعتقد أنه فينيسيوس، كان الأحق بها لقد فاز بدوري أبطال أوروبا، وسجل في المباراة النهائية، بقية المعايير الأخرى لا تعنيني ولا تهم، يجب أن تمنح الجائزة لمن يستحق".

    وأكمل: "لكن الجميع يعرف هؤلاء، يفعلون نفس الأمر دائمًا، لذا أنا أحب جائزة جلوب سوكر، وأتمنى أن تستمر هكذا فالعاملين عليها يجعلوها جائزة صادقة، وهذا جيد جدًا".

    تصريحات رونالدو أثارت ردود فعل واسعة، حيث رد رودري قائلاً: "رونالدو يعرف أكثر من أي شخص آلية عمل هذه الجائزة، وربما كان سيوافق عليها لو فاز بها".وأضاف: "الصحفيون الذين صوتوا لي قد يكونون نفسهم من صوتوا له سابقًا، وأعتقد أنه كان راضيًا عن الجائزة وقتها".

  • Cristiano Ronaldo Messi Ballon D'OrGetty Images

    هل رونالدو لديه جانب من الصواب؟

    كما ذكرنا مسبقًا أن هجوم رونالدو على طرق اختيار الفائز بالكرة الذهبية ارتبط بخسارته للجائزة أمام منافسيه، وهذا أمر به بعض من المنطق، لكنه ليس كل الحقيقة، فهناك تيار كبير عارض آلية الاختيار والنتائج على مدار السنوات الماضية، ومنها سنوات فاز فيها الدون بالبالون دور وكذلك ميسي.

    فمن ينسى نسخة 2010 التي تعد واحدة من أكثر نسخها إثارة للجدل، وذلك بسبب اختيار ميسي للفوز بها، متفوقًا على زميليه في برشلونة، الإسبانيين أندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز، رغم أن الأخيرين كانا من أبرز نجوم منتخب إسبانيا المتوج بكأس العالم في جنوب إفريقيا.

    الجدل لم يقتصر على الجماهير، بل شمل حتى ميسي نفسه، الذي صرّح قبل إعلان النتيجة أنه يتمنى فوز أحد زميليه بالجائزة، معتبرًا أن إنجازاتهما الدولية تفوق ما قدمه هو شخصيًا في ذلك العام.

    كذلك، كان غياب الهولندي ويسلي شنايدر عن الثلاثي النهائي، رغم قيادته إنتر ميلان لتحقيق ثلاثية تاريخية (الدوري، الكأس، دوري الأبطال)، ووصوله إلى نهائي كأس العالم مع منتخب بلاده، لغزًا كبيرًا، حيث اعتبر كثيرون أن شنايدر كان الأحق بالتواجد على الأقل ضمن الثلاثة الأوائل، لكن ذلك لم يحدث.

  • Real Madrid v Sevilla - La LigaGetty Images Sport

    كرة تدين رونالدو أيضًا!

    في عام 2013 لم تختلف الصورة كثيرًا، حيث وجدنا رونالدو يصعد ليتسلم الجائزة الذهبية، متفوقًا على ليونيل ميسي وفرانك ريبيري، في سباق شهد جدلًا واسعًا حول معايير الاختيار وتوقيت التصويت.
    صحيح أن رونالدو قدم موسمًا فرديًا مذهلًا مع ريال مدريد، وسجل 69 هدفًا في العام الميلادي 2013، لكن الاتهامات لاحقت لجنة الجائزة، بسبب تجاهل الفرنسي فرانك ريبيري الذي كان نجم بايرن ميونخ في موسم تاريخي، حيث حقق الثلاثية (الدوري، الكأس، دوري الأبطال)، وكان يُنظر إليه كمرشح قوي للجائزة.

    هذه الجائزة قد تؤكد بالفعل على صدق بعض اتهامات رونالدو، لكنها أيضًا كما ألمح رودري تشير إلى شبهة مجاملة له في واحدة من جوائزه، لتؤكد على جدل لن ينتهي طالما استمر تقديم هذه الجائزة على مسرح شاتليه في العاصمة الفرنسية باريس.