لا تحاولوا تقليده مجددًا! .. كريستيانو رونالدو يفسد هديته أمام الدنمارك وهدف رائع غطى ثغراته الكثيرة مع البرتغال

وكأنه لعبها مجبرًا، وبينما كان لاعبو منتخب البرتغال بحاجة لهدف مبكر لإزالة الأجواء المتوترة التي أفصح عنها القائد في المؤتمر الصحفي، قرر كريستيانو رونالدو أن يفسد هديته التي جلبها لجماهير بلاده، بعدما تسبب في ركلة جزاء مبكرة، قبل أن يسددها برعونة للغاية، حتى لم يجد الحارس كاسبر شمايكل صعوبة في الإمساك بها، بالدقيقة 6.

رونالدو الذي صرّح قبل المباراة، بأنه لا يمانع في الغياب عن المباراة، إن تأكد أن المنتخب البرتغالي سيتأهل بدونه، كان حريصًا على لعب ركلة الجزاء، وكان سيناريو متوقعًا بطبيعة الحال، ليس فقط لكونه المسدد الأول لركلات الجزاء، ولكن لأنه هو من ساهم بها، ولكن غير المتوقع ما شاهدناه في ركلة الجزاء المهدرة، التي أثارت علامات استفهام حول سبب تقدم كريستيانو إليها، إن كان التنفيذ بتلك الطريقة، في مباراة حساسة مثل تلك، كان الهدف المبكر سيؤثر كثيرًا على مجريات الأحداث.

في مباراة الذهاب، أثار مهاجم الدنمارك راسموس هويلند، حالة من الجدل، بعد تقليد احتفال كريستيانو رونالدو، الشهير بـ"Siu"، بعد تسجيل هدف اللقاء الوحيد.

وكأن مباراة الإياب تشهد سيناريو دراميًا، فيه لقطة هدف البرتغال الأول في الدقيقة 38، فبينما كان رونالدو يقدم ارتقاءً رائعًا يفوق الجميع، لا يتمكن من اللحاق بالكرة، ليرتقي أندرسون، مدافع الدنمارك، بدوره، إلا أنه تسبب في وضع الكرة في شباك فريقه بالخطأ، وكأنها رسالة خفية مفادها "لا تحاولوا تقليد رونالدو طوال الوقت".

وأبى كريستيانو رونالدو إلا أن يصالح جماهير البرتغال، بعد ركلة الجزاء المهدرة، ليضع هدفًا رائعًا من الزاوية الضيقة في الشباك بالدقيقة 72، معلنًا عن تقدم قصير المدى لمنتخب بلاده.

وواصل رونالدو مسيرته القياسية في عالم المنتخبات الدولية، بوصفه الأكثر مشاركة وتسجيل الأهداف في تاريخ منتخبات الرجال، بعدما أعلن عن هدفه الـ136 هدف في 218 مباراة دولية.

وتمكن كريستيانو رونالدو من إحراز أول هدف مع منتخب البرتغال، بعد بلوغه سن الـ40، في فبراير الماضي، ليواصل البرتغالي إثبات بأن العمر مجرد رقم، ويوقع على الهدف رقم 929 في مسيرته الكروية مع الأندية والمنتخبات.

ليس ذلك فحسب، بل إن رونالدو أحرز هدفًا آخر في الدقيقة 45+2، بعد تمريرة عرضية من برونو فيرنانديش، قبل أن يقرر الحكم إلغاء الهدف للتسلل على اللاعب رافائيل لياو.

لم يعد هناك كلام جديد حول كريستيانو رونالدو، ذلك اللاعب الذي لا يفقد الشغف أبدًا، وفي سنه الأربعين، يواصل التحرك وإحراز الأهداف ودعم زملائه في منتخب البرتغال، بل ويحمل آمال الجماهير في حصد الألقاب.

وبلغة الأرقام، فإن كريستيانو رونالدو، الذي شارك في 92 دقيقة، قبل استبداله بجونزالو راموس، قبل لجوء المنتخبين إلى الوقت الإضافي، فيما لمس قائد النصر، الكرة 33 مرة، سدد خلالها 5 كرات على المرمى، وواحدة تم قطعها، وقدم تمريرة مفتاحية لزملائه.

ولكن، بالنظر إلى الوجه الآخر للعملة، فإن هناك حقيقة واحدة يجب ألا نغفل عنها، بأنه لا يجوز منح رونالدو أدوارًا دفاعية، وإن عاد إلى منتصف ملعب البرتغال، ويجب التنبيه بأن وجود كريستيانو يتعلق بالهجوم فقط، دون انتظار قيامه بأي أدوار دفاعية.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن أرقام رونالدو كشفت عن العديد من الثغرات؛ حيث سقط في مصيدة التسلل 3 مرات، وفقد الاستحواذ على الكرة 10 مرات، ولم يفز سوى في مواجهتين ثنائيتين فقط من أصل 7، كما أنه أجرى 3 مراوغات ناجحة، ولم ينجح في أي منها.

وضرب منتخب البرتغال موعدًا مع ألمانيا، في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية، حيث تأهل المانشافت، بعد إقصاء إيطاليا، من ربع النهائي.

وحقق المنتخب الألماني فوزًا في مباراة الذهاب بنتيجة (2-1)، فيما انتهى لقاء العودة بتعادل مثير بين المنتخبين، بنتيجة (3-3).