إذا تعثر فنجم الهلال موجود .. سوء الحظ يهزم "ذكاء" كريستيانو رونالدو أمام أيرلندا

كيف يستطيع كريستيانو رونالدو، صاحب الـ40 عامًا، البقاء في الملعب لدقائق المباراة كاملة؟ هذا الأمر يحتاج لقدر من الذكاء، دون الدخول في تفاصيل أخرى تتعلق بالحفاظ على الصحة واللياقة البدنية والتغذية وغيرها.

باختصار، رونالدو يعتمد على توظيف الوقت بذكاء، تارة تجده يكتفي بالبقاء داخل منطقة الجزاء، وأخرى يتراجع للخلف حتى يساهم في بناء الهجمة، الأمر الذي يجعلك كمشاهد، ترى كريستيانو في الخلف، وأمامه برونو فيرنانديش وبيرناردو سيلفا، وأيضًا روبن نيفيش، الذي كان يقدم الزيادة الهجومية.

نقطة أخرى أثبتت ذكاءً من رونالدو، وهو اللعب على إعادة الكرة إلى الخلف، من أجل تقديم تمريرات بينية سريعة تفاجئ الخطوط الدفاعية، تجلّت في الدقيقة 24، عندما أعاد الكرة إلى إيناسيو ثم انطلق بين الدفاعات، لينفرد بالحارس، إلا أن طول تمريرة المدافع البرتغالي حال دون صنع فرصة محققة.

يمكن القول إن رونالدو فعل كل ما يستطيع من أجل تسجيل الهدف أمام أيرلندا، ولكن يبدو أن البرتغالي عانى من حظ عاثر، حتى أنه تم احتساب ركلة جزاء للبرتغال، ولكن كريستيانو أهدرها بعد تألق الحارس كيلهير في إبعاد الكرة بساقه في الدقيقة 75.

رونالدو كان يواجه أمرين؛ التكتل الدفاعي بتواجد 5 لاعبين في الخلف، ومحاولة عزله أمام المحاولات العرضية، الأمر الذي كان يدفعه للتراجع كثيرًا إلى الخلف، للمساهمة في بناء الهجمات وصنع الفرص، فضلًا عن اللعب بسلاحين؛ التسديد من خارج منطقة الجزاء، والتسديد من لمسة واحدة داخل المنطقة.

وكاد كريستيانو أن يهز الشباك في الدقيقة 17، بتسديدة مباغتة خارج المنطقة، قبل أن ترتطم الكرة بالعارضة، لترتد إلى بيرناردو سيلفا الذي سددها بغرابة بجوار القائم.

وفي الشوط الثاني، لعب رونالدو على التسديد من أول لمسة داخل المنطقة، عند وصول الكرة إليه، ليحاول عدة مرات، إلا أن الكرة كانت تجد طريقها بجوار المرمى.

بلغة الأرقام، وجه رونالدو 7 تسديدات، منها واحدة على المرمى، وأخرى ارتطمت في العارضة، كما قدم 20 تمريرة صحيحة، بنسبة دقة بلغت 91%، بينما عانى كريستيانو في الالتحامات الأرضية، حيث فشل في ثلاث محاولات، بينما فاز في مواجهتين هوائيتين من أصل ثلاثة.

وكان رونالدو قد سجل في آخر 5 مباريات متتالية مع منتخب البرتغال، سواءً في دوري الأمم الأوروبية أو تصفيات كأس العالم، قبل أن يتوقف قطاره عند محطة أيرلندا.

فشل كريستيانو في التسجيل، حرمه من معادلة رقمه التاريخي مع منتخب البرتغال، بالتسجيل في 6 مباريات متتالية، والتي حققها في تصفيات كأس أمم أوروبا "يورو 2020"، حيث نجح في التسجيل بجميع المباريات، ووقع حينها على 11 هدفًا.

ليس ذلك فحسب، بل إنها المرة الأولى التي يفشل فيها رونالدو في هز شباك أيرلندا من قلب البرتغال، بعدما خاض مواجهتين على أرضه، وسجل هدفين في كل مواجهة.

هنا يمكن القول، شكرًا روبن نيفيش، لاعب وسط الهلال، الذي قرّب منتخب البرتغال كثيرًا من بلوغ نهائيات كأس العالم 2026، بأداء ممتاز دفاعيًا وهجوميًا، جعله بالأرقام، أفضل لاعبي مباراة أيرلندا، قبل أن يوقع على هدف الدقائق الأخيرة.

المنتخب البرتغالي استغل تعثر أرمينيا أمام المجر، ليبتعد في صدارة المجموعة السادسة، محافظًا على العلامة الكاملة برصيد 9 نقاط، وبفارق خمس نقاط عن المجر "الوصيف"، بينما تأتي أرمينيا في المركز الثالث بـ3 نقاط، ثم أيرلندا بنقطة واحدة.

وإذا ما تمكنت البرتغال من الفوز في المباراة المُقبلة، مع أي تعثر للمجر، فإن ذلك يعني تأهل رونالدو ورفاقه رسميًا إلى مونديال الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

ويمكن رونالدو سجلًا قياسيًا في تاريخ المشاركات الدولية، بتسجيله 141 هدف في 224 مباراة، فيما لا يزال حلمه قائمًا بتحقيق الألف هدف، خلال مسيرته، حيث وصل إلى 946 هدف.