بدأت بالشهد وانتهت بالدموع .. أسطورة النصر يكرم كريستيانو رونالدو والملعب "يحرجه" أمام الخلود!

أسطورة تجاور أسطورة، تاريخ الماضي والحاضر، تمثّل في صورة تشاهد فيها ماجد عبد الله، وهو يسلم الأسطورة كريستيانو رونالدو، جائزة هدّاف دوري روشن السعودي، عن موسم 2024-2025.

صورة تجمع بين 8 ألقاب لـ"هدّاف" الدوري السعودي، بين ماجد عبدالله الذي حصد اللقب ست مرات، خلال مواسم 1979، 1980، 1981، 1983، 1986، 1989، ورونالدو الذي يتربع في صدارة الهدافين بموسمي 2024 و2025.

وكأن الرابطة أرادت أن تصالح رونالدو عن لقطة الموسم الماضي، التي أثارت اعتراضًا كبيرًا بين الجماهير، بعدما تم منحه جائزة الحذاء الذهبي فور نهاية الموسم، فتسلم الجائزة في ملعب الأول بارك الذي كانت مدرجاته فارغة.

التعليقات الغاضبة وقتها كانت "كيف يتم تصوير هذا الحدث التاريخي بتلك الطريقة؟"، ليتم إصلاح الوضع هذه المرة، بإعطائه الجائزة من أسطورة النصر، ووسط حضور الجماهير، وقبل مباراة الخلود.

وبالنظر إلى المباراة التي أقيمت على ملعب الأول بارك، فإن كريستيانو رونالدو بدى عاجزًا - بشكل غريب - عن ترجمة فرص زملائه إلى أهداف محققة، بفضل تألق الحارس جوان كوزاني، ورقابة دفاعية لصيقة، فضلًا عن أخطاء غريبة من القائد البرتغالي في استلام الكرة داخل منطقة الجزاء.

رونالدو كان أول من هدد مرمى الخلود في الدقيقة 11، بتسديدة داخل المنطقة تصدى لها الحارس، فيما كانت أخطر فرصة أهدرها رونالدو في الدقيقة 56، بعد تسديدة فيليكس المرتدّة من الدفاع، إلى كريستيانو الذي فشل في التعامل معها.

رونالدو أيضًا طالب بركلة جزاء بداعي دفعه داخل المنطقة، ولكن الحكم قرر استئناف اللعب، فيما فشل في ترجمة عرضية رائعة من ساديو ماني بالدقيقة 71، بعدما أفلت الكرة بغرابة.

رونالدو حاول تهديد مرمى كوزاني في العمق ومن الأطراف، إلا أنه عانى أمام الدفاع المتكتّل للخلود، الأمر الذي جعله لم يتمكن من لمس الكرة سوى 31 مرة.

ولأن كريستيانو رونالدو اشتهر دومًا بتميزه في الارتقاء الهوائي، فإن إحدى نقاط قوة الخلود في المواجهة تمثلت في إفساد المواجهات الهوائية للأسطورة البرتغالية، حيث دخل في ثلاث ثنائيات لم يكسب أيًا منها.

ورغم ذلك، إلا أن الحارس كوزاني نجح في إنقاذ مرماه، من محاولة ارتقاء لرونالدو في الدقيقة 38 أثناء تمريرة كرة عرضية من ماني، ليخرج رونالدو من المباراة خالي الوفاض.

وبلغة الأرقام، فإن كريستيانو وجه 5 مرات، منها واحدة فقط على المرمى، فضلًا عن تسديدتين خارجه، وأخريتين تم قطعهما، فيما قدم 17 تمريرة ناجحة من أصل 19، وامتاز في لعبة المراوغات والثنائيات الأرضية، حيث كسب ثلاثًا من أصل أربع.

إن كانت المباراة بدأت بلقطة سعيدة، نال فيها رونالدو جائزة هداف الدوري، إلا أنها انتهت حزينة للغاية على القائد البرتغالي الذي عاد من رحلة المنتخب، بعدما تألق في تصفيات كأس العالم، الأمر الذي يدعو للتساؤل بشأن ما إذا كان تراجع رونالدو نتيجة الإرهاق، والذي بدا جليًا في خطأ استلام الكرات.

رونالدو ظهر في المباراة وهو يلوم نفسه بقسوة، على إهدار الفرص، ويتحدث مع نفسه، وهي ظاهرة باتت ترافق اللاعب كلما أخفق في مباريات النصر، ما يجعلنا نقول إنها مباراة خرج فيها النصر ظافرًا بالنقاط الثلاث، ولكن كريستيانو قد يحتاج إلى نسيانها.