Cristiano Ronaldo Herve Renard GOAL ONLYGoal AR

تذكر "مغربيتك" وانظر إلى كريستيانو رونالدو "السعودي"! .. عفوًا يا هيرفي رينارد تصريحك عن التجنيس عفا عليه الزمن

"حين تُجنّس اللاعبين تفقد روحك"!.. كلمات مثيرة خرج بها الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني لمنتخب السعودية الأول لكرة القدم، خلال الساعات القليلة الماضية.

رينارد أعرب في تصريحات مع صحيفة "ليكيب"، عن إعجابه الشديد بسياسية المنتخب السعودي؛ التي تعتمد على اللاعب الوطني، بعيدًا عن تجنيس الأجانب.

واعتبر المدير الفني الفرنسي أن المنتخب الذي يُجنّس الكثير من اللاعبين، يفقد ميّزة خوض المباريات بروحٍ عالية؛ متمنيًا أن تحافظ السعودية على هويتها، ولا تسير على خطى قطر والإمارات.

وإذا نظرنا حولنا، سنجد أن معظم الدول تتجه إلى تجنيس اللاعبين بالفعل؛ من أجل مساعدة المنتخبات الوطنية، على المنافسة بقوة واعتلاء منصات التتويج.

وحقيقةٍ.. نحن نشعر بالدهشة مثل رينارد تمامًا؛ عندما ننظر على الورق إلى منتخبٍ ما، ونرى بأن معظم أسماء لاعبيه من المُجنّسين وليسوا من أبناء البلد الأصلي.

ولكن.. هذا ليس معناه أن اللاعب المُجنّس، يقتل روح المنتخب الذي يلعب في صفوفه، كما قال رينارد في تصريحاته - سالفة الذكر -؛ بل على العكس تمامًا.

نعم.. عاشق الساحرة المستديرة أحيانًا ينسى بأن لاعب بعينه مُجنّس؛ بسبب الروح العالية التي يلعب بها مع المنتخب، أكثر حتى من أبناء الوطن نفسه.

وبعيدًا حتى عن أرضية الميدان؛ أحيانًا نشعُر أن شخصًا أجنبيًا ما من أبناء وطنٍ مُعين، بسبب تصريحاته العاشقة للبلد الذي يتواجد فيه.

  • FBL-WC-2026-ASIA-QUALIFIERS-KSA-AUSAFP

    هيرفي رينارد.. أنت أكبر دليل على عدم صحة تصريحاتك!

    يوم 14 ديسمبر 2022.. كان الجميع يترقب المباراة التاريخية للمنتخب المغربي ضد نظيره الفرنسي، ضمن منافسات نصف نهائي بطولة كأس العالم.

    المغرب حقق إنجازًا تاريخيًا في هذه النسخة المونديالية، التي استضافتها الدوحة القطرية على أراضيها، بوصوله إلى نصف النهائي؛ ليحصل على تعاطف العرب أجمع، والكثير من دول العالم.

    وقبل المباراة بيومٍ واحد فقط؛ خرج الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني لمنتخب السعودية الأول لكرة القدم، بتصريحاتٍ مثيرة للجدل.

    وأعلن رينارد وقتها أنه سيشجع منتخب المغرب، على حساب بلده فرنسا، في مباراة نصف نهائي كأس العالم 2022.

    وقال رينارد عن ذلك: "أنا فرنسي ووُلِدت في فرنسا ولديّ جواز سفر فرنسي؛ لكن آسف.. غدًا سأدعم المنتخب المغربي، لأن هذا البلد منحني ميّزة لم يوفرها لي أحد".

    وأكد رينارد أن الشعب المغربي أحبه بدرجه لا يُمكن لأحد أن يتخيلها؛ وذلك خلال فترة قيادته للمنتخب الوطني، من فبراير 2016 إلى يوليو 2019.

    وهذه التصريحات تثبت أن رينارد - رغم أنه ليس مغربيًا -؛ أعطى روحه للبلد الذي عاش فيه 3 سنواتٍ فقط، وعلى حساب دولته التي وُلِد وتأسس فيها "فرنسا".

    وبالتالي.. رينارد قد يكون مُخطئًا في أن التجنيس يقتل الروح؛ ففي عالم كرة القدم الأمر يتوقف في النهاية، على شعور اللاعب نفسه، ورغبته في خدمة الشعار الذي يرتديه.

  • إعلان
  • Cristiano Ronaldo Al NassrGetty Images

    كريستيانو رونالدو.. دليل آخر للرد على تصريحات هيرفي رينارد

    السعوديون الآن يتغنون بالأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو، مهاجم فريق النصر الأول لكرة القدم.

    التغني برونالدو ليس له علاقة بأدائه فوق أرضية الملعب؛ وإنما بسبب تصريحاته المستمرة عن المملكة العربية السعودية، في كل مكان بالعالم.

    رونالدو يصرح دائمًا عن مدى عشقه للمملكة؛ حيث يكفي أنه قال: "السعودية بلدي الثاني والثالث والرابع"؛ في إشارة إلى ولائه لهذا البلد، الذي يعيش فيه منذ يناير 2023 فقط.

    هُنا.. بدأ أبناء المملكة سواء شعب أو إعلاميين، يرددون باستمرار جُملة: "رونالدو أصبح سعوديًا".

    بالطبع.. هذا الأمر ليس له علاقة باللعب مع المنتخب أو كرة القدم؛ ولكن افتخار السعوديين يأتي بأن أسطورة بحجم رونالدو، أصبح ينتمي إلى بلدهم بـ"روحه".

    لذلك إذا وُجِد لاعب أجنبي ما يُحب بلدًا بـ"روحه"، بعيدًا عن الأسطورة البرتغالية بالطبع، وحظي بعشق أبناء الوطن نفسه؛ فأنهم لن يشعروا بأنه غريب عنهم إذا تم تجنيسه، كما يزعم المدير الفني الفرنسي هيرفي رينارد.

    والمثال على ذلك النجم البرازيلي رومارينيو، مهاجم نادي الاتحاد الأسبق؛ الذي أعلن صراحة أنه يرغب في اللعب مع المنتخب السعودي - حال التجنيس -، لرد جميل هذا البلد عليه.

    ووقتها.. أراد قطاع كبير من الجمهور السعودي، أن يتم تجنيس هذا اللاعب بالفعل؛ مع منحه فرصة المشاركة بقميص المنتخب الوطني، خاصة في ظل العجز الهجومي.

  • FBL-WC-2026-AFC-QAT-KUWAFP

    من قطر إلى المنتخب الفرنسي.. انظر يا رينارد حولك قبل الحديث!

    منتخب قطر أحد الدلائل التي استشهد بها المدير الفني الفرنسي هيرفي رينارد، في تصريحاته المثيرة للجدل؛ للحديث عن أن تجنيس اللاعبين، يقتل الروح.

    لكن استشهاد رينارد بالمنتخب القطري؛ يجعلنا نتساءل: "هل يتذكر المدير الفني الفرنسي آخر نسختين من بطولة كأس أمم آسيا (2019 و2023)؟!".

    وتوّج المنتخب القطري بلقبي كأس أمم آسيا 2019 و2023؛ بعد الفوز على اليابان والأردن - على التوالي -، في النهائي.

    وبالفعل.. القطريون خاضوا هاتين النسختين بعديد اللاعبين المُجنّسين؛ على رأسهم النجمين الكبيرين أكرم عفيف والمعز علي.

    إلا أنه لم يشعر أحد أن هؤلاء النجوم يلعبون بدون روح - كما يزعم رينارد -؛ بل على العكس تمامًا، فقد كانت القتالية والغيّرة على الشعار، أهم ما ميّز هذا الجيل - لاعبين وجماهير -.

    ونجوم المنتخب القطري أنفسهم، يرددون عندما يتم فتح هذا الأمر أمامهم؛ قائلين: "لا تقولوا مُجنّسين.. نحن قطريون ومن أبناء هذا الوطن".

    أيضًا.. لا يُمكن لرينارد أن ينسى منتخب بلاده فرنسا؛ الذي حقق إنجازاته الكروية الكبيرة من خلال اللاعبين المُجنسين، والذين كانوا يُقاتلون من أجل الشعار.

    وقبل عام 1998 كان الإنجاز الأوحد تقريبًا في مشوار فرنسا الرياضي؛ هو التتويج بكأس أمم أوروبا 1984 على أرضها، بينما عانت في أوقاتٍ طويلة من الغياب عن البطولات الكبرى.

    ثم جاء عام 1998، الذي حصل فيه المنتخب الفرنسي على كأس العالم؛ والذي أعقبه العديد من الإنجازات الأخرى، مثل: "أمم أوروبا 2000، مونديال 2018".

    بعدها أيضًا.. وصل الفرنسيون إلى نهائي أمم أوروبا 2016، وكأس العالم "الدوحة 2022".

    ويعود الفضل في كل هذه الإنجازات، إلى نجوم مُجنّسين؛ فالأسطورة زين الدين زيدان صاحب الأصول الجزائرية، هو من قاد فرنسا للتتويج بكأس العالم 1998.

    وقتها.. هاجم عدد من أعضاء البرلمان الفرنسي اعتماد المنتخب الوطني على من اسموهم "لاعبين مهاجرين"؛ قبل أن يأتي الرد قويًا، باللعب بروحٍ وقتال في المونديال.

    كذلك.. أبرز اسم في صفوف المنتخب الفرنسي حاليًا وهو كيليان مبابي؛ تعود أصوله إلى الجزائر من ناحية والدته فايزة العماري، والكاميرون من جانب والده ويلفريد.

    حتى أن عثمان ديمبيلي الذي توّج بـ"الكرة الذهبية" مؤخرًا، والذي اعتبره الفرنسيون فخرًا لهم؛ تعود أصوله إلى مالي من ناحية والده، وموريتانيا والسنغال من جهة والدته.

  • Mexico v Saudi Arabia - Gold Cup 2025: QuarterfinalGetty Images Sport

    كلمة أخيرة عن تصريح هيرفي رينارد المثير للجدل

    بعد كل ما سبق.. نُعيد التأكيد على أننا لسنا هُنا لتكذيب رواية الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني لمنتخب السعودية الأول لكرة القدم، بشكلٍ جازم أو نهائي، أو أننا نُطالب بضرورة تجنيس اللاعبين للمشاركة مع الأخضر؛ ولكننا نتحدث عن واقع.

    الواقع هو أن العديد من المنتخبات اتجهت إلى التجنيس؛ ومعظمها كان اللاعبون يخوضون المباريات بروحٍ عالية، لا تشعر المشجع بأنهم من غير المواطنين.

    وعلى العكس تمامًا؛ هُناك بعض المنتخبات التي لا تُجنّس اللاعبين، ورغم ذلك نجومها يتعرضون لانتقادات لعدم اللعب بروحٍ عالية طوال الـ90 دقيقة، مثل السعودية.

    طبعًا.. يظل هُناك شعور بـ"الغرابة" عند اعتماد المنتخب الوطني على المُجنّسين، وكذلك تقليل من شأن الإنجاز من قِبل المنافسين؛ ولكننا أصبحنا في زمن تغلب عليه الغاية مهما كانت الوسيلة.

    لذلك.. أصبحت الشوارع تمتلئ بالمشجعين؛ عندما يُحقق المنتخب إنجازًا وطنيًا، مهما كان عدد المُجنّسين في صفوفه.

    وبخلاف المنتخبات الوطنية، سنجد حتى على مستوى الأندية؛ يُقال إن هذا الفريق الإسباني أو الإنجليزي أو الإيطالي حقق إنجازًا كبيرًا يحسب للدولة، رغم أن جميع اللاعبين في "التشكيل الأساسي" أجانب.

    المعنى هُنا أن كرة القدم تغيّرت عن السابق؛ وأصبح الكثيرون لا ينظرون إليها مثلما صرح رينارد، حتى ولو في حديثه جزءًا من الصحة.