England Harry Kane curse GFXGOAL

"كرة القدم ورحلة العودة للمنزل".. إنجلترا المرشح الأبرز و"غير الواقعي" ليورو 2024

تحب الجماهير الإنجليزية إطلاق لقب "مهد كرة القدم" على بلادها، وذلك لأن إنجلترا هي أول دولة أسست لقوانين هذه اللعبة، وكانت صاحبة أول بطولة رسمية، وهي كأس الاتحاد.

ورغم هذه القيمة الهائلة التي تمتلكها البلاد في الساحرة المستديرة وتاريخها، إلا أن المنتخب الإنجليزي هو أحد أفقر الكبار عندما يتعلق الأمر بحصد البطولات.

إنجلترا حصلت على بطولة كبرى وحيدة طوال تاريخها، وهي كأس العالم 1966، وبعدها دخل الفريق من فشل إلى آخر، رغم الكم الهائل من المواهب التي قدمتها للعبة.

جماهير إنجلترا يكون شعارها الأول قبل أي بطولة كأس عالم أو يورو، بأن كرة القدم ستعود إلى منزلها من جديد، ولكن النهاية تكون دائمًا بعودتهم هم إلى منازلهم وهم يجرون أذيال الخيبة.

بطولة يورو 2024 هي مناسبة جديدة يدخل فيها الإنجليز بنفس الشعار، فهل تكون النهاية مختلفة مع جاريث ساوثجيت؟

  • Harry Kane England 2024Getty Images

    عدد هائل من المواهب

    المدرب جاريث ساوثجيت يعتبر من أكثر المديرين الفنيين حظًا على الإطلاق في اليورو، لأن إنجلترا تمتلك العديد من المواهب الاستثنائية في أوروبا بالوقت الحالي.

    جود بيلينجهام، نجم ريال مدريد المُرشح للفوز بالكرة الذهبية بعد موسمه الرائع مع الميرينجي، وفيل فودين أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي، ومفتاح فوز مانشستر سيتي باللقب بعد العودة في الجولات الأخيرة.

    هناك أيضًا كول بالمر، صفقة تشيلسي الذهبية، وبوكايو ساكا نجم آرسنال الذي أصبح أحد أهم الأجنحة في العالم، وزميله ديكلان رايس، وأخيرًا هاري كين نجم بايرن ميونخ الذي يعتبر أحد أفضل المهاجمين في الكرة الحديثة.

    إنجلترا تمتلك كذلك العديد من الأسماء الجيدة، مثل ترنت آرنولد، إيفان توني، جون ستونز، أولي واتكينز وغيرهم، لذلك الإمكانيات قد لا تمثل أي عذر في العديد من الأماكن بالملعب!

  • إعلان
  • Harry Kane Jude BellinghamGetty

    حيرة قاتلة

    توافر العناصر بكثرة يظهر بوضوح كأنه نعمة يتمناها أي مدرب، ولكن الأمر قد يكون مختلف قليلًا لدى ساوثجيت، بسبب كثافة المواهب في أماكن معينة على حساب الأخرى.

    على سبيل المثال مركز الظهير الأيسر يمثل مشكلة كبيرة للإنجليز، لأن المصاب لوك شاو يعتبر هو اللاعب الوحيد في هذا المكان بتشكيل الأسود في اليورو.

    شاو الذي لعب 15 مباراة فقط مع مانشستر يونايتد بكل المسابقات الموسم الماضي، يعتبر هو الأمل الوحيد لإنجلترا، وما يزيد الأمور صعوبة هو دخوله البطولة وهو مصاب، وسط شكوك حول جاهزيته في دور المجموعات، ليكون الخيار المتاح لساوثجيت هو الاعتماد على أي من كيران تريبير، جو جوميز، أو إزري كونسا في مركز الظهير الأيسر بدلًا منه، لحين تعافيه من إصابة في أوتار الركبة.

    مركز حارس المرمى كذلك، جميع العناصر الموجودة متوسطة المستوى، جوردان بيكفورد، رغم موسمه المميز مع إيفرتون، إلا أن الأخطاء القاتلة التي يرتكبها تجعله بمثابة القنبلة الموقوتة، ونفس الأمر بالنسبة لآرون رامسديل مع آرسنال ودين هندرسون حارس كريستال بالاس.

    وبجانب هذا العجز، سيكون على ساوثجيت اتخاذ بعض القرارات الصعبة، مثل الاعتماد على جود بيلينجهام أو فيل فودين خلف المهاجمين، وإمكانية تأثير ذلك على مركز الجناح الأيمن الذي يلعب فيه بوكايو ساكا وكول بالمر.

    ونذهب أيضًا إلى ثنائية خط الوسط، المعروف طرفها الأول وهو ديكلان رايس، ولكن من يلعب بجانبه؟ كونور جالاجر المتخبط؟ أو كوبي ماينو أو آدم وارتون، وهو الثنائي الذي لا يتمتع بأي خبرة مع مانشستر يونايتد وكريستال بالاس.

  • John Stones England 2024Getty Images

    أزمة دفاعية

    بالإضافة إلى المشكلة التي يواجهها ساوثجيت في حراسة المرمى والظهير الأيسر، هناك أزمة أعمق في قلب الدفاع، قد تؤثر كثيرًا على حظوظ الفريق في البطولة.

    مدرب إنجلترا قرر استدعاء مارك جيهي، جون ستونز، إزري كونسا، جو جوميز، لويس دانك، وهي عناصر لا يمتلك أي منها جودة اللعب في المحافل الكبرى على الصعيد الدولي سوى ستونز.

    جوميز تقلص دوره كثيرًا مع ليفربول، ودانك رغم موسمه المبهر مع برايتون، إلا أنه لم يتم اختباره كثيرًا في هذا المستوى، ونفس الأمر بالنسبة لجيهي مع كريستال بالاس، وهو المرشح الأقرب للعب بجوار ستونز بالخط الخلفي.

    إمكانية ظهور ستونز نفسه ليست مضمونة، لأنه لم يلعب كثيرًا مع مانشستر سيتي خلال الموسم الماضي بسبب الإصابات، مما يفتح الباب أمام عناصر أخرى للدخول بدلًا منه.

    ربما يتعرض هاري ماجواير لانتقادات عنيفة مع مانشستر يونايتد، إلا أن مستواه في كأس العالم 2022 مع إنجلترا، يجعل ساوثجيت يتمنى تواجده بفريقه، ولكنه لم يكن جاهزًا للمشاركة، ليضع فريقه في ورطة قوية مع إمكانية حدوث كوارث دفاعية للفريق بالبطولة.

  • Gareth Southgate England 2024Getty

    الفرصة الأخيرة

    لا يمكن لأحد إنكار الطفرة التي أحدثها ساوثجيت مع منتخب إنجلترا، خاصة بعد قيادته الفريق إلى ربع نهائي كأس العالم 2018، ونهائي يورو 2021، ولكن هذا لا يعني أنه أثبت نفسه بالشكل الكافي كمدرب بطولات.

    المدرب الإنجليزي تعرض لانتقادات عنيفة بسبب أسلوبه الدفاعي المتحفظ، وعدم تمتعه بالجرأة الكافية رغم الكم الهائل الذي يمتلكه المنتخب الإنجليزي من مواهب في هذه الحقبة الذهبية.

    الجيل الحالي من إنجلترا يستحق بطولة، وكان قريبًا في اليورو الأخير، لذلك لا توجد أعذار ممكنة لساوثجيت، وأي فشل أو خروج مبكر سيعني رحيله وانتهاء مشروعه بشكل كامل.

    البعض يعتقد أنه أصبح يتمتع ببعض الجرأة، بعد استبعاده رحيم ستيرلينج وجاك جريليش وجيمس ماديسون وماركوس راشفورد من قائمة فريقه، وسيكون عليه إظهار المزيد من الشجاعة أيضًا على أرض الملعب.

    ساوثجيت لديه المواهب والتوليفة المناسبة للفوز ببطولة، والعجز في مركزي الظهير الأيسر وقلب الدفاع لا يعني نهاية العالم، لذلك إنجلترا تعتبر من أبرز المرشحين للفوز باليورو.

    ولكن على أرض الواقع، المؤشرات تقول إن ساوثجيت يجيد بناء الفرق، ولكنه لا يستطيع الصعود بها إلى منصات التتويج، لذلك يمكن اعتبار منتخبات أخرى مثل فرنسا وألمانيا وإسبانيا أوفر حظًا من الإنجليز.

    الأمور ستكون سهلة في دور المجموعات، لأن الفريق يلعب في المجموعة الثالثة مع سلوفينيا والدنمارك وصربيا، ليكون الاختبار الحقيقي لساوثجيت سيكون في مراحل خروج المغلوب، إما استغلال أفضل ما عند فريقه، أو الخروج والرحيل عن منصبه بعد فشله في الفرصة الأخيرة!